المصدر الأول لاخبار اليمن

دبلوماسي ألماني: تحالف سعودي إسرائيلي لقيادة الشرق الأوسط الجديد

قال وزير الخارجية الألماني الأسبق «يوشكا فيشر»، إن هناك تحالفا سعوديا إسرائيليا لمواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وكشف «فيشر» في مقال نشره بموقع «يورو نيوز»، أن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ما كان ليتخذ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) «لولا استجابة دول كبرى في ما يسمى دول الاعتدال العربي، مثل السعودية ومصر والأردن».

وأوضح أنه «بالنسبة للسعوديين فإن التصدي للجمهورية الإسلامية في منزلة الأولوية الكبرى، خصوصا أنها ضعيفة وعاجزة عن كسب الصراع لصالحها بشكل منفرد، ولا سيما في لبنان أو في سوريا، وبالتالي الرياض مضطرة، لتعزيز علاقاتها مع منافسي إيران الأقوياء في المنطقة، إسرائيل».

ورجح أن «يصبح التحالف الناشئ بين السعودية وإسرائيل إحدى القوى الدافعة للشرق الأوسط الجديد… ويترك للوقت فرصة كشف الأثمان».

وقال إن «العالم يعيش في زمن انتقال جيوسياسي يستحق المزيد من الاهتمام والمتابعة، حيث أن الصين تبذل جهودا لتحل مكان الولايات المتحدة كقوة رائدة في العالم، أو على الأقل حتى تصبح شريكة في قيادته، وأن هذه الدينامية في المتغيرات تختبرها منطقة الشرق الأوسط، ومن المرجح أن تفرز ضعفا في نفوذ الولايات المتحدة».

ويعود «فيشر» إلى حقبة اتفاق سايكس ـ بيكو الذي قسم المنطقة بين فرنسا وبريطانيا، ورسم حدود دولها، ويعرج على حقبة تأسيس الكيان الصهيوني وما استتبعه من صراع مع الدول العربية.

صراع هيمن، بحسب «فيشر»، إلى حد كبير جدا على الجغرافيا السياسية في المنطقة، فازت خلاله (إسرائيل) بأول حرب ضد العرب عام 1948 وكذلك في جميع الحروب التي تلتها، ولكن برغم ذلك يقول «فيشر» إن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يتمكنوا يوما من التوصل إلى تسوية مقبولة تؤدي إلى إرساء السلام بينهما وبالتالي في الشرق الأوسط، وهو أمر ما زال الشغل الشاغل لكل المنظومة الدولية.

 ورأى «فيشر» أنه في أكثر مرحلة تقارب خلالها الفلسطينيون والإسرائيليون من تحقيق السلام، كانت خلال الفترة الممتدة بين توقيع اتفاق أوسلو الأول في 13 سبتمبر/أيلول 1993 واغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إسحق رابين» في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وأنه منذ ذلك الحين كان وضع القدس في الاتفاقيتين بلا حل، متروك لخواتيم عملية السلام نظراً لحساسيته وتعقيده.

 وتطرق وزير الخارجية الألماني الأسبق، إلى غزو الولايات المتحدة لدولة العراق عام 2003، وقال إن الصراع العربي ـ الإسرائيلي في تلك الحقبة فقد أهميته، وأمسى في آخر سلم أولويات المنطقة، بعدها يتحدث عن انطلاق شرارة الربيع العربي أواخر عام 2010، ثم الثورة السورية، وظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي هيمن بشكل كبير على مسار الأحداث الإقليمية في المنطقة برمتها.

أما الآن، وبعد أن حرم التحالف الدولي التنظيم المتطرف من إقامة دولته الإسلامية المفترضة في سوريا والعراق، يقول «فيشر» إن الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية من أجل الهيمنة الإقليمية، عاد ليطفو على سطح الاهتمامات بين دول المنطقة، فالمواجهة بين الطريفين، إلى الآن، ما زالت تأخذ شكل الحروب بالوكالة، أكان في سوريا أو اليمن، بل حتى من خلال دعم الفصائل المتنافسة في لبنان، أو ضمن النزاع الدبلوماسي مع قطر.

وأكمل «فيشر» أنه وسط هذه المتغيرات كلها، بقي الصراع العربي ـ الإسرائيلي يحتل درجة اهتمام ثانوية، إلى الشهر الماضي، حينما قرر «ترامب» الاعتراف بالقدس كاملة عاصمة لـ(إسرائيل)، بحسب «العربي الجديد».

وأشار «فيشر» إلى أنه الآن بعد القرار الأمريكي، يمكن اعتبار حل الدولتين قد انتهى إلى الأبد، لكنه يسأل في الوقت نفسه عن بديل، ويسأل: هل هو تحوّل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية «وهذا أمر سيفتح الباب أمام أزمة هوية الكيان بين الديمقراطية أو اليهودية« أم أن الحل يتطلب مزيدا من الوقت إلى حين تخلي الفلسطينيين عن النضال من أجل إقامة دولتهم الخاصة في إطار حل الدولتين وأن يطالبوا بحقوق مدنية متساوية.

وأردف: «هناك خيار ثالث، على الأقل نظريا، يكمن في إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة تمتد إلى شمال سيناء، وتكون تحت سيطرة مصر الفعلية، في حين تقسّم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن، لكن حتما الفلسطينيون لن يقبلوا أبدا بهذه النتيجة».

والشهر الماضي، كشف تقرير إسرائيلي عن تدخل سعودي وضغط قوي يقوده ولي العهد «محمد بن سلمان» لدفع الفلسطينيين للقبول بمبادرة أمريكية تنتقص كثيرا من حقوقهم، وفي مقدمتها قضية حق عودة اللاجئين، وحدود دولتهم المستقبلية.

ووفق التقرير، فإن خطة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» تتضمن سلاما بين (إسرائيل) والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مقابل دعم سخي من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، للسلطة الفلسطينية.

وحسب التقرير الإسرائيلي، فقد أكد رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» لـ«بن سلمان»، خلال اللقاء الذي جمعهما الشهر الماضي، معارضته لأي حل لا يضمن حلا مرضيا لمسألة اللاجئين، ولا يعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فيما طالب بوقف الاستيطان وتجميده كليا شرطا لإطلاق أي عملية تفاوضية جديدة.

ويعول «ترامب» على علاقة الإدارة الأمريكية بالرياض وأبوظبي والقاهرة؛ حيث يتوقع من هذه العواصم أن تساهم في الضغط على الجانب الفلسطيني، لقبول الصفقة التي سيعرضها.

قد يعجبك ايضا