رياضة (وكالة الصحافة اليمنية)
تحول حلم الشعب المصري في تحقيق منتخب بلاده لكرة القدم تميزا في نهائيات كأس العالم، التي أقيمت بروسيا خلال شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 2018 إلى كابوس، نتيجة الفضائح والأزمات التي ارتبطت بخروج المنتخب من النهائيات مصحوبا بصفر كبير ودور آل الشيخ في افشال الرياضة المصرية.
ورغم أن فضائح المنتخب بروسيا كانت الأبرز على الساحة الرياضية خلال 2018، وكانت حديث الرأي العام طوال أكثر من شهرين، إلا أنه تم غلقها بعد التضحية بمدرب المنتحب الأرجنتيني هيكتور كوبر، لينتهي العام دون مساءلة أحد عن الفضائح والرشاوى التي تسبب فيها مسؤولون في اتحاد الكرة.
مشاكل الرياضة لم تقف عند حد فضائح المنتحب الكروي، وإنما امتدت لأزمة النادي الأهلي مع رئيس هيئة الرياضة بالسعودية والمستشار بالديوان الملكي تركي آل الشيخ الذي أطلق عليه المصريون لقب “كفيل الكرة المصرية”، وهي الأزمة التي أخذت بعدا سياسيا بعد تدخل المسؤولين المصريين لدى ولي العهد السعودي لكبح جماح مستشاره المقرب.
وفي تحليله لأبرز المحطات الرياضية التي شهدتها مصر خلال عام 2018 يؤكد الناقد الرياضي تامر أبو المجد أن الوصول لنهائيات كأس العالم بروسيا، كانت المحطة الأبرز للمنتخب المصري، خاصة أن النظام العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، استغل الحدث في الترويج أنه حقق إنجازا غاب عن الشعب المصري طوال 28 عاما.
ويرى أبو المجد أن سياسة السيسي في استغلال المنتحب، أدت لانقسام الشعب بين تأييد أو عدم تأييد المنتخب، حتى جاءت النتائج المخيبة للآمال، والحالة الهزيلة التي ظهر عليها الفريق والفضائح التي صاحبته؛ لتضع الجميع في مربع واحد ضد الفريق ولاعبيه.
ووفقا لـ”أبو المجد” فإن فضيحة الممثلين والراقصات والإعلاميين بفندق إقامة الفريق بروسيا، ووجود شبهات فساد حول إقامة معسكر المنتخب بالعاصمة الشيشانية رغم بعدها عن ملاعب المباريات، كانت كفيلة بإقالة اتحاد الكرة، وإحالة المسؤولين للمحاكمة بتهمة الإهمال والإساءة لسمعة الشعب المصري، إلا أن أيا من هذا لم يحدث، وكان كبش الفداء هو إقالة المدرب، ليبقى الحال على ما هو عليه.
ويؤكد أبو المجد أن الفساد الذي تعيش فيه الرياضة المصرية يجعلها دائما محل انتقاد وسخط من الجماهير، وربما يكون هذا مقصودا من النظام الحاكم، في إطار سياسته بأن يظل الرأي العام منشغلا بقضايا أخرى غير القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يبرر نجاة الإعلام الرياضي والفني تحديدا من مقصلة السيسي الإعلامية.
وحسب أبو المجد، فإن المستشار بالديوان الملكي السعودي يمثل هو الآخر محطة مهمة للرياضة المصرية خلال عام 2018، لأن تدخلاته أثرت بالسلب على كرة القدم، سواء عندما تم اختياره رئيسا شرفيا للنادي الأهلي مطلع العام، أو بعد خلافاته مع الأهلي وشرائه لناد ينافس به على قمة الدوري وأنفق عليه أكثر من مليار جنيه.
ويوضح أبو المجد أن خطورة وجود آل الشيخ، تمثلت في ترجمة الرغبة السعودية بالسيطرة على أهم قوة ناعمة لمصر والتي بسببها استطاعت التواجد في كل بيت عربي من خلال فريقي الأهلي والزمالك، وفي إطار سياسة ولي العهد السعودي بالسيطرة على مراكز النفوذ الشعبية والرسمية، فإن آل الشيخ تحرك بشكل فجر الأوضاع داخل الرياضة المصرية، وفضح مخطط الاستثمار الرياضي الذي كان يتخفى وراءه، ما دفع في النهاية المسؤولين بمصر لمطالبة ابن سلمان بـ”فرملة” لسان آل الشيخ وتصرفاته، بعد أن كاد يعصف بالعلاقات بين مصر والسعودية.
من جانبه، يشير الناقد الرياضي جمال عشيري إلى أن عام 2018 كان الأسوأ لكرة القدم المصرية بشكل عام وليس فقط المنتخب المصري، حيث خسر النادي الأهلي نهائي بطولة أبطال إفريقيا بعد أن كان على قرابة خطوة واحدة منها، كما خرجت فرق الأهلي والزمالك والإسماعيلي من دوري الشيخ زايد للأندية العربية، بالإضافة لمشاكل عديدة يعانيها الدوري المحلي سواء في حضور الجماهير للمباريات أو أزمات الأندية واللاعبين.
ويضيف عشيري أن “العام شهد أيضا ولأول مرة ارتفاع أسعار لاعبي الدوري المحلي لأرقام فلكية تتخطى المليون دولار للاعب الواحد في كثير من الأحيان، رغم أن مستوى اللاعبين لا يستحق ذلك”، موضحا أن “السبب يرجع لتركي آل الشيخ الذي رصد ميزانية خيالية، من أجل شراء فريق بيراميدز لينافس به الأهلي”.
ويري عشيري أن أخطر ما واجه الرياضة المصرية خلال العام المنصرم، هو حالة الانفلات الإعلامي التي طالت كل شيء، وتورط فيها الجميع وعلى رأسهم رئيس نادي الزمالك، بالإضافة لتركي آل الشيخ، وشراء الولاءات بالأموال، ما أفقد الجميع المصداقية أمام الرأي العام.
ويتوقع الناقد الرياضي أن تنتقل نفس الحالة للعام المقبل، والذي بدأت ملامحه بالتخبط الرسمي حول استضافة نهائيات الأمم الإفريقية في حزيران/ يونيو المقبل، معتبرا أن “حالة اللاعب المصري محمد صلاح سوف تظل الميزة للرياضة المصرية، رغم أنها مرتبطة بمشاركته في الدور الإنجليزي وليس المصري”.