تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة تصريحاته بخصوص تركيا، وقد ركزت كبريات الصحف العالمية اليوم على ما قاله ترامب حول إمكانية تدمير الاقتصاد التركي كلياً إذا ما قررت الحكومة التركية مهاجمة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
وجاءت تصريحات ترامب المتصاعدة عقب الانسحاب التدريجي للقوات والمعدات الأمريكية من سوريا تاركاً الأكراد يواجهون مصيراً غامضاً فيما يتعلق بأي هجوم تركي قد يطالهم دون توفر الحماية الكافية لهم في ظل تواضع مقدرتهم القتالية فيما لو قرر الجيش التركي بدء توجيه ضربات لهم.
وتناولت CNN الأمريكية تغريدة ترامب على تويتر بتدمير اقتصاد تركيا والتي قال فيها “سنهاجم مجددا من قاعدة مجاورة حالية إذا أعادت (الدولة الإسلامية) تشكيل صفوفها. سندمر تركيا اقتصاديا إذا ضربت الأكراد. أقيموا منطقة آمنة (بعرض) 20 ميلا.. وبالمثل، لا نريد أن يستفز الأكراد تركيا“.
فيما تطرقت الـ bbc إلى التوتر القائم بين أمريكا وتركيا حيث ذكرت أن ترامب بدأ الانسحاب من سوريا قائلا: إن مَن تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية يمكن استهدافه من “قاعدة قريبة” دون أن يحددها، كما أن لم يوضح الكيفية التي ستمكنه من الإضرار بالاقتصاد التركي.وأضاف ترامب إن “روسيا وإيران وسوريا كانت أكبر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة الطويلة المدى لتدمير” تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت (وكالة فرانس 24) الإخبارية أن تصريحات ترامب جاءت إثر الخلاف الأخير بين واشنطن وأنقرة بعد قرار ترامب المفاجئ الشهر الماضي بسحب 2000 جندي أمريكي على الأرض في شمال شرق سوريا ، والذين يشاركون مع القوات الكردية في المنطقة في الحرب ضد داعش ويعملون مع تركيا.
رد فعل تركي
لم تنتظر تركيا كثيراً للرد على الرئيس الأمريكي بهذا الخصوص حيث بادرت بالرد المتوقع وإبداء الكبرياء غير آبهة بالتهديد وجاء ذلك على لسان وزير خارجيتها ميفلوت تشافوشوغلو الذي قال إن ” أنقرة لن تخيفها أي تهديدات” لكنه في ذات الوقت لم يبد أعتراضاً على ما أسماه ترامب بالمنطقة الآمنة في شمال سوريا.
وكالة (رويترز) ذكرت على لسان وزير الخارجية التركي قوله أن لاشيء يمكن أن يتحقق عن طريق تهديد تركيا اقتصادياً مضيفاً بأن بلاده تعمل بما هو مطلوب لحفظ السلام ومنع الانتهاكات.
وأضاف بلهجة ساخرة أنه “لا ينبغي للشركاء الاستراتيجيين أن يتواصلوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي “.مشيراً إلى تغريدة ترامب في تويتر.
عطفاً على ما سبق يتضح أن الرئيس الأمريكي أراد التبرير لانسحاب 2000 جندي كانوا يتواجدون كحلفاء مع الأكراد في شمال سوريا في إشارة إلى أن الانسحاب لا يعني التخلي عن القضية برمتها وأن واشنطن ستتابع مستجدات الشرق الأوسط وسوريا تحديداً، فتحذيره لتركيا جاء من منطلق أن الأكراد ربما شعروا بالخذلان وهذا أقرب للواقع فأراد تطمينهم بأن الجيش الأمريكي سيتواجد في الوقت المناسب خاصة وقد وجه دعوة صريحة للأكراد بعدم استفزاز تركيا بالمقابل.
الجانب التركي أكد في معرض رده أنه يلتزم بالمطلوب أمنياً منه، ويوافق على المنطقة الآمنة في خطوة تؤكد عدم نية تركيا تصعيد حدة الخلاف مع أمريكا في هذا الجانب، لكنها في ذات الوقت أكدت أنهم لا يخشون أي تهديد وأن الحسابات الأمريكية الداخلية وتواصلهم مع شركائهم لا يجب أن يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.