في أبريل 2015م وبعد أسابيع قليلة من بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن سيطرت مجاميع من عناصر تنظيم القاعدة على مدينة المكلا بدعم ومساندة من قوات التحالف الذي قادته السعودية لدعم شرعية الرئيس المنتهية ولايته الفار عبدربه منصور هادي.
في أبريل 2016م أعلنت قيادة عمليات تحالف العدوان السعودي الأمريكي بأنها طهرت مدينة المكلا من تنظيم القاعدة وأنها قتلت أكثر من 800 عنصر من مقاتلي التنظيم، وبعد قليل من التداول لذلك الانجاز المزعوم الذي أنجزته قوات شرعية الرياض، وبعد أن استندت الصحف ووكالات الأنباء لشهود عيان محليين وضباط في ما يسمى بالجيش الوطني ” معسكرات القاعدة والمجندين الذين تستأجرهم السعودية والامارات ” أدركت وسائل الاعلام الداخلية والخارجية حجم الكذبة التي اقترفها تحالف العدوان، خاصة بعد أن اكتشفوا وبالدلائل القاطعة أن العملية لم تكن سوى عملية انسحاب لعناصر التنظيم من محافظة حضرموت الى محافظات شبوة وأبين والبيضاء.
حينها نشرت بعض المواقع الاخبارية والصحف القنوات الفضائية التابعة لدول تحالف العدوان تقارير وشهادات وتصريحات أكدت هروب مسلحي القاعدة بأعداد كبيرة إلى مناطق الزاهر وناعط وغيرها في محافظة البيضاء.
لم تتوقف تقارير الاعلام المحلي والخارجي عن كشف حقائق العمليات العسكرية الامريكية في حضرموت ضد ما يسمى بتنظيمي داعش والقاعدة في ابريل 2016 ، وتداولوا بأن صفقة ما بين قوات التحالف بإشراف أمريكي إماراتي وبين بعض رجال الدين والقبائل في حضرموت قد تمت وقضت بخروج مقاتلي القاعدة أو انتقالهم من المكلا الى البيضاء بشكل آمن وتحت حماية طائرات التحالف نفسه الذي زعم أنه قتل المئات منهم.
وكما يحدث في لعبة الشطرنج يلاحظ بأن التحالف سلّم مدينة المكلا لتنظيم القاعدة لمدة عام كامل ليستعيدها منه ويأمره ويؤمن له خط الانتقال الى محافظات أخرى يستكمل فيها تدريباته وتجهيزاته حتى تأتيه أوامر جديدة أو توكل له مهمة أخرى ليقوم بتنفيذها هنا أو هناك.
فها هي عناصر تنظيم القاعدة التي أعلن تحالف العدوان بأنه شن غارات ضدهم وقتل الكثير منهم ، بدأت خلال هذا الاسبوع تروج له وسائل الاعلام التابعة للتحالف باسم جديد هو ” الجيش الوطني ” حركته امريكا والامارات مجدداً الأسبوع الماضي في محاولات مستميتة وعقيمة ومتكررة للسيطرة على بعض المديريات في محافظة البيضاء التي يحكم الجيش واللجان الشعبية قبضته عليها منذ بداية الحرب الكونية على اليمن.
عناصر تنظيم القاعدة وداعش الذين يضعون اللثام الاسود على وجوههم لمنع التعرف عليهم ، يحملون جنسيات متعددة ” افغانستان ، باكستان ، الصومال ، وبنغال ومن دول القرن الافريقي ، فرنسا ، بريطانيا ، ودول عربية متنوعة تتصدرها السعودية فالمملكة المغربية ” . وينتشرون بكثافة في محافظات شبوة وحضرموت وأبين ولحج وعدن واطراف محافظة البيضاء.
وبهذا المسمى ” الجيش الوطني ” يكون قد اختفى مؤقتاً ما كان يعرف بـ ” تنظيم القاعدة “الذي تم طرد أو دحر عناصره من المكلا الى شبوة وأبين والبيضاء قبل بضعة عامين ، واختفت معه مفاهيم الهوية الوطنية للجيش اليمني المزعوم ، إذ اصبح مسلحو القاعدة وداعش متعددي الجنسيات هم ” الجيش الوطني ” ، فهكذا هي اللعبة الأمريكية إذاً ، فأنصار الشريعة في عدن يمكن أن يصبحوا غداً هم قوات الحماية الرئاسية التابعة لهادي ، وتنظيم القاعدة في أبين سيكون بعد غدٍ هو النخبة الحضرمية. مثلما كان داعش والقاعدة في المكلا وسيئون ثم صارا ” الجيش الوطني ” في محافظة البيضاء .