تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
لن تترك الحرب في اليمن ذكرى طيبة للتحالف وداعميه ومرتزقته فما لحقهم من خسائر فادحة ستجلعهم يتذكرون بإنكسار كيف أن أنوفهم تمرغت في تراب.. تدرك أمريكا ذلك جيداً ولذلك تحاول انقاذ حلفائها بشتى الطرق.
قبل أقل من شهر خرج وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بتصريحات مثيرة حول الحرب في اليمن ومتى وكيف ستنتهي، محدداً مدة شهر لإنجاز كل ماتحدث به من تفاصيل.
بعد يومين فقط من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، صعد تحالف العدوان على اليمن من هجماته على مدينة الحديدة، وأعلن عن ما أسماها بمعركة الحديدة وقد حشد لها 12 لواء ودعمها بمجاميع طارق عفاش فضلاً عن الجنجويد السودانيين والطائرات الحربية ومختلف أنواع المدرعات وبالرغم من ذلك لم يتحقق لقيادة التحالف أي انتصار يذكر.
فشل التحالف في معركته الكبرى، كما فشل في كل معاركه داخل اليمن، ولم يستفد من فرصة الثلاثين يوماً التي منحهم إياها وزير الدفاع الأمريكي تحت مبرر المفاوضات فيما هي كانت بمثابة موعداً أقصى لاحتلال مدينة الحديدة.
لجأ التحالف – كما هي عادته حين يتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والآليات – إلى الإعلان عن تعليقه لعملياته العسكرية في الحديدة، وهي المرة الثالثة التي يعلن فيها توقيف عملياته العسكرية في الحديدة، لكنه إعلانه ذلك كان إعلامياً فيما المعارك على الأرض كانت تسير بعنف وأكثر ضحاياها مدنيين قضوا بقصف مقاتلات التحالف على مساكنهم.
يوم أمس الأربعاء عاد جيم ماتيس إلى الحديث عن اليمن ومفاوضات السلام الخاصة به، مؤكد أنها ستعقد في مطلع ديسمبر المقبل، وأن السعودية والإمارات تدعمان تماماً هذه المفاوضات.
لم يقل ماتيس كيف تدعم الرياض وأبوظبي هذه المفاوضات، كما أنه قدم بلده كصاحبة القرار في شأن كانت أمريكا هي المتسببت فيه والداعم اللوجستي والعسكري الرئيسي له.
ماتيس قال أن السعودية والإمارات أوقفتا العمليات الهجومية حول الحديدة، وفي محاولة منه إلى الحفاظ على ماء وجه السعودية قال:”إذا كنتم تريدون إنهاء الحرب في اليمن فعليكم العمل مع السعودية”.
تزامنت تصريحات ماتيس مع زيارة يقوم بها مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة إلى صنعاء لإجراء محادثات حول محادثات السلام في السويد.
غير أن التحالف لم يوقف عملياته العسكرية، وقد قام بخروقات عديدة كشفت نواياه السيئة ومحاولاته العابثة على إحداث أي تقدم وهو مالم يستطع تحقيقه بفضل يقظة الجيش اليمني واللجان الشعبية التي تقاتل بضراوة هناك.
تصريحات ماتيس حملت اعترافاً مبطناً بهزيمة بلاده وحلفائها في حربهم على اليمن، وأن خيارات الحسم الكثيرة بدت اشبه بمهام انتحارية حصيلته مئات القتلى في صفوف التحالف وتدمير عشرات الآليات خلال كل معركة وكل تصعيد يقومون به.
ماتيس وزير دفاع ماكر، يدرك جيداً أهمية أن حلفائه السعوديين والإماراتيين عاجزين تماماً في كسر صمود الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية، رغم كل الدعم الذي يتلقونه من أمريكا وعدد من كبار دول العالم ورغم كل الوسائل غير المشروعة التي استخدموها ضد اليمنيين.
تصريحات ماتيس حملت جملة أهداف خفية، في طليعتها انقاذ السعودية الغارقة في رمال اليمن، بالاضافة إلى أنها متورطة بعديد مشكلات وباتت في أشد الحاجة إلى مساندة أمريكا مهما كان المقابل المادي، فخزينة المملكة مفتوحة على مصراعيها أمام ترامب يسحب منها ما يشاء من أموال.