في يوليو/ تموز 1998، احتفل الفرنسيون بإنجاز تاريخي بعد الفوز بكأس العالم، لأول مرة في تاريخهم، بعد ثلاثية في شباك البرازيل بملعب دو فرانس تحت قيادة المدرب المخضرم، إيميه جاكيه.
لم يمر على هذا الإنجاز التاريخي سوى أشهر قليلة للغاية، قبل أن تستقبل الأراضي الفرنسية مولودا جديدا في 20 ديسمبر/ كانون الأول، ينحدر من لاعب كرة كاميروني وأم جزائرية تمارس كرة اليد.
إنه الطفل كيليان، الذي بدأ ممارسة كرة القدم في نادي مقاطعة بوندي الصغيرة ببلوغه 6 سنوات تحت قيادة والده، قبل أن يتدرج بصفوف ناشئي موناكو، ثم يصبح أغلى لاعب فرنسي في التاريخ بانتقاله إلى باريس سان جيرمان مقابل 180 مليون يورو، وبعدها أعاد الفرحة التي عاشها الفرنسيون عندما كان طفل الأسرة الأفريقية رضيعا، لا يقوى إلا على الصراخ في أحضان أمه.
يحتفل كيليان مبابي، اليوم الخميس بعيد ميلاده العشرين، بعدما بات “الطفل العملاق” الذي وصل في هذا السن إلى ما لم يحققه أساطير مثل ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، زين الدين زيدان والظاهرة البرازيلي رونالدو.
حقق المهاجم الفرنسي الواعد العديد من الأرقام القياسية بقميص موناكو وبي إس جي بدوري الأبطال، وفاز بكل الألقاب المحلية الفرنسية عدا كأس السوبر المحلي.
ورفع مبابي درع الدوري الفرنسي مرتين في 2017 و2018، وكأس فرنسا وكأس رابطة المحترفين في 2018، وقبلهما بطولة أوروبا للشباب تحت 19 سنة عام 2016.
وفي صيف العام الجاري، ساهم في تتويج فرنسا بكأس العالم للمرة الثانية ونال جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة بفضل تسجيله 4 أهداف في مشوار الديوك، وهو ما قاده أيضا للفوز بأول نسخة من جائزة “كوبا” المقدمة من فرانس فوتبول لأفضل لاعب شاب في العالم.
وانضم مبابي للتشكيلة المثالية للمونديال، وبات أصغر لاعب يظهر في تشكيلة أفضل 11 لاعبا بالعالم للعام الجاري.
كما نال مهاجم بي إس جي جائزة الفتى الذهبي لأفضل لاعب شاب في العالم، وجائزة أفضل لاعب شاب بالدوري الفرنسي عامي 2017 و2018.
المعدل التهديفي لكيليان مبابي وصل إلى مستوى خارق في بداية مسيرته، حيث سجل 73 هدفا في 150 مباراة، بواقع 27 هدفا في 60 مباراة بقميص موناكو، و36 هدفا في 62 مباراة مع بي إس جي و10 أهداف في 28 مباراة دولية مع الديوك.
كان للجوهرة الفرنسية حضورا دائما في كل البطولات بتسجيل 41 هدفا في 79 مباراة بالدوري الفرنسي، و13 هدفا في 23 مباراة بدوري الأبطال، و6 أهداف في 9 مباريات بكأس فرنسا، و4 أهداف في مونديال 2018 و3 أهداف في 9 مباريات بكأس الرابطة.
استخدم المهاجم الفرنسي جميع أجزاء جسده في هز شباك المنافسين، مسجلا 5 أهداف بالرأس و50 بالقدم اليمنى و17 بالقدم اليسرى، وهدف واحد بركبته.
وبمقارنته بالأساطير ببلوغهم 20 عاما، فقد سجل الظاهرة رونالدو 59 هدفا، ومايكل أوين 51 هدفا، وليونيل ميسي 30 هدفا، كريستيانو رونالدو 21 هدفا، تييري هنري 16 هدفا وزين الدين زيدان 3 أهداف فقط.