تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الأمريكي ترامب سحب قواته من شمال سوريا والبالغ عددهم 2000 على اعتبار أن ” داعش هُزم” حسب قوله؛ إلا أن التفجير الانتحاري الذي صادر حياة خمسة جنود أمريكيين باستهداف دورية عسكرية تابعة لهم أعاد الأمور إلى بدايتها فيما يبدو.
ردود الفعل التي انبثقت عقب قرار ترامب بالانسحاب وبحسب محطة (سي ان ان) الأمريكية بدأها قادة عسكريون حذروا ترامب من خطأ الانسحاب وقالوا بأن داعش لا تزال موجودة، ولعل إعلان الجماعة الإرهابية مسؤوليتها عن التفجير في مدينة منبج السورية هو تأكيد لرأي القادة العسكريين.
النقاش الذي جرى في قاعدة الأسد العسكرية في الأول من ديسمبر الماضي وضم سفير الولايات المتحدة في العراق دوجلاس واللواء لاكامرا ومستشار الأمن القومي جون بولتون والسيدة الأولى ميلانيا ترامب ومسؤولين آخرين، تم إبلاغ ترامب بأن جيوب مقاتلي داعش لا تزال في وادي نهر الفرات وأن الجيش الأمريكي لم يقض بعد على جميع معاقلهم. وقال له القادة إن الولايات المتحدة نجحت في استعادة المناطق الأخرى ، لكن المهمة لم تنته بعد.
إصرار الرئيس
ومع كل تلك التحذيرات والنصائح إلا أن ترامب مضى في تنفيذ أوامره وبدأ فعلياً سحب قواته من شمال سوريا والتي قد تستغرق عدة أشهر، بعد أن اتخذ ترامب نهجا أكثر حذرا بعد أن حذره كبار الضباط العسكريين من أن الانسحاب الكامل والمفاجئ يمكن أن يؤدي إلى عودة ظهور داعش. وفي حين أن الانفجار الذي وقع في منبج السورية سلط الضوء على الرئيس ، إلا أن ذلك لم يزعزعه من قناعاته بأن القوات الأمريكية يجب أن تبدأ بالعودة بعد سنوات من الارتباطات الخارجية، حيث قالت السكرتيرة الصحفية الأمريكية سارة ساندرز للصحفيين “لقد تم إطلاع الرئيس بشكل كامل وسنواصل مراقبة الوضع الحالي في سوريا”.
وكان ترامب قد كتب على تويتر مع بداية السنة الجديدة: “بدء الانسحاب الذي طال انتظاره من سوريا في الوقت الذي ضربت فيه الخلافة الإقليمية القليلة المتبقية من داعش بقوة ، كما وجه في ذات السياق تحذيراً لتركيا بأنه سيدمر اقتصادها لو هاجمت الأكراد شمال البلاد وطالبهم بإنشاء منطقة آمنة بطول 30 ميلاً لكنه لم يتحدث عمن سيمول المنطقة.
ما بين التحذيرات من استمرار تواجد داعش وما قيل عن هزيمتهم بشكل كلي، يبدو المشهد في سوريا أكثر وضوحاً، التفجير جاء رداً على تصريحات ترامب لإحراجه وإيصال رسالة تفيد بأن داعش من الصعب القضاء عليهم، وأن هناك ما يدور في رأس الرئيس الأمريكي الذي يعرف جيداً أنه تسرع في سحب قواته تاركا حلفائه يواجهون مصيراً غامضاً.