متابعات: وكالة الصحافة اليمنية//
لازالت ارتدادت جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي البشعة والتي هزت الضمير الانساني على مستوى الاوساط الثقافية والاعلامية رغم محاولات ترامب وقيادته التغطية عليها وتبرئة المتهم الرئيسي من اصدر الاوامر لقتله بل واذابة جثته باسرع طريقة ممكنة، تضرب في أكثر من اتجاه.
فما المغزى من نشر فيديو بثته قناة ahaber التركية حالياً، قالت انها تسجيلات جديدة لكاميرا مراقبة تظهر نقل جثة خاشقجي بعد
تقطيعها في خمس حقائب من مقر القنصلية إلى بيت القنصل القريب في تمام الساعة 15:9 اي بعد ساعتين من دخوله القنصلية في الثاني من أكتوبر الماضي؟
وقالت القناة: إن الفيديو يوثق لحظة نقل الجثة المقطعة عبر خمس حقائب، إلى منزل القنصل السعودي في اسطنبول، في الثاني من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
وكانت صحيفة “صباح” التركية كشفت أن جثة خاشقجي نقلت داخل حقائب عبر سيارة “مينيبوس” سوداء اللون في الساعة 15:09 إلى منزل القنصل السعودي محمد العتيبي.
لكن تأثير دم خاشقجي المجمد في عروقه لم يتوقف هنا، قد اثر على المشهد السعودي ودفع لإحداث تغييرات وتعيينات واسعة في محاولة للتقدم للعالم بوجوه جديدة وبمنطق جديد، بعد اعتراف الرياض بمقتل خاشقجي وقامت بعزل من كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن الجريمة وعلى رأسهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، المقربان من ولي العهد محمد بن سلمان، ومزاعم بإجراء تحقيق جنائي في الموضوع وتوجيه اتهامات رسمية بالتورّط في قتل خاشقجي لـ11 شخصاً، وتطالب بإعدام 5 منهم. .ليصار بعدها إغلاق هذا الملف، والمضي قدماً في تطبيق سياساتها الجديدة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان.
القتلة أحرار
لكن تركيا، إلى جانب عدد من الدول الأخرى، تقول إن الرياض تسعى للتستّر على من يقف حقاً وراء هذه الجريمة، في وقت كشفت صحيفة صباح التركية، تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال خاشقجي، وقالت ماهر المطرب، وصلاح الطبيقي، وثائر الحربي، ناقشوا قبل ساعة من وصول جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده في اسطنبول مسألة طرح خيارين أمام الصحفي؛ إما ترحيله إلى الرياض أو قتله، وهو التسجيل الذي أقنع جينا هاسبل، مديرة وكالة المخابرات الأمريكية، بأن عملية قتل خاشقجي كانت مبيّتة.
الطبيقي قال: “أنا جيّد في التقطيع”، وفق الصحيفة، مضيفة: انّ المطرب أمر 5 رجال بالدخول ليغطّوا رأس خاشقجي بكيس نايلون. وبيّنت، أن آخر كلمات خاشقجي كانت: “لا تغطِّ فمي لديّ ربو.. عليكم خنقي”، ليقاوم لخمس دقائق.
وأعلنت الصحيفة أن 3 سعوديين إضافيين ساهموا في قتل الصحفي؛ هم: أحمد عبد الله المزيني رئيس وحدة إسطنبول في المخابرات السعودية، وسعد مؤيّد القرني، ومفلس شايع المصلح، اللذان عملا كحراس أمنيين في القنصلية، ويتبعان جهاز المخابرات السعودي، كما عملوا ضمن فريق التخلّص من جثة خاشقجي.
وأكّدت الصحيفة أن الطبيقي ما زال يعيش حراً مع عائلته في جدة، وقد طلبت السلطات السعودية منه أن يكون بعيداً عن الأضواء، كما أن عدداً آخر من المتهمين في قضية خاشقجي يعيشون بحرية، ولكنهم معزولون عن محيطهم.
اسئلة تدور في ذهن اي متابع للاخبار.. لماذا بعد كل فترة زمنية تبرز الى الاضواء خفايا عن مقتل خاشقجي ما يقارب الثلاثة اشهر، ولا ننسى ان شريط الفيديو الذي افصح عنه كانت قد رأته مديرة الاستخبارات الاميركية في بادئ الامر.. لماذا يخرج الى العلن الآن؟ هل انتهى التحقيق في الجريمة الى ضد مجهول لعدم وجود ادلة؟
كما لا ننسى ان مجلس الشيوخ الاميركي قد صوت بالاغلبية على مسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان بمقتل خاشقجي، لكن الرئيس الاميركي دونالد ترامب اكتفى بالقول انه سيسعى لتوظيف اتهام الكونغرس للضغط على السعودية!!
ويبدو ان دم خاشقجي بين إعلام يدرأ عن نفسه اخفاء حقيقة وإعلام ينضح بها لباطل قد تفرّق، وما التشدق بإعلام غربي حر إلا خدعة انطلت على كثيرين، وحال جمال خاشقجي تغني عن السؤال.
إعدام أدلة وتغييب شهود واستثمار بدم المقتول، إعلام اسير اهداف ومصالح معاييره مزدوجة وحريته ببعد واحد، وإن تزي بلبوس انساني فالتحقيق غاية، وإلا أين هو ممن نهش باجساد النساء والاطفال والشيوخ في حروب لدوله اليد الطولى بها، ولاسيما في الجار اليمني والعراق وسوريا وفلسطين والقائمة تطول.
…………………
المصدر: الكوثر