انتقد أندرو سميث منسق حملة مناهضة الاتجار بالسلاح ” CAAT” البريطانية استخدام قادة السعودية والامارات الهدايا الفاخرة وسيلة واضحة لزيادة النفوذ والتأثير على السياسة البريطانية الخارجية.
وذكر سميث في تصريحات صحفية لموقع ” ميدل ايست آي” البريطانية أن الهدايا الفاخرة التي يستخدمها أمراء هذه البلدان تستخدم لشراء الاصدقاء وزيادة النفوذ في الأوساط البريطانية.
وطالب سميث الوزراء وأعضاء البرلمان البريطانيين بالتفكير مليا في معنى هذه الرسائل التي تقدم عبر الهدايا، ووقف تقديم الدعم السياسي المقدم من قبل الساسة البريطانيين الى هذه البلدان التي تنتهك حقوق الانسان أمام العالم أجمع.
واوضح أن الهدايا الباهظة الثمن التي تقدم الى الوزراء البريطانيين لا تعني السخاء بل تعني شراء الأصدقاء وزيادة التأثير على السياسة البريطانية الخارجية لصالحهم.
وأعرب جميع أعضاء حملة مناهضة الاتجار بالسلاح ” CAAT” البريطانية عن قلقهم من طريقة التأثير الواضحة التي يستخدمها القادة في كل من السعودية والإمارات العربية في الوقت الذي توصف فيه بلدانهم بأنها غير ديمقراطية وذات سجل سييء في مجال حقوق الانسان.
وجاءت هذه التصريحات في أعقاب الكشف عن أحدث قائمة الهدايا التي قدمت الى الوزراء البريطانيين خلال هذا العام ضمن البيانات الحكومية البريطانية السنوية، حيث أشارت القائمة الى هدايا عبارة عن ساعات ثمينة وسجاد وحقائب وأطقم وحلي ومتعلقات فاخرة قدمت الى كل من وزير الخارجية ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة الماضية.
الهدايا الدائمة/ عشرين سلة كريسماس فاخرة لوزراء حزب المحافظين منذ 2010.
وتقوم حملة مناهضة الاتجار بالسلاح ” CAAT” بتنظيم ندوات ومسيرات ومظاهرات مناهضة لبيع السلاح البريطاني الى كل من السعودية والامارات منذ بدء الحرب في اليمن، والتي راح ضحيتها الآلاف حتى الآن، كما أصبح شبح المجاعة يخيم على جميع أركان اليمن.
ومن ناحية أخرى ذكر مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد احمد الوداعي أن الانظمة السعودية والاماراتية والبحرينية دأبت على قمع الحريات والديمقراطية بين شعبها، وتستخدم هذه الهدايا كحيلة واضحة للتأثير على السياسة الخارجية البريطانية تجاه أنظمتها.
ووفق تقرير ميدل ايست أي تُعد حكومة السعودية واحدةً من تلك الحكومات التي تمنح وزراء بريطانيا هدايا بصورةٍ منتظمة، والتي وصلت هذه الهدايا الى عشرين سلة كريسماس فاخرة لوزراء حزب المحافظين منذ 2010.
وفي ذلك الوقت تعرَّضت علاقة السعودية ببريطانيا لتدقيقٍ متزايد. وتصاعد ذلك التدقيق بعد مارس 2015، بعدما لفت تدخُّل السعودية في حرب اليمن الأهلية الأنظار للدعم الذي قدَّمَته بريطانيا للقوات الجوية الملكية السعودية من طائراتٍ مقاتلة من طراز تايفون وصواريخ بيفواي 4.
وتطعن حملة مناهضة تجارة الأسلحة الآن في تلك الصفقة في المحاكم، بينما دعا حزب العمال وغيره من أحزاب المعارضة الى وقف صفقات السلاح مع السعودية ريثما ينتهي التحقيق في انتهاك القانون الدولي الانساني.
