تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية
معركة الحديدة، بالإمكان القول أن العبرة بالخواتيم.. فخلال 4 سنين لم يحسم التحالف أي معركة في أي جبهة، فهل بإمكانه حسم معركة الحديدة ولو بعد سنين؟.
منذ العدوان على اليمن في مارس 2015 لم تحسم معركة أبداً، حتى معركة عدن التي قال التحالف أنه يسيطر عليها بصورة كاملة لاتزال قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية حاضرة بقوة في الجبهات المحيطة بمدينة عدن ، مدينة لحج مثالاً على ذلك.
المعارك ماتزال بذات الوتيرة العالية في أغلب الجبهات منذ انطلاقتها قبل أقل من أربعة أعوام، ورغم التفوق التسليحي والمادي ورغم أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية قد جلب المرتزقة والجنجويد واستعان بأمريكا وفرنسا وعصابات بلاك ووتر، فضلاً عن مسلحي داعش والقاعدة، إلا أنه لم يستطع حسم أي معركة داخل اليمن أو حتى داخل الحدود السعودية – اليمنية.
تبدو المسألة مثيرة للاستغراب وتستدعي الاعجاب وتحرك عشرات الأسئلة عن أسباب الصمود الأسطوري التي مكنت أبطال الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية من التفوق على خصومه الممتلكين لتسليح نوعي وخرافي هائل، الكثيرين عدداً وعدة؟!.
يتحدث الناس في عدد من المدن اليمنية – حتى تلك الواقعة تحت سيطرة التحالف ومسلحيه – عن ماأسموه تأييداً إلهياً للجيش اليمني واللجان الشعبية، ومعهم الحق في ذلك، فقياساً على واقع إمكانيات التحالف وواقع الجيش اليمني واللجان ثمة مسافة شاسعة، وأرقام فلكية.. ومع ذلك تراوح المعارك ذات الأماكن.
وبالعودة إلى الحديث عن أن عدن بعيدة عن متناول مدفعية وصواريخ الجيش اليمني واللجان، فهذا أمر ليس صحيحاً..فمازال أبطال الجيش يقاتلون في جبهات كهبوب، كرش، القبيطة، بالإضافة إلى جبهات تعز القريبة من عدن وكذلك جبهات الضالع، وكل تلك الجبهات واقعة داخل مدن ومحافظات قريبة جداً من عدن.
ومن عدن إلى الضالع، تعز، الساحل الغربي، مأرب، الجوف، نهم ليس ثمة تقدم يستحق الذكر لقوات التحالف الضخمة، بل على العكس خسائرهم فادحة عدداً وعتاداً..لدرجة احرجت أمريكا وقيادة التحالف ومن يقاتل في صفوفهم ضد اليمن الوطن والشعب.
خسائر التحالف في اليمن أحرجتهم وجعلتهم عرضة لسخرية العالم أجمع، خاصة بعد أن تفاجأوا بالجيش اليمني واللجان الشعبية يوجهون لهم ضربات مسددة سواء داخل الحدود السعودية أو بصواريخ باليستية وصلت إلى عمق أراضيهم واصابت بدقة بالغة أهدافاً استراتيجية.
وعليه، فإن المراهنين على حسم معركة الحديدة – خاصة بعد التصعيد الأخير الذي جاء بضوء أخضر من أمريكا – في ظرف اسبوع أو شهرين وحتى سنتين أو ثلاث مجرد واهمين، يغالطون أنفسهم ليس إلا.
وللتذكير والتأكيد على أن معركة الحديدة مازالت مفتوحة على احتمالات مكلفة جداً، نقول أن مليشيات التحالف استغرقت عامين وهي تشق طريقها على ساحل البحر الأحمر، مدة طويلة قياساً على إمكانيات تلك المليشيات التي تقاتل نيابة عن السعودية والإمارات وقدمت آلاف القتلى ، وعلى الرغم من أن المنطقة مستوية وسهلة الإمداد.
وللتغطية على هزائمهم المتوالية في 40 جبهة، سعت قيادةالتحالف ومرتزقتهم ومن والاهم إلى استخدام ورقة الاقتصاد والتجويع والحرب بالأوبئة الفتاكة..علهم يحققون انتصار على الإنسان اليمني، وهي في مؤامرتها المميتة هذه لم تستثني حتى أولئك الذين ظنوا أنهم قد استظلوا تحت ظلال الرياض وأبوظبي لكنهم اكتشفوا كيف أنهم كانوا أول ضحايا الجيران الأعداء.
لقد جلبت قيادة التحالف إلى عدن التي يسمونها محررة انفلاتاً أمنياً، وعصابة اغتيالات دولية، وقتل بالجملة لا يفرق بين خطيب مسجد أو إمام ولا بين ضابط أمني أو سياسي معارض أو موالي، ولا بين ناشط حقوقي أو موظف حكومي بسيط.. فضلاً عن ممارسات كشفت اطماع ” المحررين” حيث أغرقوا عاصمة اليمن الاقتصادية بالكوارث الاقتصادية والسياسية، مما جعل الكثير من أبناء عدن وكذا المحافظات الواقعة تحت سيطرة “التحالف” يعبرون عن استيائهم البالغ من الغدر الذي طالهم من محتل جديد كان يغدق عليهم بوعود خضراء، ثم سريعاً خضب تلك الوعود بدمائهم، ثم راح يعمل فيهم الذل والهوان وحول عدن الحبيبة إلى معتقل كبير يغص بأبناء الجنوب.