تكريماً لدولة مصر العربية ولجيشها الكبير الذي بلغ سبعين ألفاً هبوا لإنجاح ثورة الـ26 من سبتمبر 26 م بنت الجمهورية اليمنية نصباً تذكارياً اعترافاً بجهودها واحتراماً للشهداء من الجنود الذين سقطوا في الدفاع عن الجمهورية اليمنية وقاتلوا النظام الملكي الذي كانت تدعمه وتقاتل في صفه المملكة السعودية ، وهو أسلوب دأبت عليه الكثير من الدول والشعوب والحكومات في تكريم وإبراز دور الجيوش التي تقف الى جانبها من دول شقيقة أو صديقة.
بعد مضي الكثير من السنين وتغير الكثير من الانظمة والحكومات في العالم ككل وفي اليمن ومصر والسعودية بالتحديد وضعت مصر نفسها وتحت سطوة التغييرات التي فرضها الغرب مؤخراً في الشرق الاوسط في صف السعودية وانضمت للتحالف الذي قاده نظام آل سعود ضد اليمن أرضاً وانساناً ، لتثبت بموقفها الاخير خطأ القيادة السابقة إبان حكم عبدالناصر الذي وقف حينها ضد آل سعود وقاتلهم في أكثر من دولة عربية، وصواب القيادة الحالية التي سخرت جيشها ورئيسها وجزرها للنظام السعودي سواءً بيع وشراء أو مجاملة ومسايرة للأحداث والمتغيرات، كما تثبت العكس في نفس الوقت الخطأ الفادح للقيادة المصرية الحالية وصوابية القيادات السابقة التي وقفت مع الشعوب العربية التي طالبت بالحرية والديمقراطية والخروج من عباءة المستعمرين الاوروبيين والغربيين.
وتكريما للدور المصري الجديد الذي انتهجته ادارة السيسي المشارك والمتواطئ في الحرب على اليمن واستكمالا لحرب آل سعود السابقة على المصريين استهدفت طائراتهم الاثنين الماضي النصب التذكاري المصري في العاصمة اليمنية صنعاء بعدة غارات قتل فيها جميع أفراد أسرة الحارس وتضرر النصب التذكاري وتدمير أجزاء كبيرة منه، بتلك الغارات يرسل آل سعود رسالة جديدة للمصريين مفادها أن حربنا معكم طويلة وتحالفنا معكم مجرد خطوات روتينية تقتضيها بعض الظروف والأوامر والرغبات الاسرائيلية والامريكية.
الأمر ذاته يعني أن السعودية لازالت تحمل لعبد الناصر الذي هزمها سابقاً في اليمن من الحقد ما لم يموت بتغيير ملوكها أو بموت عبدالناصر نفسه وهلاك معظم جنوده في اليمن آنذاك، لتقرر أخيراً قصف النصب التذكاري المصري في العاصمة صنعاء وهدفها هذه المرة كان قبر الجندي المصري الذي اعتبرته قبراً لعبد الناصر نفسه ولهذا ضربته بعدة غارات متلاحقة وبصواريخ شديدة الانفجار ربما سمع الأشقاء في القاهرة صوتها.
يذكر بأن أمانة العاصمة صنعاء انتهت من ترميم واعادة تأهيل النصب التذكاري المصري في منطقة عصر وتحويل الساحة المحيطة به الى منتزه ومتنفس للزوار في العام 2006م
وشملت الاعمال الانشائية التي تم تنفيذها على مساحة (8) آلاف متر اعادة ترميم جسم الضريح كاملاً مع النقشات والزخارف الجمالية وكذا عمل حديقة متكاملة مع الممرات واحواض الشجر والمظلات للجلوس والمدرجات الزراعية والمسطحات والمساحات الخضراء واقامة سور للحفاظ على الموقع كاملاً .