تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
أطلقت وزارة الرياضة المصرية، مشروع الـ 1000 محترف، بهدف زيادة عدد المحترفين المصريين في أوروبا، وتهيئة الأجواء لاستنساخ تجربة محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي.
المشروع الذي أعلن عنه وزير الرياضة أشرف صبحي، يحظى باهتمام جماهيري كبير، في ظل شغف الجماهير بكرة القدم، ورغبة الشباب الصاعد في الاحتراف بأوروبا.
الاهتمام الرئاسي والوزاري بالمشروع، دفع شركة برزنتيشن راعي الكرة المصرية للإعلان عن رعايته، وأعلن محمد كامل، رئيس الشركة استعداده لصرف أي مبالغ من أجل المساهمة في نجاحه.
الوزير بدأ في تشكيل لجان للإشراف على المشروع، لوضع الأسس السليمة للاختيار، بجانب الاستعانة بعدد من النجوم كحسن شحاتة وفاروق جعفر وهاني رمزي وأحمد حسام ميدو، وعدد كبير من المحترفين، لتطبيق مفهوم الاحتراف، وتشكيل لجان من الطب الرياضي وكليات التربية الرياضية.
وسيتم عمل حملة إعلانية وإنشاء موقع إلكتروني للمشروع والإعلان عن أماكن التقدم في نطاق المحافظات، وسيتم عمل أكثر من تصفية لاختيار الموهوبين، والذين ستقوم الوزارة برعايتهم صحيا وطبيا ورياضيا وأيضا دراسيا.
ويبقى التساؤل الأبرز حاليًا حول المشروع هو هل في استطاعة وزارة الرياضة تنفيذ ما تم الإعلان عنه والوصول إلى ألف محترف مصري، أم سيظل المشروع مجرد فكرة لن يكتب لها النجاح؟
اهتمام رئاسي
أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، قال إن المشروع يحظى باهتمام خاص من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يقام المشروع تحت رعايته شخصيًا.
وأكد صبحي، أن الرئيس طالب الوزارة بتبني الناشئين وإعداد خطة لتوسيع قاعدة الممارسة، من أجل إيجاد أكثر من لاعب مثل محمد صلاح، لغزو الملاعب الأوروبية في أقرب وقت.
فكرة ليست جديدة
فكرة الألف محترف ليست وليدة اللحظة وإن تغيرت المسميات، فالبداية كانت بتعليمات رئاسية عقب تتويج الفراعنة ببطولة الأمم الأفريقية 1998 في بوركينا فاسو، بفتح باب الاحتراف الخارجي، وهو ما أثمر عن وجود ما يزيد عن 20 محترفًا مصريًا في أوروبا.
لكن النجاح الباهر لتجربة محمد صلاح الاحترافية أعاد الفكرة بشكل أقوى وأكثر توسعا في فترة خالد عبد العزيز، وزير الرياضة السابق، الذي أعلن منذ عامين أنه تلقى تعليمات بعمل مشروع لزيادة عدد المحترفين، واستنساخ تجربة محمد صلاح، وعقد العديد من الاجتماعات وقام بالكثير من المحاولات، إلا أن الفكرة لم تنجح بالشكل الذي وعد به.
آلية التنفيذ
لم يعلن الوزير عن آلية التنفيذ بشكل واضح، وجاء رده في المؤتمر الصحفي مؤخرا، على العديد من الاستفسارات بأن المشروع مازال في مرحلة الدراسة.
ولكن الوزير في اجتماعه الأول مع اللجنة المشرفة على المشروع، وضع قواعد أساسية للعمل أهمها إنشاء أكاديميات تابعة لوزارة الرياضة في القرى والمحافظات، بجانب وجود كشافين في المدارس لاختيار المواهب والاهتمام بها.
لماذا 1000محترف؟
جاء اختيار اسم “ألف محترف” ليدفع البعض إلى توقع فشل المشروع، فهناك من يرى أن الرقم ضخم جدًا، في ظل المعوقات المعروفة، كما أن الدول الأفريقية التي يتم الحديث عن ضرورة السير على خطاها لا تمتلك هذا العدد.
وفي هذا الشأن قال أشرف صبحي، إن مصر بلد بها 100 مليون نسمة، أغلبهم يعشقون كرة القدم ويمارسونها، وبالتالي فالوصول لرقم ألف محترف ليس مستحيلاً.
مميزات المشرع
المشروع يعتبر فكرة رائعة، في حالة نجاحه سيعود على مصر بالعديد من المكاسب الضخمة فرياضيًا سيكون ذلك من خلال انتشار المحترفين المصريين في أوروبا، ما يعود فنيًا على المنتخبات المصرية بالفائدة، كما سيساهم في اكتشاف مواهب في القرى والنجوع المصرية المليئة بالمواهب المدفونة.
كما سيعود المشروع بفائدة اقتصادية على مصر، فيما يخض النقد الأجنبي، مما سيساهم في إنعاش الاقتصاد المصري، وهو ما تم التأكيد عليه في مؤتمر الوزير، حيث قال إن مدخلات ميدو خلال احترافه الأوروبي قد تفوق 100 مصنع.
معوقات تواجه التنفيذ
زيادة المحترفين تواجه عددا كبيرا من المعوقات، أولها اصطدام المشروع بالقوانين واللوائح المصرية نفسها، فلا يوجد قانون يجبر أي ناد مصري على السماح للاعب بالاحتراف الخارجي، وبالتالي لا يوجد للدولة سلطان على الأندية في هذا الأمر.
كما أن أغلب الأندية المصرية الكبرى مثل الأهلي والزمالك، ترفض احتراف لاعبيها في الخارج، وتفضل بقائهم خوفًا من غضب الجماهير.
والجيل الأعظم في تاريخ الكرة المصرية الذي توج بـ 3 بطولات متتالية للأمم الأفريقية أعوام 2006 و2008 و2010، كان أغلبه من المحليين مثل محمد أبوتريكة ووائل جمعة وأحمد فتحي وغيرهم.
ثالث المعوقات التي تواجه المشروع هي صعوبة تسويق مواهب صغيرة بأوروبا، ويزيد من الصعوبة تكليف محمد شيحة، وكيل اللاعبين المصري بهذا الأمر، خاصة وأن تسويق اللاعبين في أوروبا يتطلب وكلاء يتعاملون مع السوق الأوروبي، وهو ما لا يتوافر في شيحة.
واختيار شيحة راجع لشركة برزنتيشن الراعية للمشروع، خاصة وأنه وكيل الشركة.
رابع المعوقات التي تواجه المشروع خاص بطبيعة شخصية اللاعب المصري، الذي لا يتحمل “الغربة” ويعود سريعًا لمصر، وهو ما تكرر مع أكثر من لاعب بداية من حسام وإبراهيم حسن عقب مونديال 1990 وحتى صالح جمعة وشيكابالا ومحمد إبراهيم وغيرهم.
أزمة مبكرة
بداية الأزمات حدثت بالفعل بعد اعتراض شركة برزنتيشن، على تواجد أحمد حسام ميدو، على الرغم من إعلان الأخير في برنامج تلفزيوني أن تكليفه بالإشراف على المشروع جاء من رئيس الجمهورية شخصيًا.
سبب اعتراض برزنتيشن هو خلاف ميدو مع محمد كامل، رئيس الشركة، بسبب بكاء الأخير عقب الحصول على رعاية الأهلي، وقيام ميدو بتدوين عدد من التغريدات هاجم فيها رئيس برزنتيشن.