المصدر الأول لاخبار اليمن

السودان.. تجمّع المهنيين يقود ثورة فجرها شعب بلا قائد

السودان.. تجمّع المهنيين يقود ثورة فجرها شعب بلا قائد

 تقرير //وكالة الصحافة اليمنية//

رغم أنّ تأسيسه ليس وليد الاحتجاجات الأخيرة التي سطع نجمه فيها، إلا أنّ “تجمّع المهنيين السودانيين”، وبلا قادة معروفين بالنسبة للشعب، تمكّن من حشد السودانيين للتظاهر ضدّ نظام الرئيس عمر البشير، ليكون الواجهة غير الحزبية للشارع المعارض.

وعن انطلاقة هذا التجمّع، قال المتحدث باسمه، محمد يوسف المصطفى، في اتصال مع وكالة “فرانس برس” من الخرطوم، إنّ “المشهد السوداني كان يفتقد سياسياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً إلى قائد”.

 

 الشعب هو القائد

وتابع أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة الخرطوم البالغ من العمر 68 عاماً، أنّ “القوى السياسية المفترض بها أن تقود الحراك منقسمة على نفسها بين معسكرين، معسكر قوى الإجماع ومعسكر نداء السودان، وبالتالي، كانت الغالبية في السودان تبحث عن قائد”.

 

وأضاف المصطفى إن: “تجمّع المهنيين” قرّر أن يكون “مركز العمل وأن ينظّم ما يقوله الناس ويضفي عليه معنى معيّنا، لكن القائد هو الشعب”.

وأكد المتحدث باسم التجمع عدم وجود هيكل تنظيمي للتجمع مثل الأحزاب، إذ يستلهم قوته من “العمل الجماعي”، كما لا توجد إحصاءات مسجلة بعدد المنضوين في صفوفه، مشيرا إلى أنهم لا يفكرون في تحويل الكيان المهني إلى حزب أو كيان سياسي.

نقطة الإنطلاق

 

ونوه المصطفى إلى أنه ونظراً لحظر القانون تشكيل نقابات مهنية مستقلة وإنما نقابات تضمّ جميع العاملين بالمؤسسات بدون فصل، فقد قرر 200 أستاذ بجامعة الخرطوم تشكيل تجمعاً مهنياً غير رسمي، وكانت تلك البداية التي شجعت المهنيين في أنحاء العاصمة كافة على تشكيل تجمعات مشابهة.

وأشار المصطفى إلى أنه في عام 2016، قرّرت ثمانية من التجمعات المهنية المنفصلة، ضمنها البيطريون والإعلاميون والصيادلة والمعلمون والمحامون، تأسيس “تجمع المهنيين السودانيين”، موضحاً أنّ ذلك كان مخالفاً للقانون “ولا تعترف الحكومة به، لكنه يتماشى مع الدستور في مادته الـ40″، حسب قوله.

وتنصّ المادة 40 من الدستور على أنه “يُكفل الحق في التجمع السلمي، ولكل فرد الحق في حرية التنظيم مع آخرين، بما في ذلك الحق في تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية أو الانضمام إليها حمايةً لمصالحه”.

وكان تجمع أساتذة جامعة الخرطوم الذي يضم 200 أستاذ، وفقاً للمصطفى، هو البداية في عام 2012، مؤكداً أنه “أصبح في كل مدينة من مدن السودان تجمعاً للمهنيين حالياً”.

طريقة تحشيد غريبة

 

 

من جهته، قال الكاتب الصحافي السوداني، فيصل محمد صالح، لـ”فرانس برس”، إنّ “الطريقة التي يتبع المتظاهرون بها هذه المجموعة (التجمّع) غريبة”، مشيراً إلى التزام المتظاهرين بالساعة التي يحددها التجمّع للتظاهر وعادةً ما تكون الواحدة ظهراً.

