إحذر!!.. نقاط أمنية في اليمن تنتهك حرمات النساء والاطفال
انتهاكات واسعة يتعرض لها المواطنون المسافرون من شتى محافظات الجمهورية في الطريق الى عدن
تتواصل التعسفات والابتزازات على طريق (تعز- عدن) من قبل النقاط الامنية التابعة لقوات الحزام الامني الذين تستأجرهم السعودية والامارات
تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
يتحدث مسافرون عن مواقف ومآسي وإهانات يتلقونها من قبل مسلحي المرتزقة في النقاط الامنية التابعة للاحتلال الاماراتي، والتي تعبر عن ثقافة رسختها قوات الاحتلال في نفوس مأجوريها، عكست قبح المناطقية والتفتيش عن الهويات وتاريخ الميلاد، في سلوكيات همجية يتبرأ منها اليمن حضارة ومعتقداً.
وحوش آدمية لا تستثني اطفالاً ولا نساء، تبحث عن النصر المحرم عليها ميدانياً في أنين وآهات ودموع الاطفال، وتفتش عن رجولتها المفقودة في انتهاك ستر حرمات النساء.
معاناة على الطريق
هاني أحمد أحد الركاب المسافرين القادمين من عدن، قال لوكالة الصحافة اليمنية:
تذكرني التصرفات التي نلاقيها في النقاط الامنية في الحبيلين بما كان السلطات السعودية تعامل به اليمنيين عند دخولهم الى الاراضي السعودية، من التفتيش الدقيق ونزال الركاب بعوائلهم واطفالهم والمسنين والمرضى، دون رحمة، والبقاء في النقاط لساعات، ومن ثم يحاولون منع بعض النساء أو الاطفال من الدخول بسبب عدم وجود أسم الطفل في جواز السفر الخاص بأمه، ومسجل في جواز سفر والده، وبعض التعسفات التي كانوا يحاولون عرقلة دخول اليمنيين الى المملكة.
وأضاف: نحن اليوم نعاني من النقاط الامنية التابعة لمرتزقة التحالف اشد من هذا التعامل، فمقابل التعنت والتعسف، يتعرض البعض للإهانات والضرب، والاعتقال، اذا ما حاول الاعتراض على اي اجراء منهم.
وقال: في أكثر من مرة يتم انزال الاطفال والنساء والمرضى والمسنين من الحافلات، ونقابل بألفاظ سيئة، وابتزاز لأصحاب الحافلات واخذ المبالغ المالية مقابل السماح لها بدخول او الخروج من عدن، وقد حصل ذلك اكثر من مرة.
وواصل حديثه بالقول: حتى ان بعض المسافرين من اصحاب المحافظات الجنوبية الشرفاء يحاولون التدخل، لكن جنود النقاط يتلفظون عليهم بالكلام السيء، والسب والشتم واحياناً الضرب، وقالوا لنا انتم اصحاب المحافظات الشمالية كرماء “واحذي انصار الله ولا وجيه هؤلاء المرتزقة التابعين للإمارات والسعودية”.. لقد سئمنا من هذه التصرفات، أين الدم اليمني الحر والغيرة على شعبه ووطنه، مقابل أيش يفعل هذا أهله وشعبه، مقابل يرضي دول العدوان والاحتلال، اين النخوة والشهامة والرجولة، كيف يرضى ان نساء واطفال اليمن وكبار السن يهانوا بهذه الطريقة.
انعدام الوازع الديني
أما “مرشد” فهو يسافر للعمل اكثر من مرة ويضطر لأصحاب اسرته ليتجنب العرقلة والتعسف من قبل النقاط الامنية في عدن، وقال:
برغم كل هذا فنحن نتعرض للإهانة والتعسف حتى ولو كان بين الركاب نساء واطفال، فهم لا يراعون اية اخلاق او مبادئ في تعاملهم معنا.
وأضاف: في احدى المرات اجبروا الحافلة على التوقف في النقطة الامنية ومنعوها من الدخول وقاموا بإنزالنا منها بالقوة الى باصات صغيرة كانت تقف في الطرف الاخر من نقطة الحبيلين، وبعد مشادة كلامية من سيدفع اجرة الباصات هذه، من اين لنا فلوس، وكيف نتزاحم في هذه الباصات ومعانا امراض وعوائل، لكن ما باليد من حيلة.
وعند سؤالنا كيف تتصرفون مع اصحاب هذه الباصات الصغيرة ومن يدفع لها؟ أجاب:
يجبر السائق الحافلة الشركة على دفع المبلغ الذي يتراوح ما بين 25000-30000 ريال، وبعدها نسافر على هذه الباصات الصغيرة، ونعاني التعب والضنك من هذه الاجراءات… والمشكلة اننا بمجرد ان نسير نصف ساعة في الطريق نفاجئ بان الحافلات قد اخلي سبيلها وسمح لها بالدخول نحو صنعاء بدون ركاب.. فلماذا كل هذا التعنت والتعسف، من قبل هؤلاء، ومن يخدمون بتصرفاتهم هذه.. نتحاور معهم اذا تريدون فلوس أعطيناكم اسمحوا لنا بالمرور ، يرفضون ذلك وينفذوا ما يريدون بالقوة، وبدون وازع ديني او اخلاقي او انساني، هكذا يعبثون بالناس.
