المصدر الأول لاخبار اليمن

المـدارس الريفيـة تعـود إلى الحياة .. والحصار يواجه بقوة وإصرار ..؟

  تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية // على أبوب العام الدراسي 2019، وفي ظل التعليم المدرسي المنهار يومًا بعد يوم، وشرود الأطفال عن التعليم الذي لم يعد يجدي نفًعًا للأسرة طالما هي لا تستطيع أن توفر لقمة العيش التي تؤمن بها اطفالها، وبعد التوقف المطبعي لطباعة الكتاب المدرسي والظروف الاقتصادية المأساوية التي يعانيها الشعب اليمني، […]

 

تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية //


على أبوب العام الدراسي 2019، وفي ظل التعليم المدرسي المنهار يومًا بعد يوم، وشرود الأطفال عن التعليم الذي لم يعد يجدي نفًعًا للأسرة طالما هي لا تستطيع أن توفر لقمة العيش التي تؤمن بها اطفالها، وبعد التوقف المطبعي لطباعة الكتاب المدرسي والظروف الاقتصادية المأساوية التي يعانيها الشعب اليمني، يحاول معظم المتطوعين من الشباب الخريجين الجامعيين انقاذ ما تبقى من التعليم المدرسي والتعثر الأُسري الذي أصاب اليمن بمقتل.

 

ومع أن الحرب قد تتوقف، والجيش سيعود ويتعوض، وجميع ما تم هدمه سيُنبئ ويعاد، حتى الرجال ستتعوض من اصلاب الرجال، إلا أن توقف أبنائنا عن التعليم لن يتعوض ولن يعود، وفتك العدوان بأبنائنا (بتوقف التعليم) أشد فتكًا من ضرب الطيران وأعظم وأبلغ من أي قضية فرضها العدوان على اليمن واليمنيين.

في هذا المسار حاولت ” وكالة الصحافة اليمنية “ التنقل بين أرجاء المدرس الريفية في مختلف محفظات الجمهورية اليمنية، علها تجد بذلك شيء ايجابي قد يعيد بصيص الأمل لستمرارية التعليم المدرسي في الريف اليمني بعد المصيبة الكبرى في توقف الرواتب للمعلمين وتوقف دخل الأُسرة جراء الحصار الاقتصادي الخانق.

 

ومن مدرسة “نجد الجماعي” بمديرية السبرة بمحافظة إب ، مرورًا على مدرسة “مجمع الوحدة” بمديرية المنار بمحافظة ذمار، حتى مدرسة” 7 يوليو “بمديرية بني حشيش بالعاصمة صنعاء، صعودًا على مدرسة” الوحدة” بمديرية الرجم بمحافظة المحويت، نزولًا على مدرسة “عبد الله بن مسعود” في مديرية السلفية بمحافظة ريمة ، حتى مدرسة “الكفاح” بمديرية المحابشة بمحافظة حجة، ووصولا  إلى مدرسة الفقيد “عبدالله عطية” بمديرية زبيد بمحافظة الحديدة وطلوعًا إلى مدرسة” 22 مايو “في مديرية المدان بمحافظة عمران إلى أن توقفنا على مدرسة “نشوان الحميري” بمديرية حيدان بمحافظة صعدة.

 

وعلى هذه الرحلة الاستطلاعية والاستكشافية وفي ظل الواقع التعليمي المعروف بتدني المستوى إلى ما تحت الصفر، لا يزال هناك بصيصٍ من الأمل لحياة التعليم وعودته إلى ما كان عليه على أيادي الشباب المتطوعين بأنفسهم لتدريس الأجيال بدون أي مقابل سوى استشعار بالمسئولية أمام أبنائنا وأطفالنا ووطننا.

 

فهذا “أحمد الجماعي “ طالب جامعي في مديرية السبرة بمحافظة إب : يقول أن التعليم بفعل الحصار الخانق كاد أن يتوقف وربما توقف فترة بسيطة وتحديدًا منذُ ان انقطعت الرواتب على المعلمين، ولولا المتطوعين من الشباب أبناء نجد الجماعي لتوقفت مدرستنا ” مدرسة النجد ” وهاهم حتى اليوم يبذلون جهد كبير في أنفاذ التعليم .