وأشارت ميدل ايست أي الى أنه منذ انتخابها رئيسة للوزراء، تلقَّت تيريزا ماي نفسها عدة هدايا من السعوديين، من بينها حلية، وساعة، ووسام. ومن المُحتَمَل أن يكون الوسام على علاقة بتقليد ماي وسام الملك عبدالعزيز آل سعود.
لوبي لتبييض سمعة الرياض
والشهر الماضي، كشف موقع “ميدل ايست آي” أن أعضاء من حزب المحافظين في البرلمان البريطاني تلقوا أيضا رشا من السعودية، في وقت تشهد فيه بريطانيا ارتفاعا في وتيرة ما سماه “جهود اللوبي المؤيد السعودية”.
ونشر الموقع تحقيقا حصريا يشير الى أن نوابا من حزب المحافظين وآخر من حزب العمال تلقوا أموالا من السعودية لـ”تبييض سمعتها”، لافتا الى وجود شكوى لدى “الهيئة التي تراقب الالتزام بمعايير البرلمان بشأن وقوع انتهاك لقواعد الكشف عن المصالح المالية”.
ويشير التقرير الذي أعده جامي ميريل الى أن الكشف عن هذه المعلومات يأتي في وقت تواجه فيه بريطانيا دعوات “لوقف تصدير السلاح الى السعودية والضغط عليها لرفع الحصار الذي تفرضه على اليمن حيث تتهم بارتكاب جرائم حرب”.
وأوضح الموقع البريطاني أن أعضاء برلمان من حزب المحافظين تلقوا هذا العام ما يقرب من مائة ألف جنيه استرليني (ما يعادل 133 ألف دولار) من السعودية على شكل اقامة في فنادق فاخرة وتذاكر طيران في درجة رجال الأعمال وضيافة، الأمر الذي حفز على توجيه شكوى الى الهيئة التي تراقب الالتزام بمعايير البرلمان بشأن وقوع انتهاك لقواعد الكشف عن المصالح المالية.
وحسب الموقع تفيد الأرقام التي تم الحصول عليها مؤخراً من سجل مصالح الأعضاء أن ثلاثة عشر عضواً من أعضاء البرلمان التابعين لحزب المحافظين، بما في ذلك النائب “ليو دوتشري”، الرئيس السابق لمجلس شؤون الشرق الأوسط في حزب المحافظين، حصلوا على 87،467 جنيها استرلينيا (ما يعادل 116،600 دولار) على شكل ضيافة قدمتها لهم الحكومة السعودية هذا العام، مما أثار القلق من أن أعضاء البرلمان يستخدمون لتبييض سمعة الحكومة في الرياض.
نواب البرلمان أيضا
ولم يقتصر الأمر على نواب المحافظين، بل تلقى نائب تابع لحزب العمال، هو ليام بيرن، مبلغ 6،722 جنيها استرلينيا (ما يعادل 8،964 دولارا) مما رفع فاتورة اللوبي السعودي الى 94،189 جنيها استرلينيا (ما يعادل 126،939 دولارا) لنواب من كافة الأحزاب. واشتملت الضيافة على السفر في درجة رجال الأعمال، والاقامة في فنادق فارهة، ولقاءات مع الملك سلمان ومسؤولين رفيعي المستوى.
وتشير أرقام السجل الرسمي في البرلمان الى أن الحكومة السعودية ضاعفت انفاقها على مثل هذا النوع من الضيافة ثلاثة أضعاف مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2016.
وأشار التقرير الى أن الارتفاع في جهود اللوبي المؤيد للسعودية يأتي في الوقت الذي تتعرض فيه علاقات المملكة مع بريطانيا لرقابة متزايدة في أوساط المؤسسة الحاكمة بعد أن اتهم نائب عن حزب المحافظين، هو أندرو ميتشيل، حكومة بريطانيا هذا الأسبوع بالتواطؤ الخطير مع الرياض في سياستها تجاه اليمن والتي نجم عنها انتشار المجاعة وممارسة العقوبات الجماعية بحق كافة سكان البلاد.