ترجمة خاصة // وكالة الصحافة اليمنية//
تناولت صحيفة “اندبندت” الإنجليزية تقريراً حول ما وصلت إليه أوضاع سكان محافظة الحديدة اليمنية التي تتعرض للقصف والحصار من قبل دول التحالف بقيادة السعودية، وما أسفرت عنه النتائج الأولية لانهيار هدنة السويد بين الأطراف اليمنية التي تفاوضت الشهر الماضي في ستوكهولم.
وقالت الصحيفة أنه وبالرغم من اتفاق السلام يُعاني سكان مدينة الحديدة اليمنية من الجوع وبات الكثيرون يأكلون من القمامة بينما ينزف آخرون حتى الموت في منازلهم التي دمرها القصف حيث اندلع القتال في المدينة الساحلية الاستراتيجية بعد انهيار الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
وفي حديثها للأندبندت قالت الدكتورة والناشطة في مجال حقوق الانسان أشواق محرم قالت: الناس تتضور جوعاً وتموت إنها شاهدت المدنيين الجرحى يهلكون في سيارات الإسعاف التي تحاول التنقل عبر الطرق الجبلية الوعرة إلى بر الأمان. ورغم التأكيدات بأن اتفاق وقف إطلاق النار بين حكومة صنعاء ووفد الرياض سيسمح بتدفق المساعدات إلى المدينة الساحلية ، قالت إن الهدنة فشلت قبل أن تبدأ حتى.
ولا تزال الحديدة، التي تمثل المدخل الرئيسي للإمدادات الغذائية والطبية في اليمن ، تتعرض للقصف، وهو ما يصعب من دخول سيارات الإسعاف إلى بعض المساعدات إلى المناطق التي يحدث فيها إطلاق نار أو تتعرض للقصف. وتابعت الدكتورة أشواق: في منطقة واحدة على طول الساحل أصيبت أسرة بأكملها بالقصف وتوفي جميعهم، تخيل عائلة بأكملها تنزف حتى الموت.
وواصلت: إن الإمدادات والمساعدات كادت تتلاشى وارتفعت أسعار المواد الغذائية ، مما يعني أن بعض الأسر اتجهت إلى القمامة للعثور على الطعام. على مدى السنوات الأربع الماضية، تدير السيدة محرم عيادة متنقلة لتمد يد العون والعلاج الطبي للأشخاص في القرى والبلدات النائية ، لكن العديد من المواقع أصبحت الآن بعيدة المنال.
“على طول الساحل هناك مناطق اعتدت زيارتها لاصطحاب الطعام والدواء. لكن البعض لم أتمكن من الوصول إليهم منذ أبريل الماضي “لا أعرف أي شيء عنهم” ، بحسب قولها.
تأتي تصريحاتها في الوقت الذي صرحت فيه الإمارات ، وهي جزء من تحالف تقوده السعودية تقاتل في اليمن، إن قواتها مستمرة في القصف وأنهم على استعداد لمواصلة الضرب رغم اتفاق الهدنة المفترض.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، اعترفت الأمم المتحدة بأنها أعطت مهلة تنتهي في 7 يناير / كانون الثاني لإنهاء الصراع والانسحاب من المدينة الساحلية الرئيسية في اليمن.
ووفقاً لاتفاق تم توقيعه في ديسمبر / كانون الأول في السويد ، كان من المفترض أن تتولى إدارة محلية السيطرة وأن تراقبها بعثة خاصة للأمم المتحدة، لكن حتى الآن يتبادل الطرفان الاتهامات.
مارتن غريفيث ، مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن قال ، إنه قلق للغاية بشأن تجدد الأعمال العدائية، وحث على “إعادة الانتشار السريع” وفقاً لاتفاق السلام.
لكن أربع سنوات من الحرب لم تظهر أي ملامح على النهاية، وقتل خلالها ما يقدر بنحو 60 ألف شخص في الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
من جهة ثانية قالت السيدة محرم إن السكان اليائسين سئموا من الوعود بهدنة ووصفوا اتفاق ستوكهولم بأنه “لا قيمة له”.
ووصفت النساء الحوامل اللواتي يحاولن الولادة بأنه من المؤسف اعتبارها تخمة شبع في حين أنهن حوامل لا أكثر ،في حين أن الأمهات الجدد لم يتمكن من الإرضاع من الثدي لأنهن مصابات بسوء التغذية.
وقالت إن طفلا عمره ثماني سنوات ، كان وزنه أكثر بقليل من هيكله العظمي. وحذرت وكالات الإغاثة من أنه خلال الأشهر الستة الماضية وحدها أكثر من نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية.
وقالت المنظمة “أنقذوا الأطفال” إن آلاف العائلات ما زالت تتدفق من الحديدة خشية تجدد الصراع وكثير منهم يكافحون من أجل توفير المواد الأساسية مثل الطعام والوقود والأدوية.
ولفتت السيدة محرم إلى إن الذين بقوا في منازلهم كانوا يبحثون عن تدابير يائسة لإطعام عائلاتهم، وقالت إنها شاهدت العديد من الأخبار عن تهريب الأعضاء ، وأن الناس يسافرون إلى دول مثل مصر ليبيعوا كليتيهم.
يضاف إلى ذلك أن هناك زيادة في زواج الأطفال دون السن القانوني وقالت إن الآباء كانوا يائسين لدرجة أنهم كانوا يزوجون بناتهم في سن الثانية عشرة فقط لتأمين المهر حتى يمكن للأسرة أن تأكل وتعيش.
وفي معرض سردها للأزمة قالت الدكتورة أشواق: إنه من شبه المستحيل العثور على السلع الأساسية بما في ذلك حليب الأطفال ، وهذا يعني أن العديد منهم يجب أن يستغرقون أربع ساعات وأكثر للوصول إلى العاصمة صنعاء للحصول على احتياجاتهم.
وختمت محرم:”يزعمون أن هناك وقف لإطلاق النار ، لكننا نرى ضربات جوية وقصفًا كل يوم. الضحايا يقعون كل يوم “. “الاتفاق لا قيمة له، يجب أن تنتهي الحرب. يجب أن ينتهي الحصار.