وأضاف صالح “إنه إنجاز لهذه المجموعة، آخذين في الاعتبار أنّ المتظاهرين لا يعرفون القادة الرئيسيين لها، إنهم فقط يثقون بها”.

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت الدعوة الأولى من “تجمّع المهنيين” لتظاهرة نحو القصر الجمهوري “لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحّي الرئيس فوراً عن السلطة، استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقناً للدماء”. واقترح التجمّع أنه في حال وافق البشير على التنحّي “فستتشكّل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محدّدة ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السوداني”.

ونفى المصطفى، وهو عضو “الحركة الشعبية لتحرير السودان” المعارضة، وجود نية لتحويل التجمع إلى كيان سياسي. وقال “ليس هناك تفكير في تحويل الكيان المهني لحزب أو كيان سياسي، خصوصاً أنّ لدينا العديد من المهنيين هم بالفعل أعضاء في أحزاب سياسية”.

بدوره، قال محمد الأسباط، أحد متحدثي التجمّع، والمقيم في باريس، إنّ التجمّع “نجح في جذب قوى المعارضة الرئيسية في البلاد؛ الإجماع ونداء السودان، لتلتفّ حوله وتوقّع معه ميثاق الحرية والتغيير مطلع الشهر الجاري”.

وأضاف “اليوم، انضم إلى الميثاق 19 تنظيماً وحركة ومؤسسة من سياسية إلى شبابية إلى فئوية، ويهدف إلى إسقاط النظام وإقامة الديمقراطية”.

 

وسائل التواصل

 

وتعدّ مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” وسائل الإعلام الرئيسية التي يعوّل عليها شباب التجمّع في التواصل والتعبئة. واعتبر الأسباط أنّ “حفاظ التجمّع على السلمية والتواصل الناعم هو سبب الالتفاف الجماهيري حوله”.

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا إلى مظاهرات في مختلف مدن وقرى السودان تتحرك بإتجاه القصر الرئاسي.

كما دعا التجمع إلى سلسلة من التظاهرات والمواكب خلال الأسابيع القليلة الماضية في مناطق مختلفة من الخرطوم ومدن أخرى. وكانت الاستجابة واسعة من قبل المواطنين.

وتشكك الحكومة السودانية في تجمع المهنيين وتتهمه بالعمالة للخارج، لكن ذلك لم يمنع السودانيين من الالتفاف حوله، وتأييد مطالبه بالتغيير.

 

أهداف التجمع

 

تكوين تجمع يحظى بالثقة لقيادة المعارضة عوضا عن الأحزاب التقليدية.

إيجاد بديل للنقابات الرسمية التي يسيطر عليها النظام.

إيجاد أداة لتنفيذ العصيان المدني والإضراب كوسيلة سلمية للتغيير السياسي.

ويتكون تجمع المهنيين من 8 تنظيمات أبرزها:

تحالف المحامين الديمقراطيين

شبكة الصحفيين السودانيين

لجنة الأطباء المركزية

لجنة المعلمين السودانيين

 

المطالب الأساسية

 

 

التنحي الفوري للبشير دون شروط

تشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية لأربع سنوات.

وقف الانتهاكات وإلغاء القوانين المقيدة للحريات.

وتم الاتفاق عليها وصدرت كوثيقة موقعة في مستهل عام 2019 في الخرطوم.

ويحرص التجمع على الحفاظ على سرية نشاطه وتحركاته، وكذلك إخفاء معلومات منتسبيه خشية تعرضهم للإعتقال، ففي الداخل السوداني لم يتم الإعلان سوى عن الطبيب الشاب محمد ناجي الأصم كأحد الناطقين الرسميين باسم التجمع قبل اعتقاله من قبل السلطات. وكذلك عن الدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى الأستاذ الجامعي في الخرطوم، أما في الخارج فيتحدث باسمه رسميا كل من الصحفي محمد الأسباط في فرنسا والدكتورة سارة عبد الجليل في بريطانيا.

 

قد يعجبك ايضا