أكد الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والعراقي برهم صالح على ضرورة التعاون الوثيق بين بلديهما في مختلف المجالات، وضرورة الدور التركي في إعادة إعمار المناطق المتضررة في العراق.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره العراقي برهم صالح في أنقرة الخميس الماضي، إن “نهوض العراق ووقوفه على قدميه مهم للغاية من أجل الأمن والاستقرار الإقليميين… وحماية وحدة أراضي العراق وسيادته هي أساس سياستنا تجاهه”.
وشدد أردوغان على ضرورة العمل المشترك والتعاون بين البلدين من أجل القضاء على الإرهاب، وأضاف: “المنظمات الإرهابية كـ”داعش” و”بي كا كا”، و”غولن”، تشكل تهديدا على تركيا والعراق على حد سواء… ندرك أهمية العمل المشترك من أجل النجاح في محاربة الإرهاب وسنعمق تعاوننا في هذا الاتجاه… نريد تطوير اتصالاتنا وتعاوننا مع العراق في مجال الأمن”.
وفيما يخص التبادل التجاري بين البلدين أشار أردوغان إلى أن حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا حطم الرقم القياسي، وبلغ 16 مليار دولار خلال العام الماضي مشددا على أن البلدين سيحطمان هذا الرقم أيضا مستقبلا.
وأكد على استعداد بلاده للمساهمة في تنمية العراق وإعمار المناطق المتضررة، وقال: “مستعدون للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والتنمية في العراق وإعمار المناطق المتضررة من الإرهاب… إننا نعمل على تحقيق تعاون ثنائي لإنهاء أزمتي الكهرباء والمياه في العراق”.
من جهته أكد الرئيس العراقي برهم صالح خلال المؤتمر الصحفي، إن العراق يريد شراكة وتعاوناً استراتيجياً مع تركيا، ويتطلع إلى دور تركي فاعل في إعادة إعمار العراق.
وأضاف صالح: “أتينا إلى تركيا الشقيقة حاملين رسالة صداقة، وأخوة، وتعاون مشترك في كل المجالات”، معربا عن سعادته لزيارة تركيا بصفته رئيس لجمهورية العراق، مبيناً أن بلاده على أعتاب دخول مرحلة جديدة. وقال “نتطلع إلى دور تركي فاعل في إعادة الإعمار في المناطق المحررة من الإرهاب في العراق”.
وأكد الرئيس العراقي: “نحتاج إلى اتفاقية شاملة مع تركيا تتناول الملفات المختلفة بين البلدين”، مشيرا إلى أن العراق يتطلع إلى أخذ موقعه الذي يستحقه مجدداً كبلد قوي، وقال: “سنعمل على عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك بين البلدين في أقرب وقت”.
وأضاف، هناك أواصر كثيرة تربط العراق وتركيا وهي الأمن والبيئة والجغرافيا، إلى جانب التاريخ، والثقافة، والبنية الاجتماعية المشتركة.
وأكد أنه حان الوقت لترى المنطقة الاستقرار وإعادة البناء، مضيفاً بالقول: “لسنا بحاجة إلى أي وصاية من الخارج، وإن العراق وتركيا بإمكانهما إنجاز الشيء الكثير بفضل موقعهما الجغرافي الاستراتيجي”، مشددا على أن الشراكة بين تركيا والعراق لن تخدم البلدين فحسب بل المنطقة بأسرها.
وأعرب صالح عن شكره للرئيس أردوغان لتعيينه ممثلا خاصا حول مسألة المياه بين البلدين، مشيراً إلى أنهم لا يريدون بقاء مشكلة حول المياه بين العراق وتركيا.
وشدد الرئيس العراقي إلى أن بلاده تبدي أهمية للتعاون العسكري والصناعات الدفاعية مع تركيا، مبينا أن العراق تضرر كثيراً جراء الإرهاب والتطرف، ودفع أثمانا باهظة، مضيفاً “من الممكن حل هذه المشاكل عن طريق التعاون والتضامن والوقوف جنبا إلى جنب”.
وقال اردوغان في هذا السياق: “نريد تطوير اتصالاتنا وتعاوننا مع العراق في مجال الأمن أيضا، وهناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها وخاصة في مجال الصناعات الدفاعية”.
