المصدر الأول لاخبار اليمن

ماذا وراء زيارة نتنياهو إلى المغرب؟

تحليل : وكالة الصحافة اليمنية//

أكد نشطاء مغاربة، الاثنين، رفضهم زيارةً محتملةً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى بلادهم منضمين وقفة احتجاجية شارك فيها العشرات أمام مبنى البرلمان.

الوقفة التي دعا إليها “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع” وهو جهة غير حكومية، تطالب الحكومة المغربية بعدم استقبال نتنياهو في مارس/آذار حسبما ذكرت تقارير إعلامية.

وقبل أيام قليلة، روجت وسائل إعلام إسرائيلية (القناة الثانية العبرية وصحيفة يسرائيل هايوم وقناة I24 NEWS)، نقلاً عن صحيفة “لو ديسك” المغربية الناطقة بالفرنسية، أنباء تفيد بأن نتنياهو سيزور المملكة المغربية قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية (انتخابات الكنيست) المقررة في التاسع من شهر أبريل/ نيسان المقبل.

لماذا يزور نتنياهو المغرب؟
بحسب الأنباء المتداولة، فإن الزيارة التي يخطط لها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات مع المغاربة بوساطة أمريكية، تأتي بغرض نقل مبادرة أمريكية للعاهل المغربي الملك محمد السادس هدفها حل الصراع المستمر في الصحراء المغربية التي تعتبرها المملكة المغربية جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

وتلفت بعض الصحف إلى أن نتنياهو سيناقش ملف التهديد الإيراني، إلى جانب ملف الصحراء الغربية، وسيقوم بالوساطة لدى الطرف الأمريكي لصالح المغرب لكسب التأييد المغربي ضد الممارسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأن المغرب سبق أن أعلن مقاطعة إيران بزعم تقديم “حزب الله اللبناني” الذي تدعمه طهران مساعدات لجبهة “البوليساريو”.

في المقابل ترددت أنباء تقول إن الزيارة تأتي بغرض تدشين كنيس “سلات عطية” بمدينة الصويرة (غرب البلاد) بعد تجديدها.

ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه الأنباء بأن “بلاده لا تدير اتصالات مع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل” بحسب الصحافة العبرية، لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن “نتنياهو معني بالتطبيع مع الدول العربية، وأن التقارب مع المغرب يعد جزءًا من اهتمامه بالتقارب مع العالمين العربي والإسلامي قبيل طرح “صفقة القرن” التي ستقدمها الولايات المتحدة لحل الصراع العربي الإسرائيلي.

في المقابل، التزم المغرب الصمت ولم يعلق بالتأكيد أو النفي على التقارير التي تتحدث عن الزيارة، لكنه نفى في بيانات سابقة وجود أي علاقات تجارية أو سياسية مع إسرائيل.

وبدأت أزمة الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني لها وتحول النزاع بين المغرب و”البوليساريو” إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991 بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وفيما تصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح الحكم الذاتي الموسع تحت سيادة المغرب حلاً لإنهائها، تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، الأمر الذي تدعمه الجزائر التي تأوي نازحين فارين من الإقليم بعد أن استعادته المغرب ما يؤزم العلاقة بين الجارتين العربيتين.

نشطاء مغاربة يحذرون من ابتزاز المغرب
من جهته، دعا المرصد المغربي لمناهضة التطبيع لوقفة أمام البرلمان اعتراضاً على الزيارة متسائلاً “إسرائيل التي تسعى دوماً لتفتيت المنطقة، كيف ستسعى لمغربية الصحراء؟ وهي القضية التي تحتاجها دوماً لابتزاز المغرب عبر اللوبي الصهيوني بأمريكا؟”.

ولفت المرصد في بيان إلى أن: “قضية الصحراء بالنسبة للكيان الصهيوني مثل بقرة حلوب لا يمكنه التفريط فيها كما يروج إعلامه لتبرير الزيارة المشؤومة لنتنياهو (إن حدثت) .. بل سيسعى الصهاينة لإدامة التوتر المغاربي وتأجيجه”.

وأضاف: “إنها الخيانة عندما تجعل من فلسطين والقدس بضاعةً للبيع مقابل شراء الرضا الصهيوأمريكي الذي لن يناله إلا من غرق في وسخ العمالة”.

وخلال الوقفة التي تمت الاثنين أمام البرلمان، ردد النشطاء عبارات ترفض الزيارة المحتملة لنتنياهو وتنتقد مظاهر التطبيع، حسبما أفاد مراسل الأناضول.

وصرح أحمد ويحمان، رئيس المرصد للأناضول قائلاً إن الوقفة تهدف إلى “إيصال رسالة باسم الشعب المغربي برفضه الزيارة المفترضة لنتنياهو للبلاد” مشيراً إلى أنه “لا يمكن أن نسمح لهذه الزيارة أن تتم، وسنلجأ إلى كل الوسائل لمنعها”.

لم تتوقف احتجاجات النشطاء المغاربة عند هذا الحد، فمن المنتظر أن يشاركوا في إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة ‎قابلة للتجديد بعد 3 أيام للضغط على الحكومة لإلغاء الزيارة، وفق ما دعا إليه المرصد، كما أنهم نشطوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعبيراً عن رفضهم الزيارة محذرين الحكومة المغربية من “خراب” إذا استقبلت نتنياهو.

الوصول عبر تونس والجزائر
في الأُثناء، كشف موقع “أنباء تونس”، نقلاً عن مصادر جزائرية وصفها بـ”الموثوقة”، رفض السلطات التونسية والجزائرية “بشدة” السماح لطائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي عبور الأجواء التونسية والجزائرية باتجاه المغرب.

وقالت المصادر للموقع التونسي إن “مسؤولين فرنسيين وأمريكيين وإسبانيين وسعوديين وإماراتيين مارسوا ضغوطاً كبيرة على المسؤولين التونسيين والجزائريين من أجل إعطاء الضوء الأخضر لتعبر طائرة رئاسية إسرائيلية أجواء البلدين بهدف الوصول إلى المغرب”، مشددةً على “الالتزام بإبقاء الأمر طي السرية والكتمان، وعدم تسريبه للصحافة حتى لا يتسبب في ردة فعل شعبية غاضبة على حكومتي البلدين”
مؤكدةً أن “الضغوط تمت لكن دون جدوى”.

كما لفتت المصادر ذاتها إلى أن السلطات التونسية والجزائرية رفضتا اقتراحاً فرنسياً آخراً يقضي بإرسال طائرة مغربية لنقل رئيس الوزراء الإسرائيلي وعبور الأجواء التونسية والجزائرية بشكل عادي وغير ملفت للانتباه” ولم تستبعد وجود “تنسيق تونسي جزائري حول هذا الرفض”.

وزعمت المصادر أيضاً أن الزيارة المزعومة كانت مقررة نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، ملمحةً إلى تأجيلها بناءً على طلب من السلطات المغربية.

ولا تُقيم أي دولة عربية باستثناء مصر والأردن علاقات دبلوماسية معلنة مع الكيان الصهيوني بموجب اتفاقيات السلام بينها. وفي حال تمت الزيارة، سيصبح نتنياهو ثاني رئيس وزراء إسرائيلي يزور الرباط، التي زارها من قبل إيهود باراك، في عام 1999، لحضور جنازة العاهل المغربي السابق الملك حسن الثاني، والد الملك محمد السادس.

……………………..

المصدر: رصيف 22

قد يعجبك ايضا