تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
اعتبرت وكالةُ “بلومبيرغ” الأمريكيةُ في تقرير لها، الاثنين، أن دبي لم تعد سويسرا الخليج التي يُمكن الاستثمارُ فيها، إذ أنها جزءٌ من الإمارات العربية المتحدة المُشاركةِ في الحرب في اليمن وليبيا، كما تُشارك السعوديةَ في حصار قطر، مُعتبرةً أن دبي “تنزف ببطء”.
“ما زالت آلاتُ البناء مُنتشرةً في كلّ مكان، لكن من سيحتلُّ تلك المكاتب والمحلّات في الوقت الذي أصبحت فيه المراكز التجارية والمطاعم اليوم أقلَّ اكتظاظاً مما كانت عليه في السابق؟” تتساءل الوكالة، خاصةً أن المغُتربين، الذين وصفتهم بـ”شريان حياة دبي”، إما بدؤوا بالرحيل، أو يناقشون رحيلَهم من البلاد على الأقل، في ظل ارتفاع التكاليف المعيشية.
ولفتت الوكالةُ إلى أن مثالاً على الأزمة الاقتصادية التي تشهدها دبي، ما أعلنت عنه شركتا طيران الإمارات وإعمار العقارية من تراجعٍ لأربحاهما في الربع الثالث من العام الحالي، إلى جانب تراجعهما في البورصة، ما يجعل العام الحالي الأسوأ لهما اقتصادياً منذ عام 2008.
عدمُ الاستقرار الاقتصادي، بحسب بلومبيرغ، ظهر أبريلَ الماضي عندما عقد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اجتماعاً مع أكثر من 100 مديرٍ تنفيذي، ناقشوا خلاله الرسومَ الحكومية الكبيرة التي تؤدّي إلى تراجع ميزة دبي بأنها منطقةٌ حرّةٌ مُعفاة من الضرائب، إلى جانب قواعد التأشيرة الصارمة التي تدفع الأجانبَ إلى الرحيل في حال فقدوا وظائفهم.
عقب الاجتماع، صدرت سلسلةُ قراراتٍ هي الآن في طريقها إلى التنفيذ، لكن بلومبيرغ تُرجّح أن إصلاحَ ما تعانيه دبي ربما أصبح خارجَ إرادة حاكمها، مُعتبرةً أن هذه المنطقة تغيّرت، ورُبما للأبد.
ونقلت الوكالة عن صاحب كتاب “مدينة الذهب: دبي وحلم الرأسمالية” (2009)، جيم كرين، قوله إن “دبي وجدت نفسها في وضع لم تكن هي السببُ فيه”، مضيفاً “إما تشارك دبي جيرانَها في الحرب أو في الصفقات التجارية، لكن من الصعب جداً الجمعَ بينهما”.
“مُفاجأة غير سارة”
شكّل ترحيلُ الإمارات للقطريين، في يونيو 2017، صدمةً للشركات التي كانت تتخذ من دبي مقراً لها، وكان المديرون التنفيذيون الأمريكيون قلقين من احتمالية إجبارهم على اختيار طرف بينهما، وفقاً للسفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات حتى مارس الماضي، باربرا ليف.
أضافت أن أزمة قطر “ألقت بظلالها على دبي، إذ مثّلت مفاجأةً غير سارةٍ للشركات التي وجدت نفسها غيرَ قادرة على شحن البضائع، لا جواً ولا بحراً، مباشرةً إلى الدوحة”.
ولفتت الوكالة إلى أن أزمةَ قطر لم تكن النكسةَ الوحيدة التي تعرضت لها دبي بوقوفها إلى جانب السعودية، بل وقوفُها مع المملكة أيضاً عندما ألقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القبضَ على العشرات من الأمراء وكبار رجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون في حملة قمع قيل إنها ضدُّ الفساد، شكّلت لها نكسةً أخرى.
وطلب البنك المركزي الإماراتي آنذاك من المؤسسات المالية في البلاد تقديمَ معلوماتٍ عن حسابات بعض الأشخاص المحتجزين، ما جعل المستثمرين يشعرون بقلقٍ حقيقي، “كونه لا ينبغي أن يكون بمقدور الحكومات الوصولُ إلى الحسابات في البلدان الأخرى بناءً على طلب بسيط”، بحسب كرين.