المصدر الأول لاخبار اليمن

بعد أربع سنوات من الحرب.. الجيش واللجان في “الطريق إلى مأرب”

“الطريق إلى مأرب”

رشيد الحداد

 

أصبحت قوات «الإنقاذ» على أبواب مدينة مأرب مجدداً، بعد أربع سنوات من الحرب، إلا أن اقترابها من مأرب مؤخراً جاء كردة فعل على تصعيد عسكري لقوات «الشرعية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والتي صعدت عملياتها في جبهة نهم بالتزامن مع انعقاد مشاورات السويد مسنودة بطيران «التحالف» الذي استخدم القنابل العنقودية والأسلحة المحرمة دولياً. ولأن لكل فعل ردة فعل، فقدت قوات هادي مكاسب ثلاث سنوات على الأرض في صرواح في عدة أيام ولم تجنِ أي مكاسب في نهم.

 

انحسرت هجمات قوات «الشرعية» في جبهات نهم المتعددة، وتراجع الضغط العسكرية الذي فرضته تلك القوات منذ مطلع الشهر الحالي على قوات حكومة «الإنقاذ» في جبهات الحول والقتب والمجاوحة والقرن. فتلك القوات التي نفذت أكثر من 40 عملية هجومية وتسلل عسكري خلال الفترة من 4 الى 21 ديسمبر الحالي، محاولةً التقدم بالمواقع التابعة «للإنقاذ» في مناطق السلطاء والبارك والصافح وتبّة الصمود في الحَول، إحدى جبهات نهم المفتوحة. كما هاجمت مواقع قوات «الإنقاذ» في بني بارق والضبوعة ومواقع القرن وعيدة الشرقية وعيدة الغربية في المجاوحة، ونفذت أكثر من تسلل باتجاه تبة الصمود، وتبة حرب، وتبة التويتي، إلا أنها لم تحرز أي تقدم في الأرض، رغم مقتل وإصابة 700 مقاتل من منسبيها خلال فترة التصعيد الأخير.

 

الرد على نهم من صرواح

 

خلال تصاعد الهجوم على نهم، لم تعيد قوات «الإنقاذ» تموضعها ولم تنتقل من موقع الدفاع إلى الهجوم، بل ظلت في مواقعها الدفاعية تصد الزحوفات وتهاجم التجمعات بقصف مدفعي وصاروخي، وطيلة أيام تصعيد قوات «الشرعية» الذي اشتركت فيه عدد من الألوية والمعسكرات الموالية لهادي وعلى رأسها اللواء 141 الذي يقوده هاشم الأحمر قائد «المنطقة العسكرية السادسة»، المعين من قبل هادي، لم تنفذ قوات «الإنقاذ» سوى عدد من عمليات الإغارة في التباب السود بأطراف حريب القراميش، وفي جبهة الحول، والتي تندرج في إطار الدفاع، كونها عمليات خاطفة لا تهدف إلى السيطرة بل إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بالقوات المعادية.

 

إلا أن قوات «الإنقاذ» انتقلت من موقع الدفاع في جبهة نهم، إلى موقع الهجوم في جبهة صرواح الاستراتيجية خلال الأيام الماضية لتعيد معركة نهم إلى المربع الأول التي انطلقت منه، وبطريقة تكتيكة جديدة ملأت الفراغات التي خلفها تحشيد قوات «الشرعية» إلى نهم، لتنفذ عملية عسكرية مخططة ومحكمة قلبت المعادلة على «شرعية هادي» في نهم، ووضعتها تحت رحمة نيرانها مرة أخرى، حيث أكد البيان العسكري الصادر عن المتحدث الرسمي لقوات «الإنقاذ» العميد يحيى سريع، أمس الأول أن «العملية العسكرية الواسعة التي نفذت في جبهة صرواح جاءت رداً على التصعيد العسكري لقوات هادي في نهم». وأشار سريع إلى أن «قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من خلال عملية عسكرية واسعة نفذتها خلال ثلاث أيام أواخر الأسبوع الماضي من إحكام السيطرة على سلسلة جبلية واسعة والمواقع والتباب التي تقدمت فيها القوات الموالية لهادي بإسناد جوي كثيف خلال العامين (2016ـ 2017) وبمساحة 34 كيلو».

 

وأوضح متحدث قوات «الإنقاذ»، أن «عملية صرواح نفذت باحترافية عسكرية عالية بناءً على معلومات استخباراتية واستطلاعية دقيقة وبتعاون أبناء مأرب». وحول التنفيذ أكد العميد سريع، أن «العملية نفذت من أربعة مسارات من اتجاه جبل هيلان وباتجاه الحماجرة والاشقري، وباتجاه مغربة برط وباتجاه الزعن»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش واللجان الشعبية بذلك التقدم تكون قد سيطرة على 90 % من مديرية صرواح الواقعة غرب مدينة مأرب».

 

كوفل آيل للسقوط

 

بعد أن حققت قوات «الإنقاذ» تلك المكاسب على الأرض، في مديرية صرواح، بمحافظة مأرب، خلال الأيام الماضية، لا تزال المعركة مفتوحة وسط تبادل الاتهامات بين حزب «الإصلاح» وأطراف مواليه لهادي والإمارات في مأرب بتسليم المديرية والخذلان والتواطؤ والخيانة، إلا أن قوات «الإنقاذ» تواصل معركتها في صرواح دون توقف. فمساء أمس وفجر اليوم اقتربت المعركة من معسكر كوفل الذي سقط بعد استهدافه من قبل طيران «التحالف» بالمئات من الغارات الجوية عام 2015، ومن خلال كثافة الغارات التي شنها طيران «التحالف» فجر اليوم على معسكر كوفل يتضح مدى مخاوفه من سقوطه مجدداً تحت سيطرة قوات «الإنقاذ».

أهمية صرواح

تحتل صرواح أهمية استراتيجية بالغة لمأرب وصنعاء، فمن يسيطر على صرواح يسيطر نارياً على مدينة مأرب، ويتمكن من التحكم بكافّة طرق الإمداد القادمة من مأرب نحو صنعاء، ونظراً لتلك الأهمية يصف خبراء عسكريون صرواح بـ«خطّ الدفاع الأوّل عن صنعاء»، فهي ظهر نهم المكشوف وبوابة الدخول إلى صنعاء بأقلّ الخسائر، من مسارات متعددة، كطريق صروح الزعن خولان الواقعة في محافظة صنعاء، يضاف إلى أن السيطرة عليها تمنح قوات «الإنقاذ» هامش واسع من المناورة في نهم.

العربي

قد يعجبك ايضا