العميد يحيى سريع: أي اعتداء بحري سيقابَل بمفاجآت غير محسوبة
العميد يحيى سريع: أي اعتداء بحري سيقابَل بمفاجآت غير محسوبة
تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية
يرى المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية أن قوى العدوان باتت مرغمة على «دراسة خيارات أخرى»، بعد وصول خيارها العسكري إلى طريق مسدود. ومن هنا، فهو يدعوها إلى أن تكمل المسار الذي بدأته أخيراً، بـ«خروج عاجل يحفظ ماء الوجه»، بدلاً من «العناد والمكابرة».
ويأمل العميد يحيى سريع في أن يفتح نجاح اتفاق الحديدة الباب على وقف شامل لإطلاق النار، يمهّد الطريق لتسوية كاملة، لا يتردد في الجزم بأنها ستقود اليمنيين إلى «النصر ونيل الحرية والاستقلال». مستقبل يشدد مدير دائرة التوجيه المعنوي على أن ضامنه الوحيد هو ما بلغته «قوة الردع» لدينا، والتي يؤكد أنها لا تزال تحمل «مفاجآت»، خصوصاً في مجالَي الدفاع الجوي والدفاع البحري، مضيفا: “الحرب فُرضت علينا، وكان من الواجب الدفاع عن بلدنا، وسنستمر في ذلك حتى يتوقف العدوان، وهذا بالتأكيد سيتحقّق مع توجّه الجميع نحو السلام، ووضع أسس مشتركة لمرحلة انتقالية يتم التوافق عليها”.
وأشار العميد سريع إلى أن اتفاقية السويد لم يشمل بقية الجبهات، مضيفا “كنا نأمل أن يشمل بقية الجبهات، غير أن العدوان يحاول منذ أربع سنوات تحقيق تقدم، ولهذا نجده يرفض الحديث عن وقف إطلاق النار. ونعتقد أنه سيصل في نهاية المطاف إلى القبول بوقف إطلاق النار، فقواتنا في أوضاع دفاعية إيجابية، ومن حين لآخر تنفذ عمليات هجومية مدروسة ودقيقة وفق خطط مسبقة”.
على مشارف مأرب
وفي الحديث عن جبهة صرواح، قال سريع: “حققنا بفضل الله إنجازاً عسكرياً مهماً في غضون 48 ساعة، وذلك بتطهير 90% من إجمالي مساحة مديرية صرواح، وبالتالي أصبحت قواتنا على مشارف مدينة مأرب، وقد عزّزت مواقعها بالسيطرة على عدد من المرتفعات المطلة على المدينة. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن العدوان قبل عدة أشهر، وبحسب معلومات استخباراتية، حاول الدفع بالعشرات مما يسمى «القاعدة» و«داعش» إلى جبهة صرواح، بعد أن أخفق في التقدم خلال السنوات الماضية”.
وأكد سريع أن المعارك في الحدود مستمرة ولم تتوقف، وأوضح أن التحالف يدفع بالمزيد من المسلحين، مطنهم على سبيل المثال أكثر من 10 آلاف جندي سوداني وصلوا مؤخراً إلى جبهات الحدود وجبهات الساحل الغربي” حد قوله.. مضيفا: “وعلى رغم التصعيد في جبهات الحدود، إلا أن قواتنا لا تزال في مواقعها المتقدمة في جيزان ونجران وعسير… وجبهات الحدود لا ترتبط بملف معين، بل ترتبط ببقية الجبهات، وبطبيعة المواجهة العسكرية مع العدوان، وبالتأكيد كلّ ما يحقّق هدفنا في وقف العدوان سيكون ضمن المسارات التي قد يتمّ تفعيلها من أجل تحقيق هذا الهدف، والقيادة هي مَن تحدّد ذلك”.
وقال سريع في حوار للأخبار اللبنانية “إن وضعنا العسكري اليوم أفضل بكثير مما كان عليه بداية العدوان، فقد وحقّقنا قفزات نوعية في مجال تطوير الصواريخ الباليستية وكذلك سلاح الجو المسير. لدينا اليوم أسلحة يمكن اعتبارها ضمن قوة الردع التي أجبرت العدوان على محاولة الدخول في تفاهمات محدودة، بعد أن كان يظن أن قوته وأمواله ونفوذه ستضمن له تحقيق كافة أهدافه”.
مليوني دولار لداعش
وكشف العميد سريع معلومات استخباراتية تؤكد أن التحالف “يستعين بالعناصر التكفيرية، ويسهّل وصول العشرات من تلك العناصر إلى عدن وإلى محافظات جنوبية قبل انتقالها إلى الجبهات، ومعظمها يتم استدعاؤها من سوريا” كما قال وهو يضيف أنه “قبل أيام، وصلت طائرة تقلّ العشرات من العناصر التكفيرية إلى مطار سيئون قادمة من دولة عربية، وبحسب معلوماتنا سيتمّ نقل هؤلاء إلى الحدود السعودية، وسبق أن تمّ الدفع بالمئات من هذه العناصر إلى الجبهات، ومنها جبهة كتاف في صعدة، وقد تم الاتفاق مع ما يسمى «داعش» و«القاعدة» على تسليمهما مليونَي دولار مقابل التكفّل بجبهة كتاف، وبالفعل تم تسليم ربع المبلغ”.
وعن التكتل الذي أعلنته الدول المطلة على خليج عدن والبحر الأحمر، قال سريع “مثل هذه المشاريع أميركية. تاريخنا المعاصر يؤكد ذلك. فمع الصراع بين المعسكرين أثناء الحرب الباردة، خرج ما يشبه هذه الدعوة من السعودية. وحينها، اتجهت اليمن بقيادة إبراهيم الحمدي نحو الخروج من الهيمنة الشرقية والغربية، إلا أن السعودية سارعت إلى وأد هذا المشروع الاستقلالي باغتيال الرئيس الحمدي، بعدما كان قد ترأس مؤتمر تعز الرباعي لأمن البحر الأحمر، ودعا إلى إبعاد البحر الأحمر عن الصراعات الدولية. ومعركة اليوم لا يمكن فصلها عن الصراع المستمر منذ عقود، ولهذا يمكن القول إن هذا الإعلان مشبوه، ويحمل في طيّاته مؤامرة جديدة تستهدف اليمن وحقه في السيادة على مياهه الإقليمية”، وأضاف “لن نظلّ مكتوفي الأيدي أمام أيّ خطر يتهدّد مياهنا الإقليمية. وسبق أن حاول العدوان تحويل البحر الأحمر إلى ساحة معركة، لكنه تلقّى ضربات موجعة لم يكن يتوقّعها. وبفضل الله قدراتنا البحرية عالية، وفي حال فكّر العدو في أن يعتدي على مياهنا الإقليمية، فلدينا من المفاجآت ما ليس في الحسبان”.