المصدر الأول لاخبار اليمن

ركوع السفارات عند قدمي قاسيون

 وكالة الصحافة اليمنية:

لن أكتفي بالمشي ميلين مع من يؤمن بأن ماحدث في سوريا كان ثورة عفوية وأنها كانت سلمية وانها أجبرت على ان تحمل السلاح .. بل ساسير مع هؤلاء أميالا عديدة واصدقهم .. ولن أعاند من يصر على ان الدولة السورية استعملت البراميل المتفجرة كما يصر هؤلاء ويؤمنون بها وكأن البراميل المتفجرة وردت في القرآن الكريم ولاداعي لانكارها فهو الكفر الذي مابعده كفر .. وساصغي لمن يغضب وهو يقول اننا اخترعنا حكاية المؤامرة الكونية وأننا اخترعنا داعش .. ساصغي .. وأصغي .. واصغي .. ولن أقاطع أحدا ..

ولكن عندما ينتهي البكاء والصراخ والعويل وشق الأثواب على الضحايا الابرياء وثورة الكرامة .. سأستأذن من هؤلاء جميعا واطلب منهم ان يصغوا كما أصغيت وماعليهم الا أن يقرؤوا تقرير وزارة الدفاع الروسية الذي صدر حديثا وقدم احصائية دقيقة على عدد العناصر الارهابية الذين تمت تصفيتهم خلال عام 2018 في سوريا فقط .. قدر هذا الرقم بأنه يفوق 23 ألف مسلح .. من مختلف تشكيلات المجموعات المسلحة .. وتم احصاء 159 دبابة مدمرة للارهابيين و57 عربة مدرعة واكثر من 900 مدفع و3000 سيارة مزودة بمدافع رشاشة من العيار الثقيل ..

ولكن الاحصائية تلفت النظر الى ان عدد قتلى المسلحين منذ عام 2015 فاق 87000 وان عدد الدبابات التي دمرت لهم فاق 650 دبابة وأكثر من 700 عربة قتالية وألف معسكر ميداني و10 ألاف مستودع للذخيرة والوقود ..

واذا أضفنا الى هؤلاء مثلهم من القتلى الذين تمت تصفيتهم أثناء المواجهات بينهم وبين الجيش السوري منذ نهاية عام 2011 وحتى نهاية عام 2015 سنجد ان الجيش الارهابي الذي تم تدميره فقد قرابة 200 ألف عنصر وسيكون عدد الجرحى عموما ضعفين او ثلاثة على الاقل .. واذا اضفنا الى هؤلاء اعداد المقاتلين الذين تم تحميلهم بالباصات الخضراء الى ادلب التي تحوي الخزان الاكبر الباقي وعددهم يقدر ب 70 ألفا ويقال 100 ألف .. فاننا نجد ان عدد العناصر البشرية التي كانت تشكل جسم الارهاب والمؤامرة العسكرية يقارب نصف مليون مقاتل بين سوري واجنبي من مختلف الجنسيات .. وانا لاأزال أقف مشدوها من صور الاسلحة المصادرة وكمياتها الهائلة التي يعرضها التلفزيون السوري حيث تيدو ارتال الدبابات والمدافع والرشاشات والذخيرة بلا نهاية .. بل ان الجيش صادر كميات هائلة من المتفجرات التي لم يعد بالامكان استيعابها ويضطر لاتلافها بتفجيرات كبيرة شبه يومية ينبه اليها عبر وسائل الاعلام .. وكان الجيش امام مهمة صعبة أخرى هي التخلص من كميات هائلة جدا وآلاف الاطنان وجبال من المتفجرات التي كانت بيد الارهابيين .. وتعادل ماصارده الاميريكيون من الجيش العراقي عند سقوط بغداد ..

والرقم الصادم الاخر هو عدد الدبابات المدمرة منذ عام 2015 الذي تجاوز 650 دبابة ومئات المصفحات و10 ألاف مستودع للذخيرة والوقود مع العلم انه لاتزال في حوزة المسلحين اعداد كبيرة اخرى في ادلب .. وهذا يعني ان الجيش الارهابي بلغ في مجموعه نصف مليون ومعه على الاقل 1200 دبابة وآلاف المصفحات .. وهو ضعف الجيش الالماني السادس الشهير (فيرماخت) الذي وصل عدديده الى 285000 وفتح اوروبة ووصل الى ستالينغراد بعد ان شارك في معارك بلجيكا وفرنسا وفنلندة ورومانيا واوكرانيا .. الا انه تحطم في ستالينغراد واستسلم منه 106 آلاف ولكن لم يعد منهم في نهاية الحرب الا 60 الفا ..

