نيويورك تايمز: علينا إنقاذ حياة لجين الهذلول
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية// كتب المعلق الأمريكي المعروف نيكولاس كريستوف مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز”، يتحدث فيه عن الناشطة السعودية السجينة لجين الهذلول. ويقول كريستوف في مقاله، الذي جاء تحت عنوان “كانت تريد قيادة السيارة فسجنها حاكم السعودية وعذبها”: “تذكروا هذا الاسم: لجين الهذلول (29 عاما)، المدافعة الشجاعة عن المساواة بين الجنسين، وهي في سجن في […]
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
كتب المعلق الأمريكي المعروف نيكولاس كريستوف مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز”، يتحدث فيه عن الناشطة السعودية السجينة لجين الهذلول.
ويقول كريستوف في مقاله، الذي جاء تحت عنوان “كانت تريد قيادة السيارة فسجنها حاكم السعودية وعذبها”: “تذكروا هذا الاسم: لجين الهذلول (29 عاما)، المدافعة الشجاعة عن المساواة بين الجنسين، وهي في سجن في السعودية، وهناك تقارير تقول إن حلفاءنا السعوديين عذبوها، بل عرضوها أيضا لأسلوب الإيهام بالغرق”.
ويشير الكاتب في مقاله، إلى أن المجتمع الدولي شجب وغضب لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست”، الذي كان يعيش في فيرجينيا في الولايات المتحدة، و”كان جمال صديقا لي، وأشعر بالغيظ من عدم تحميل الرئيس دونالد ترامب وغيره المسؤولين السعودية مسؤولية قتله وتقطيعه”.
ويقول كريستوف قائلا: “لكننا لن نعيده للحياة مرة أخرى، ودعونا بدلا من ذلك الالتفات إلى الذين لا يزالون على قيد الحياة مثل الهذلول ومعها تسع نساء ناشطات في مجال حقوق الإنسان معتقلات، تعرض بعضهن للتعذيب”.
ويلفت الكاتب إلى أن “الرئيس ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومستشاره جارد كوشنر راهنوا كثيرا على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلا انهم خدعوا؛ فـ(أم بي أس) كما يعرف، ليس مصلحا عظيما، ولم يخرج نظيفا من جريمة مقتل خاشقجي، ولم يطلق سراح الهذلول وغيرها ممن قادوا على مدى سنين حملة سلمية مستمرة للسماح للمرأة بقيادة السيارة”.
وينوه كريستوف إلى حياة الهذلول ونشاطها، قائلا إنها “اعتقلت عام 2014، عندما قادت سيارتها إلى السعودية برخصة قيادة إماراتية، والمرخص بها شكليا في السعودية، وكانت الهذلول واحدة من نساء رشحن أنفسهن للانتخابات البلدية في عام 2015، لكنها خسرت، وانتقلت إلى الإمارات، إلا أن قوات الأمن السعودية عام 2017، قامت بشكل فعلي باختطافها وزوجها وأعادتهما إلى المملكة، وانفصل الزوجان، ومع أن هناك روايات متضاربة عن سبب الطلاق، إلا أن البعض يعتقد أن الانفصال كان بسبب الضغوط التي مارستها الحكومة على الزوج”.
ويفيد الكاتب بأنه قبلقبل مدة قصيرة من السماح للمرأة بقيادة السيارة، في حزيران/ يونيو 2018، اعتقلت الحكومة الهذلول إلى جانب عدد من الناشطات اللاتي كافحن من أجل حق القيادة، الذي كانت الحكومة سترفع عنه الحظر.
وينقل كريستوف عن شقيقتها عليا الهذلول، التي تعيش في بلجيكا، قولها في مقال “مؤلم”، نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في قسم الرأي هذا الشهر: “قالت إنها احتجزت في زنزانة انفرادية، وضربت وتعرضت لأسلوب الإيهام بالغرق، وعذبت بالصعقات الكهربائية، وتحرشوا بها جنسيا، وهددت بالاغتصاب والقتل”، وكتبت بناء على ما قاله والداها بعد زيارتهما لها: “والدي شاهدا فخذيها مسودين بسبب الكدمات”.
ويعلق الكاتب قائلا: “رغم التهديدات بالاغتصاب والقتل ورمي جثتها في المصارف الصحية، فإن الهذلول لم تسكت، وأخبرت والديها بالتعذيب”، مشيرا إلى ما كتبته شقيقتها، بأن لجين “كانت ترتعش باستمرار، ولم تكن قادرة على الإمساك بشيء، أو المشي بطريقة طبيعية”.
وينوه كريستوف إلى أن النساء الأخريات عانين من المعاملة ذاتها، بحسب تقارير منظمة “هيومان رايتس ووتش” و”أمنستي إنترناشونال” وعائلاتهن، وقلن إنهن تعرضن للتعذيب بالصعقات الكهربائية والجلد، وأجبرن على معانقة وتقبيل بعضهن، وهددن بالاغتصاب، وأكثر من هذا، وتم تقييد بعضهن إلى السرير وجلدن.
وتورد الصحيفة نقلا عن سارة ليا ويتسون من منظمة “هيومان رايتس ووتش”، قولها: “تقدم حالة لجين أساليب القيادة السعودية التي لا يمارسها إلا قطاع الطرق، المصممة على القيام بانتقام سادي ضد أي مواطن يتجرأ على التفكير الحر”، وأضافت: “الشعب السعودي مدين وبشكل كبير للجين”، مشيرة إلى أن الحكومة السعودية لم ترد على أسئلة حول الهذلول، إلا أن صحيفة موالية للحكومة أشارت إلى أن لجين الهذلول “خائنة” وتستحق الإعدام.
ويقول الكاتب إن السعودية زادت من حملات الإعدام في الفترة الأخيرة، حيث وصل العدد إلى 150 العام الماضي، وطلب المدعي العام ولأول مرة حكم الإعدام ضد ناشطة في حقوق الإنسان، وداعية سلمية، وهي إسراء الغمغام.
ويعلق كريستوف على ما يقوله الرئيس دونالد ترامب حول السعودية، وبأنها حليف مهم، قائلا: “هو محق، ولهذا السبب فإنه من المهم أن يكون لديها حاكم محتشم، وقائد حداثي، بدلا من شخص يعادي جيرانه، ويختطف رئيس وزراء لبنان، ويغزو اليمن، ويقتل صحافيا، ويعذب ناشطات جريئات”.
ويرى الكاتب أن “السياسة السعودية غامضة، لكن هناك همسات عن عدم ترفيع ولي العهد لمنصب الملك بعد وفاة والده، إلا أن ترامب وبومبيو وكوشنر يتصرفون بصفتهم حماة وداعمين لـ(أم بي أس) ليتورط العالم بمحمد بن سلمان الحاكم المزعزع للاستقرار، وخلال نصف القرن المقبل”.
ويذهب كريستوف إلى أن “أمريكا لا تملك نفوذا لتحسين وضع حقوق الإنسان في دول مثل الصين وفنزويلا وإيران، لكن لديها نفوذ ضخم على السعودية؛ لأنها تعتمد علينا في أمنها، لكن ترامب وبومبيو وكوشنر يرفضون استخدام هذا النفوذ”.