عربي (وكالة الصحافة اليمنية)
تسببت طريقة زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العراق، الأربعاء، بموجة غضب كبيرة بين القوى السياسية العراقية، كونه لم يلق أيا من قادة البلد، فيما أصدرت الحكومة بيانا أوضحت فيه ملابسات ما جرى.
وقالت الحكومة في بيانها إن “السلطات الأمريكية أعلمت السلطات العراقية برغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة العراق، مساء يوم 26 كانون الأول/ ديسمبر لتهنئة الحكومة العراقية الجديدة ولزيارة العسكريين الأمريكيين ضمن قوات التحالف الدولي الداعمة للعراق في محاربة داعش ورحبت الحكومة العراقية بالطلب”.
وأضافت: “كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين رئيس مجلس الوزراء السيد عادل عبد المهدي والرئيس الأمريكي ولكنّ تباينا في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع، خصوصا بعد قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من سوريا، والتعاون المشترك لمحاربة داعش وتوفير الأمن والاستقرار لشعوب وبلدان المنطقة”.
وذكر بيان الحكومة العراقية أن “رئيس الوزراء رحب بالرئيس الأمريكي بهذه الزيارة ودعاه لزيارة بغداد، ودعا الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء لزيارة واشنطن. واتفق الطرفان على الاستمرار بتوثيق العلاقات المشتركة بين البلدين”.
استهتار وعنجهية
من جهته، أعرب تحالف البناء (ممثل لأغلب فصائل الحشد الشعبي) في بيان له عن استغرابه من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قاعدة الأسد العسكرية غرب محافظ الأنبار “الخارجة عن كل السياقات الدبلوماسية”.
وأضاف التحالف أن “زيارة ترامب انتهاك صارخ وواضح للأعراف الدبلوماسية وتُبين استهتاره وعنجهيته وتعامله الاستعلائي مع حكومة العراق وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا”.
وأردف: “هذه الزيارة تضع الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة التواجد العسكري الأمريكي والأهداف الحقيقية له وما يمكن أن تشكله هذه الأهداف من تهديد لأمن العراق الذي تحقق بفضل تضحيات أبنائه الأبطال من الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية البطلة”.
ودعا التحالف “الحكومة العراقية لرفض هذه الزيارة وإبلاغ الأمم المتحدة بها واستدعاء السفير الأمريكي في بغداد على وجه السرعة”.
وطالب “الأطراف السياسية جميعا بالتوحد في مطلب السيادة الوطنية ووضع حد للتواجد العسكري الأمريكي المشبوه على الأرض العراقية”.
توعد بالرد
وفي السياق ذاته، قال زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في تغريدة على “تويتر” إن زيارة “ترامب لقاعدة عسكرية أمريكية بدون مراعاة الأعراف الدبلوماسية يكشف حقيقة المشروع الأمريكي في العراق”.
وأضاف أن “رد العراقيين سيكون بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغما عن أنفك وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك التي أجبرت على الخروج ذليلة في 2011”.
من جانبه، علق المتحدث باسم كتائب حزب الله بالعراق جعفر الحسيني بأن “زيارة ترامب المفاجئة إلى قاعدة عين الأسد تعني أنه لا يشعر بالأمان لإعلان زيارته إلى العراق”.
وأردف: “قيادات في المقاومة العراقية توعدت بقطع اليد التي تمتد إلى دول الجوار ومنها سوريا”، لافتا إلى أن “قرار انسحاب القوات الأمريكية يعود لإرادة الشعب وبرلمانه”.
وأفاد البيت الأبيض، الأربعاء، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “سافر إلى العراق في وقت متأخر يوم عيد الميلاد لزيارة الجنود الأمريكيين”.
وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب وزوجته ميلانيا: “يقومان بزيارة مفاجئة للعراق غير معلنة مسبقا لتوجيه الشكر للجنود الأمريكيين”.
وهبطت طائرة الرئاسة الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية غرب بغداد بعد رحلة استمرت طوال الليل من واشنطن ومع السيدة الأولى ميلانيا ترامب ومجموعة صغيرة من المساعدين ومسؤولين بجهاز أمن الرئاسة وعدد من الصحفيين.
وفي تصريحاته للصحفيين، دافع الرئيس الأمريكي عن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا وعبر “عن اعتقاده بأن كثيرا من الأشخاص سيقتنعون بطريقة تفكيره”.
واستمرت زيارة الرئيس الأمريكي إلى العراق ثلاث ساعات، لم يلتق خلالها بالقادة العراقيين.
وبث ترامب مقطعا مصورا على حسابه في “تويتر” لزيارته السريعة إلى العراق ولقاء جنوده في قاعدة عين الأسد.