وكالة الصحافة اليمنية:
رأت مصادر سياسيّة في تل أبيب أنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو في ورطةً حقيقيّةٍ بسب الانفلات الأمنيّ في الضفّة الغربيّة وفي قطاع غزّة موجة الاحتجاجات التي من المٌقرّر أنْ تبدأ الأسبوع القادِم ضدّ رفع أسعار المأكل والمشرب والوقود وموادّ أخرى.
رأت مصادر سياسيّة في تل أبيب، وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى، كما ذكر الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) رأت أنّ نتنياهو في ورطةً حقيقيّةٍ لأنّ الأمرين اللذين كان يخشى منهما قد تحققا على أرض الواقع: الأوّل، الوضع الأمني في الضفّة الغربيّة وفي قطاع غزّة، والثاني، موجة الاحتجاجات التي من المٌقرّر أنْ تبدأ الأسبوع القادِم ضدّ رفع أسعار المأكل والمشرب والوقود وموادّ أخرى، على حدّ تعبيرها، فيما وصف المُحلّل السياسيّ الاسرائيلي بصحيفة (معاريف) بن كاسبيت، حالة نتنياهو بأنّها هستيريّة للغاية، وفق قوله.
وكان نتنياهو بصفته وزيرًا للجيش، أقر أمس الجمعة، “سلسلة عقوبات” ضدّ الفلسطينيين ردًا على الهجمات الأخيرة. وذكرت (هآرتس) العبريّة أنّ ذلك جاء في أعقاب تقييمٍ أمنيٍّ أجراه نتنياهو بحضور شخصياتٍ أمنيّةٍ وعسكريّةٍ كبيرةٍ من بينها رئيس الأركان غادي آيزنكوت.
وبحسب القناة الاسرائيلية العاشرة، فإنّه تقرر هدم منازل منفذي العمليات خلال 48 ساعة، وسحب تصاريح أفراد عائلاتهم وأقاربهم. كما قرر اعتقال نشطاء حماس في الضفة وشرقي القدس ونقلهم للاعتقال الإداري، والعمل على زيادة الحواجز والقوات الأمنية في الضفة الغربية، واستمرار فرض الحصار على رام الله والبيرة. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ نتنياهو قرر أيضًا تعزيز عمليات البناء في المستعمرات ومنها مستعمرة عوفرا والعمل على تنظيمها، إلى جانب تنظيم توسعة عوفرا وتنظيم البؤر الاستيطانية في الضفة.
إلى ذلك، كشف الموقع الالكترونيّ لصحيفة “يسرائيل هيوم” الاسرائيلية، مساء اول من أمس الجمعة، عن تفاصيل جديدة في عملية إطلاق النار التي وقعت بالقرب من مستعمرة “جفعات آساف” خميس الماضي، وقال الموقع نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع، إنّ منفذ العملية نجح في اختطاف سلاح أحد الجنود الإسرائيليين، بعد أنْ أطلق النار عليه وقتله. وبحسب المصادر عينها، ترجل المنفذ من السيارة، وأطلق النار على الجزء العلوي من الجنود، وبعد أنْ تأكّد من موتهم أخذ قطعة سلاح أحد الجنود القتلى. وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يرفض التطرق لهذا الأمر، ويؤكّد أنّه يجري تحقيقًا للتأكّد من هذا الأمر، كما قال الناطق العسكريّ الإسرائيليّ للموقع العبريّ.
في سياقً متصلٍ، قالت “هآرتس” العبريّة إنّ حركة حماس تواصل فرض معوقات أمام إسرائيل للوصول إلى حالة استقرار أمنيّ بالضفّة الغربيّة المُحتلّة. وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ التقديرات الإسرائيليّة تُشير إلى احتمال ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة المنظمة في الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب اغتيال الجيش الإسرائيليّ للشابين أشرف نعالوة وصالح البرغوثي، فجر أوّل من أمس الخميس.
وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس″ الاسرائيلية، عاموس هارئيل، الذي يعتمد على مصادر رفيعةٍ في المنظومة الأمنيّة بتل أبيب، قال إنّه من المتوقع أنْ تضاعف حماس من محاولاتها تنفيذ عمليات جديدة بالضفة الغربية”. وأضاف هارئيل قائلاً إنّ حماس تواصل فرض معوقات أمام إسرائيل للوصول إلى حالة استقرار أمني بالضفة الغربية، وتعدّ أن نشاطاتها العسكرية والأمنية بالضفة لا تتعارض مع مباحثات وقف إطلاق النار بغزة، وفق قوله.
وأشار المُحلّل الإسرائيليّ إلى أنّ الأشهر الأخيرة سجّلت تزايدًا في العمليات الأمنية بالضفة الغربية، بدءًا بعمليات الدهس مرورًا بعمليات طعن وانتهاء بعمليات إطلاق النار. ونبّه إلى أنّ هذه العمليات في تزايد مستمر، وأنّ قوات الأمن الإسرائيلية غير قادرة على مواجهتها، بل وتزيد من الصعوبات أمام قوات الأمن في الحفاظ على حالة الاستقرار الأمني بالضفة. ورأى أنّ منفذي العمليات بدأوا يحصلون على الدعم والمساندة من محيطهم، في أعقاب تنفيذ العملية، مثلما حدث لمنفذ عملية بركان، متابعًا لكن الخطورة الكبيرة في الضفة الغربية الآن هي حركة حماس.
وأضاف هارئيل أنّ حماس ستواصل محاولاتها تنفيذ العمليات بالضفة الغربية، منبّهاً إلى أن “الشاباك” كشف مؤخرًا عن اعتقال العديد من الخلايا التابعة للحركة، والتي خططت لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية بالخليل، وفق قوله.
إلى ذلك، قال جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، أنّ هناك ارتفاعًا في عدد الهجمات منذ شهر آب (أغسطس)الماضي. ووفقا للجهاز، كما نقلت عنه القناة الاسرائيلية الثانية، فإنّ الهجمات تزداد من شهر إلى آخر منذ شهر أغسطس، مبينًا أنّ 64 هجومًا منهم حوادث إلقاء حجارة خطيرة نفذت في ذلك الشهر، قبل أنْ ترتفع في شهر أيلول (سبتمبر) إلى 70.
ولفت إلى أنّه في تشرين أول (أكتوبر) قفز عدد الهجمات إلى 95 إحداها عملية إطلاق النار في مستعمرة بركان الصناعية التي قتل فيها مستوطنين اثنين. وبيّن أنّه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ارتفع عدد الهجمات إلى 114 هجومًا، منها 89 حادثة زجاجات حارقة، و12 هجومًا بقنابل أنبوبية، و3 هجمات إطلاق نار، و5 هجمات متعمدة بطرق مختلفة، و4 عمليات طعن، وهجوم مسلح واحد.