 

يضيف الجماعي قائلًا: بعد معرفة المغتربين من أبناء المنطقة بتوقف التعليم وجهود المتطوعين في سبيل النهوض بالتعليم، تم دعمهم ودعم المدرسة بذلك الدعم وتقسيمها للمتطوعين والمدرسين، الأمر الذي أعاد التعليم إلى حياة أفضل بكثير عما سبق.

 

أما المتطوعة في مدرسة” 7 يوليو” بمديرية بني حشيش صنعاء،” فاطمة علي “ والتي تعمل كمدرسة للغة العربية بالتطوع تقول : لي 3 سنوات اعمل على تدريس الطلاب في هذه المدرسة تطوعًا مني وبدون أي مقابل سوى أن ضميري يأنبني حينما كنت أرى المدرسة التي تعلمت فيها توقفت عن التعليم بسبب الحصار الخانق”.

 

تواصل “فاطمة” قائلة: “أن مثلها أكثر من 7 أو 8 يعملون بالتطوع بجانب قلة من المدرسين القُداما، وقد استطاعوا أن يبذلوا جهودًا جبارة في اسعاف المدرسة من السقوط الذي وقعت فيه، إلا أنه ُ وبرغم هذه الجهود المبذولة لا يزال الطلاب بحاجة ماسة إلا دعم مالي ومعنوي خصوصًا أن الطالب اليوم أصبح هو من يُعيل الأُسرة”.

 

لم يقف المتطوعون مكتوفي الأيدي أمام كارثة مأساوية في حق الأطفال بـ القرى الريفية، فُسرعان ما استشعروا المسؤولية الواقعة على كاهلهم والخطر القادم على التعليم في كل مدرسة وقرية ومنطقة في الريف اليمني.

 

فهذا الأُستاذ “سمير النمر “ من محافظة حجة يقول: حاول العدوان السعودي من خلال فرض الحصار الاقتصادي على ابناء الشعب اليمني ان يصيب الحياة العامة بالشلل وخصوصا في حقل التعليم بسبب انقطاع المرتبات وبرغم تأثر القطاع التربوي بشكل نسبي إلا أن هناك إرادة وطنية لخدمه الوطن وقد استطاع المتطوعين من خريجي الجامعات في محافظه حجه ان يقوموا بدور كبير في سد العجز في كثير من مدارس داخل المحافظة من خلال قيامهم بالتدريس جنبًا إلى جنب مع أخوانهم المعلمين والمعلمات الأساسيين.

وذلك لإيمانهم بان مهنة التدريس مهنة ورسالة عظيمة وخدمة لا بناءنا حتى لا يتسربوا من المدارس ويكونوا هدف لأصحاب الافكار المنحرفة التي تحاول أن تستغلهم في أنشطة ضد الوطن وهذا التفاني والاخلاص الذي يقوم به المتطوعون من خريجي الجامعات.

 

ويؤكد “النمر” أن هناك الاف المتطوعين في المحافظة سدو فجوة كبيرة لو استمرت لكانت اشد ما يضرب اليمنيين على مدى المستقبل البعيد، ويضيف أن :”التدريس بدون مقابل في المدارس يعد ثقافة اصيلة متجذرة في وجدان الإنسان اليمني وإيمانهم بان رسالة التعليم رسالة عظيمه لا يتوقف أداءها مقابل حافز مادي ومرتب.

 

وبما أن الريف اليمني يحتوي على 70 % من التكتل السكاني، الأمر الذي يشكل عبء اقتصادي كبير على التربية والتعليم في ظل الوضع الراهن والعصيب، ولا غرابة أن تتوقف 2500 مدرسة عن التعليم بسبب الظروف الاقتصادية وأن واحدًا من ثلاثة من الأطفال لم يعد يستطيع الالتحاق بالتعليم حسب احصائيات رسمية لمنظمة “اليونيسيف “

 

على هذا الحال كانت جميع المدراس في مختلف المناطق الريفية بمحافظات الجمهورية قائمة على أيادي المتطوعين الذي لا يختلف دورهم عن دور المقاتلين في جبهات القتال ، فالحرب قد تتوقف وقد يسود السلام ويبنى كل ما هدم إلا التعليم لأبنائنا لن يعود ولن يُبنى.

 

قد يعجبك ايضا