وقد يقول قائل ان الارقام الروسية مبالغ بها .. واذا قبلنا ان نسير مع هذا الزعم وأصغينا من جديد لهؤلاء الزاعمين فان علينا ونحن نصغي ان نتذكر ان الروس اضطروا الى اطلاق 90 – 100 ألف غارة لايقاف التمدد الارهابي .. وهذا رقم كبير جدا مما يعني انهم كانوا يتعاملون مع جيش واسع وكبير وشديد التدريب والتسليح ومنتشر بكثافة لدرجة انه وزع مخازنه على 10 الاف نقطة .. مما يعطي الارقام الروسية تطابقا منطقيا مع عدد الغارات التي احتاجها ايقاف التمدد الارهابي .. وكذلك علينا ان نتذكر ان التقديرات الامريكية لداعش فقط انها مسلحة جدا وان مشروع اقتلاعها قد يستمر 20 -30 سنة وربما أكثر .. وسبب التقديرات واضح وهو ان الامريكي كان يدرك ماذا يملك هذا الجيش وماهي امكاناته للصمود ..

كل هذا يقودنا تلقائيا الى السؤال عن هذا الكم الهائل من السلاح .. ولايكفي القول انه غنائم حرب .. فالجيش السوري لم يخسر 1200 دبابة من مستودعاته بل بضع عشرات من نقاط محيطة مبعثرة قليلة الحماية .. كما ان داعش الذي استولى على بعض معدات الجيش العراقي في الموصل وغيرها لم يستول على 1200 دبابة وآلاف المدرعات بل كانت معظم غنائمه العسكرية سيارات همر ومدرعات لم تتجاوز 500 عربة .. وهذا يضعنا اما حقيقة أخرى هي ان هذا الجيش الضخم والهائل للتنظيمات المسلحة من حلب الى الشرق والموصل الى الجنوب السوري كانت له مصادر تمويل وتذخير وامداد خارجية .. وهناك ملفات ظهرت الآن عن صفقات اسلحة ودبابات من اوكرانيا ودول اوروبة الشرقية اشترتها دول خليجية وشحنتها الى تركيا والاردن ومن ثم الى الحدود السورية لتدخل المعارك .. وأحيانا كانت تصل المجنزرات والمدرعات وهي جديدة .. وفي احدى المعارك كانت تنفذ رحلات متلاحقة لبناء جسر جوي لايشبهها الا رحلات الجسر الجوي الأمريكي الى اسرائيل اثناء حرب تشرين 1973 .. وهنا نصل الى رقم 137 مليار دولار وهو لايزال الرقم الوحيد الذي تم الكشف عنه في اعترافات هوميروس قطر حمد بن جبر آل ثاني في حديث (الصيدة) الشهير .. والذي اقر فيه ان قطر و”تحالف أصدقاء سوريا” ضخوا 137 مليار دولار في جسم الارهاب المسلح (حتى عام 2015 تقريبا) .. وهذا الرقم لم يكن لشراء اللافتات السلمية ولا لكتابة ورسم اعلام “الثورة” على الجدران وصور فيصل القاسم .. فهذا الرقم الهائل تقريبا هو ثلث المبلغ الذي ستدفعه السعودية الى مصانع السلاح الاميريكية لتشتري اسلحة من مختلف الانواع .. في أكبر صفقة عسكرية في التاريخ ..

لذلك يمكن القول ان أكبر تنظيم ارهابي مسلح في العالم كان يطلق عليه الثورة السورية .. وان السلاح الذي قدم له جعله اول جيش ارهابي في العالم يحصل على هذا الكم الهائل من الدبابات والمدرعات والمخازن والذخيرة .. ناهيك عن السلاح الكيماوي .. وان أكبر عملية تمويل لأكبر عصابات في العالم كانت للعصابات الخطيرة على الارض السورية .. وأن أكبر مواجهة في التاريخ بين جيش نظامي وجيش ارهابي هي المواجهة التي تمت على الارض السورية .. وأن أعظم نصر في التاريخ هو الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه .. وطبعا يمكن لكتاب غينس الآن أن يضيف الى قائمته أن أكبر جيش ارهابي في العالم هو جيش مايسمى الثورة السورية بدليل وجود نصف مليون ارهابي من كل العالم ومعهم آلاف الدبابات والمدرعات .. وأن أكبر مؤامرة كونية في التاريخ البشري حدثت في سورية .. وأن أعظم ميزانية لعصابة في التاريخ هي ميزانية مايسمى الثورة السورية ..

وهذه الارقام التي وردت أعلاه هي السبب الحقيقي لقرارات ترامب بالانسحاب بعد ان تمت ابادة أكبر جيش ارهابي في التاريخ بعد الجيشين الاسرائيلي والامريكي ولم يبق هناك مايستحق الخفاظ عليه .. فكما قال ترامب لم يبق الا الرمال .. وهذا الانجاز السوري هو أيضا سبب تواضع تركيا في طموحاتها وركوعها على الحدود .. وهو سبب تدفق السفارات والسفراء الى دمشق التي كان طموحها ان يحكم قاسيون من تلك السفارات وأن يقبل قاسيون جلابيبها وعباءاتها ويكون ذلك القاسيون بوابا على ابواب السفارات.. ولكن لم يعد للسفارات اي وسيلة للعودة الا الطاعة والانصياع والانحناء عند أقدام قاسيون .. وتقبيل قدميه .. وحذائه .. وطلب المغفرة .. والبكاء والعويل ندما ..

قد يعجبك ايضا