بعد اعوام من الصراع بين الطرفين .. الاماراتيون يلجئون للتنسيق مع حزب الاصلاح لابتلاع “الشرعية” في مشاورات ستوكهولم
تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية// قبيل انطلاق جولة مشاورات جديدة في العاصمة السويسرية ستوكهولم ، بدء الاماراتيون عملية تنسيق مع حزب الاصلاح خصمهم اللدود في الصراع على تمثيل ” الشرعية “، على امل النجاح في احداث تسوية تضمن لكلا الطرفين تمثيل مناسب في قوام الوفد المفاوض عن جانب “الشرعية” في المشاورات القادمة، فعلى […]
تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية//
قبيل انطلاق جولة مشاورات جديدة في العاصمة السويسرية ستوكهولم ، بدء الاماراتيون عملية تنسيق مع حزب الاصلاح خصمهم اللدود في الصراع على تمثيل ” الشرعية “، على امل النجاح في احداث تسوية تضمن لكلا الطرفين تمثيل مناسب في قوام الوفد المفاوض عن جانب “الشرعية” في المشاورات القادمة، فعلى رغم العداء الاصيل الذي يكنه الاماراتيون لجماعة الاخوان، إلا أن ذلك لم يمنع ابو ظبي من استضافة القياديين من جماعة الاخوان عبدالوهاب الانسي واحمد اليدومي، واللذين مازال تواجدهما مستمر في ابو ظبي حتى اليوم، رغم انه لم يسبق لأبو ظبي أن سمحت لقيادي ينتمي لجماعة الإخوان بدخول اراضيها منذ فترة طويلة.
ويرى عدد من المراقبين للأحداث في محافظات جنوب اليمن المحتلة ، أن الطرفان ادركا بوقت متأخر أن احدهما لن يتمكن من كسر الأخر من اجل الاستحواذ على صوت الشرعية في أي جولة مفاوضات.
تاريخ حافل باحداث الاضطرابات في عدن على يد الأماراتيين قبيل اي جولة مفاوضات
وبالنظر إلى الصراع الأخير الذي داربين الطرفين في عدن قبيل انعقاد جولة مشاورات جنيف التي فشلت اوائل سبتمبر الماضي، بسبب منع وفد صنعاء من مغادرة الاراضي اليمنية ، كان الإماراتيون قد افتعلوا سابقاً نزاع اخر مع اتباع “الشرعية” من حزب الاصلاح، عندما حاول وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أن يجمع اطراف الصراع في اليمن على طاولة المفاوضات في يناير الماضي، إلا أن عدن شهدت موجة اضطرابات تزامناً مع المساعي البريطانية، انتهت بطرد بن دغر وحكومته من عدن على يد الجماعات التابعة للاحتلال الإماراتي .
وتعود اسباب الصراع بين الطرفين إلى رغبة كل منهما بالاستحواذ على الحصة التي سيتركها الامريكي لأتباعه في حال نجحت الحملة العسكرية ضد اليمن، وتمثل مسألة استثمار الموانئ ، وإدارة الثروات النفطية اليمنية، أهم ما في تلك الحصة، والتي يخوض الاماراتيون صراعاً مريراً عليها مع حزب الاصلاح .
مخاوف الإماراتيين اكثر تعقيداً بسبب جرائم الحرب
واضافة إلى ذلك تأخذ الأمور شكلاً أكثر تعقيداً لدى الإماراتيين؛ انطلاقاً من مخاوفهم بالتعرض لملاحقات قانونية دولية بسبب جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق المدنيين في اليمن، الأمر الذي ضاعف من اسباب السعي عند الاماراتيين ليقوموا بتشكيل الوفد المفاوض عن الشرعية بشكل يمثل الاماراتيين 100% ويقصي غيرهم من مكونات التحالف ضد اليمن بما في ذلك حزب الاصلاح، الذي لن يمانع ابداً في استثمار مسائلة جرائم التحالف بحق المدنيين لتصب في اطار المصالح الخاصة بجماعة الإخوان، دون تكترث للشعوب .
ويرى مراقبون سياسيون، أن الجانب الإماراتي لايمكن أن يسمح لجماعة الإخوان في اليمن والتي تسيطر بشكل شبه كامل على مفاصل حكومة “هادي”، أن تنفرد بتشكيل الوفد المفاوض عن “الشرعية”.
من اجل ذلك كان الإماراتيون يعمدون إلى تحريك المجاميع التابعة لها لإحداث مشاكل قبيل أي جولة مفاوضات، والتي كان اخرها تحريك جماعة المجلس الانتقالي في عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة، ضد حكومة هادي، قبيل مشاورات جنيف اوائل سبتمبر الماضي، إلا أن كل تلك القلاقل التي افتعلها الاماراتيون بطرد الحكومة “هادي”، لم تكن ذات تأثير على جماعة حزب الاصلاح .
في حين أن اخفاقات الإماراتيون العسكرية، وسوء تصرفهم بالتخويل الواسع الذي حصلوا عليه من واشنطن لإدارة الصراع ضد اليمن، لم تعد تعجب الأمريكيين، مما دفع بواشنطن في حينه إلى ايفاد قائد القوات الأمريكية في المنطقة الوسطى جوزيف فوتيل ،إلى زيارة عدن بشكل مفاجئ، في الـ5 من سبتمبر الماضي، وعقد لقاء في قصر المعاشيق بعدن مع رئيس هيئة اركان قوات “الشرعية” طاهر العقيلي وهو احد القيادات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح، بعد أن كان العقيلي ممنوعاً من دخول عدن، من قبل الاحتلال الاماراتي، وقد فسر عدد من المراقبين السياسيين زيارة فوتيل على انها إشارة موجهة من قبل واشنطن للإماراتيين بإمكانية منح حزب الاصلاح نفوذ اوسع في حرب التحالف ضد اليمن.
ويضيف مراقبون أن الزيارة التي يقوم بها الأنسي واليدومي حالياً لأبو ظبي، تأتي من باب محاولة الاماراتيين للتنسيق مع حزب الاصلاح بهدف الذهاب إلى مشاورات استكهولم برؤية مشتركة، خصوصاً أنه لم يعد امام التحالف اعذار جديدة لعرقلة سفر الوفد المفاوض من صنعاء كما حدث في المرة السابقة.