وقال: هم يضعون الاعذار بان الباصات والسيارات المسافرة تقوم بنقل مقاتلين من انصار الله الى عدن، فهل هؤلاء الاشخاص المسنين قادرين على القتال وحمل السلاح، هؤلاء الاطفال هل هم مقاتلين ويحملون السلاح، وهل هؤلاء النساء مقاتلات ويحملن السلاح، هؤلاء ركاب مسافرين إما لطلب العلاج في الخارج او السفر من اجل عمل مع ازواجهم او اولادهم، فلماذا كل هذا التعنت.
اجبرنا على العودة من حيث اتينا
حسين الجراحي، في أحدى رحلات سفره من الحديدة إلى عدن قال:
بعد ان قطعنا أكثر من 18 ساعة سفر نحو عدن، لتوقفنا احدى نقاط الامنية في الحبيلين، بمنعنا من الدخول الى عدن.. الباص كان محمل بالمسافرين من العائلات التي تحمل اطفالها معها، ورجال كبار السن، لنمنع من الدخول، وطلب من الحافلة العودة الى الحديدة بالركاب، وبعد محاولات معهم، كان الرد بشعاً جداً ودون رحمة، مع التلفظ بالإهانات والشتم والتهديد بالتحرك من النقطة والعودة من حيث اتت الرحلة، لنعاود الرحلة من جديد ولكن من حيث اتينا.. لا يقدرن تعب السفر ولا طول المسافة ولا ما تحمله هذه الباصات من النساء والاطفال والامراض، وبكل تجرد من كل قيم الانسانية تعود الباصات ادراجها الى الحديدة.
هيئة تنظيم النقل البري
طرحنا السؤال على الجهات المعنية وعن الحل الذي يمكن ان يتخذ من قبلها تجاه ذلك.. لنطرح سؤالنا على الاخ وليد عبدالله الوادعي رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري.. الذي قال:
أن الهيئة تلقت العديد من الشكاوي من الشركات العاملة في مجال النقل البري عن قيام هذه النقاط الأمنية في مداخل المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي بإنزال الركاب من أبناء المحافظات الشمالية من على متن الحافلات ومنعهم من الدخول وإرجاعهم من حيث جاءوا مما تسبب في وفاة العديد من المرضى.
وأوضح إن الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري هي هيئة مدنية معنية بتنفيذ قانون النقل البري في عموم الجمهورية اليمنية وينبغي تسهيل عملها المتمثل في تسهيل خدمات تنقل المواطنين ونقل احتياجاتهم.
وأشار الوادعي إلى إن الهيئة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد لم تألوا جهدا في تقديم خدماتها بصورة مستمرة لجميع المواطنين وبما يضمن حرية التنقل والحركة الآمنة وبسعر يتناسب والظروف العامة التي تمر بها البلاد. وقال:
لقد أدانت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري، في أكثر من بيان لها الأعمال التعسفية التي تمارسها النقاط الأمنية التابعة لمرتزقة الاحتلال السعودي الإماراتي بمداخل المحافظات الجنوبية، وما تمارسه تلك النقاط من إجراءات تعسفية لمنع أبناء المحافظات الشمالية من العبور، وما يتعرضون له من أشكال الابتزاز والتعسف المناطقي وإعاقة حرية حركتهم وتنقلاتهم عبر حافلات النقل البري العاملة في اليمن إلى مقاصدهم.
مضيفاً أن مثل هذه الأعمال تمثل انتهاكا صارخا لحرية المواطنة وتتنافى مع القيم والأخلاقيات والأعراف التي تقوم عليها تركيبة المجتمع اليمني الثقافية، وتتعارض مع حرية التنقل والحركة للمواطنين من وإلى وبين محافظات الجمهورية على امتداد التراب الوطني.
داعياً منظمات المجتمع المحلية والدولية والمنظمات الحقوقية للضغط على تحالف العدوان للنأي بخدمات النقل العامة ومصالح المواطنين اليمنيين وحرية تنقلاتهم عن هذه التصرفات العنصرية والمناطقية المبتذلة التي يلجأ إليها أصحاب النفوس الخبيثة من مرتزقة الاحتلال في التعبير عما يحملونه من مشاريع تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي وبث روح الحقد والكراهية والفرقة والهاء الشرفاء من أبناء اليمن قاطبة عن مواجهة قوى العدوان ومرتزقته.
مقدماً الشكر لكل شركات النقل التي تعمل ليل نهار في تقدم الخدمة دون تميز وفي ظل صعوبات جمة واحياناً تكون ضحية وهدف لقذائف العدوان كما حصل في عدن، لأحدى باصات الشركات التي كان على متنها اكثر من 30 راكب من الاطفال والنساء استشهد منهم ما يقارب الــ 17 راكباً.