وأكد الرئيس التركي أن حماية وحدة أراضي العراق وسيادته وتحقيق الأمن والاستقرار فيه هي أساس سياسة بلاده تجاه العراق، متابعا “نهوض العراق ووقوفه على قدميه مهم للغاية فيما يتعلق بالأمن والاستقرار الإقليميين”.
ولفت إلى أن الحرب التي خاضها العراق ضد تنظيم “داعش” الإرهابي والنصر الذي حققه، حظيت بإشادة العالم.
وتابع اردوغان في ذات السياق: “قدمت تركيا دعما قويا للعراق في هذه الحرب الضروس. نسأل الله أن يتغمد أشقائنا الذين استشهدوا في الحرب ضد داعش بواسع رحمته”.
وحول الأزمة السورية أشار الرئيس العراقي إلى أن بلاده تبدي أهمية لحل الأزمة، وتقرير السوريين مصيرهم بإرادة حرة، مؤكداً على الدور الكبير لتركيا والعراق في بحث وحل القضايا في سوريا.
وأكد صالح أنه سيعمل من أجل تطوير العلاقات التركية – العراقية، وأن العلاقات بين البلدين ستشهد تطورا تاماً في المستقبل.
وعلى الصعيد التجاري والاقتصادي، أعرب الرئيس التركي عن استعداد بلاده للمساهمة في مشاريع البنية التحتية والتنمية في العراق، وعلى رأسها إعمار المناطق المتضررة من الاشتباكات.
وتابع: ” تركيا مستعدة للمساهمة في الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار وإعادة بناء العراق. مستعدون لتقديم كل أنواع الدعم في علاقاتنا التجارية وعلى كافة المجالات”.
وأكد اردوغان على مواصلة اجتماعات المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى مع العراق العام الحالي، مضيفا: “نأمل أن نعقد الاجتماع الرابع للمجلس الاستراتيجي الأعلى بين العراق وتركيا خلال العام الجاري”.
وبيّن أن التجارة بين تركيا والعراق سجّلت عام 2013 رقمًا قياسيًا بـ16 مليار دولار، مضيفا: “دعونا نعادل ذلك الرقم مجددًا ونرفعه إلى 20 مليار دولار”.
وتابع: “نمتلك القوة اللازمة لبلوغ المستوى المذكور أو حتى تحقيق ضعفيه. القطاع التركي الخاص يمتلك الإمكانيات اللازمة للمساهمة في إحياء الاقتصاد العراقي”.
واستذكر أردوغان تعهد بلاده في مؤتمر الكويت بإعادة إعمار العراق العام الماضي، وتقديم قروض لبغداد بقيمة 5 مليارات دولار، مضيفا: “قمنا بتسريع أعمالنا لتحقيق هذا الالتزام”.
وتمنى أردوغان للحكومة العراقية الجديدة النجاح في جلب الخير للشعب العراقي والمنطقة.
ووصل الرئيس العراقي، برهم صالح، الخميس إلى العاصمة التركية أنقرة في إطار زيارة رسمية، هي الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة في العراق مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صالح، في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة بمراسم استقبال رسمية.
وكانت رئاسة الجمهورية العراقية كشفت الأربعاء، عن ما سيبحثه الرئيس برهم صالح خلال زيارته إلى تركيا، مؤكدةً أنه سيتم مناقشة سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وقال المتحدث باسم رئيس الجمهورية لقمان الفيلي في بيان، إن صالح “سيتوجه إلى تركيا على رأس وفد حكومي في زيارة رسمية، تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان”.
وأضاف أن “الرئيس سيجري مباحثات رسمية مع نظيره التركي وكبار المسؤولين الاتراك، لمناقشة سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في المجالات المختلفة”، مبينًا أن “الرئيسين سيبحثان الملفات ذات الاهتمام المشترك التي تخص الساحتين الاقليمية والدولية وتوحيد الرؤى والافكار بشأنها”.
ولفت الفيلي إلى أن “زيارة الرئيس تأتي استكمالاً للزيارات التي قام بها سابقاً لعدد من الدول العربية والاقليمية في سياق سياسة العراق الجديدة المتمثلة بالانفتاح على محيطه العربي والاقليمي، وجهوده لتعزيز دور العراق ومكانته بين الدول الشقيقة والصديقة”.