“توماس فريدمان” يدعو لإنشاء أجيال عربية لا ترى في أمريكا و إسرائيل قوات إحتلال
“توماس فريدمان” يدعو لإنشاء أجيال عربية لا ترى في أمريكا و إسرائيل قوات إحتلال
متابعات//وكالة الصحافة اليمنية//
دعا الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إلى ضرورة أن يشهد الشرق الأوسط ثورة تعليمية على الطريقة الأمريكية وزيادة في عدد مدارسه وليس في عدد الدبابات والأسلحة، مؤكداً أن البلد الوحيد من بلدان “الربيع العربي” الذي شهد انتقالاً سلمياً من الديكتاتورية إلى ديمقراطية دستورية هو تونس، التي كان للمرأة فيها حقوق كبيرة.
وتابع في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية معترفاً بتدخل امريكا في تونس قائلاً إن “تونس هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي حققت الغايات التي كنا نرغب بها بشدة في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن وأفغانستان، حيث إنها لم تكلف أمريكا سوى مستشارين عملوا هناك خلال السنوات الخمس الماضية، ونحو مليار دولار كمساعدات وثلاث ضمانات قروض منذ الثورة التونسية”.
وأضاف فريدمان: “إنه بالمقارنة فإن الولايات المتحدة تنفق نحو 45 مليار دولار سنوياً في أفغانستان، وبعد 17 سنة وفي إطار جهود أمريكية لتحويلها لدولة ديمقراطية، وهو فرق كبير”.
ولا تزال تونس، بحسب الكاتب، تعيش ديمقراطية ضعيفة نسبياً؛ فهي تشهد إضرابات عمالية وتعيش أزمة دولة مجاورة وهي ليبيا غير المستقرة، وأيضاً بطء النمو الاقتصادي ما دفع الحكومة إلى طلب قرض من صندوق النقد الدولي عام 2016، وأسهم كثيراً في وضع قيود على الحكومة في إطار توظيف الشباب.
ويطرح فريدمان تساؤلاً عن الأسباب التي جعلت تونس تنتقل الى الديمقراطية في حين فشل الآخرون؟ ليرجع ذلك إلى الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، الذي قاد تونس بعد الاستقلال وحتى تنحيته من السلطة عام 1987.
و تابع فريدمان مادحا الرئيس التونسي بورقيبة في عدم رفعه شعار العداء لكيان الاحتلال أنه “على الرغم من أن بورقيبة كان رئيساً مدى الحياة كعادة الحكام العرب، فإنه كان فريداً ومميزاً عنهم؛ فهو أبقى الجيش صغيراً جداً ولم يضيع أربعة عقود في شعارات تدمير إسرائيل، وقام بتعليم المرأة التونسية وتمكينها، وسمح لمجموعات المجتمع المدني بالعمل، ومنها نقابة العمال ونقابة المحامين ونقابات نسائية، وهي النقابات التي أسهمت بشكل فعال مع الحركات الإسلامية في إسقاط حكم خلفه زين العابدين بن علي”.
كما يضيف فريدمان أن الله قد أنعم على تونس بقلة النفط في أراضيها لذا كان عليها أن تستثمر في تعليم شعبها، مؤكداً أن تونس نجحت في خلق ثقافة حافظت على الثورة الديمقراطية.
ويعود فريدمان إلى قرار الرئيس دونالد ترامب الأخير بسحب القوات الامريكية من سوريا، ورغبته الخروج من أفغانستان، مبيناً أنه “كان على حق في سحب القوات من أفغانستان، فلقد هزمنا القاعدة هناك وآن الأوان من أجل بدء التفاوض مع طالبان وباكستان، ومن ثم فإن الأفضل هو الخروج على مراحل”.
وبالنسبة لسوريا فيرى فريدمان أن على الولايات المتحدة أن تحتفظ بقواتها هناك زاعماً “ليس لأننا لم نهزم داعش، ولكن لأن ظهور داعش هو نتيجة للصراع السني الشيعي الذي تقف وراءه كل من إيران والسعودية، ظهرت داعش كنتيجة لما تقوم به إيران من دعم لمليشيات شيعية في العراق وسوريا، مارست التطهير العرقي وجردت السنة في العراق وسوريا من السلطة، وما دامت إيران تتبع هذه السياسة فإن داعش سيظهر بشكل أو بآخر” و هو كلام مناقض جداً لاعترافات هيلاري كلينتون بمسؤولية الادارة الأمريكية عن انشاء داعش لمحاربة حركات المقاومة عن طريق سوريا والعراق اللتان تدعمانها في مواجهة اسرائيل.
هذا هو السبب، من وجهة نظر فريدمان، الذي يجعل من عملية السلام السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ليس بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنما بين إيران والسعودية.
ويرى فريدمان أن القوة الأمريكية الصغيرة وغير المكلفة في شرق سوريا مهمة لضمان أمن الاكراد وأيضاً تحقيق الاستقرار في تلك المناطق، ممَّا يمنع حدوث موجة جديدة من اللاجئين.
ويرى الكاتب الصهيوني أن على الولايات المتحدة أن تنفق ملياري دولار من 45 ملياراً ستوفرها من سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، هذا المبلغ القليل نسبياً، لإنشاء جامعات في العالم العربي كله، وإطلاق برنامج للمنح الدراسية بتمويل أمريكي، وتوسيع التأشيرات التي تمنح للطلاب العرب وخاصة النساء للدراسة في أمريكا، وتقديم منحة دراسية لـ5 آلاف طالب إيراني.