رفض رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي لقاء نائب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن معين شريم الذي كان طلب مقابلة رئيس اللجنة غداة وصوله إلى صنعاء أمس السبت، ورجع ذلك بسبب عدم قيام الأمم المتحدة بتحمل مسئوليتها في إلزام فرع البنك المركزي في عدن بصرف رواتب الموظفين في كل المحافظات.
وأتهم رئيس اللجنة الثورية العليا الأمم المتحدة بأنها وفرت التغطية وقدمت التسهيلات لجريمة نقل البنك المركزي اليمني بناء على تعهد القائمين بفرع البنك في عدن بالالتزام بصرف رواتب الموظفين في كل المحافظات دون تمييز إلا أنهم لم يقوموا بذلك.
وجاء ذلك في رسالة خطية تسلمها نائب مبعوث الأمين العام اليوم بصنعاء قدم فيها رئيس اللجنة الثورية العليا اعتذاره عن اللقاء به .
وقال الحوثي في رسالته: “مع استمرار الأمم المتحدة في عدم تحمل مسئوليتها إزاء ذلك وإزاء معاناة الشعب اليمني نتيجة استمرار الحصار وحرمان الموظفين من حقوقهم وتدهور الأوضاع المعيشية بشكل عام”.
وأضاف:” فإن الشعب اليمني قد فقد الثقة بالحوارات السياسية العقيمة التي لم تؤمن للمواطن لقمة عيشه حتى ساء حال الملايين ووصلوا إلى حد المجاعة بسبب نقص المتطلبات الأساسية والضرورية، ولهذا فإنه لا يمكننا إلا أن نقف إلى جانب شعبنا ونعبر عن آلامه، ولهذا نعتذر عن اللقاء بكم”.
وفي سياق متصل بعث محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم رسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس تضمنت التأكيد على أن تسليم المرتبات لجميع موظفي الدولة ونفقات التشغيل للمستشفيات ومؤسسات الدولة الخدمية وغيرها يمثل بداية الحل الحقيقي للخروج من شبح المجاعة الذي يهدد الشعب اليمني، وصولاً إلى فك الحصار البري والبحري والجوي.
وشدد محمد الحوثي في رسالته للأمين العام – التي تسلمها نائب مبعوثه في صنعاء – على ضرورة التزام الأمم المتحدة للشعب اليمني بتسليم مرتبات الموظفين الناتج عن تمرير المنظمة الدولية لقرار نقل عمليات البنك المركزي، وتمكين الطرف الآخر من الموارد العامة للدولة وعلى رأسها العملة المطبوعة في روسيا التي تقدر بستمائة مليار ريال.
مشيرا إلى الضغوط التي مارستها المنظمة الدولية عبر مبادرات فاقمت الأوضاع الإنسانية في اليمن حين ربطت بين تسليم الموانئ والمنافذ وتسليم المرتبات.
ولفت الحوثي إلى أن الأوضاع المأساوية التي وصل إليها الشعب اليمني لم تكن غائبة عن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حيث قد تضمنتها إحاطة مبعوث الأمين العام بتاريخ 31/ أكتوبر/ 2016م .
وقد أشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في احاطته إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي يهدد بخلق أزمة إنسانية كبيرة ، أكبر من الحاصلة حالياً،أن لم تتخذ خطوات صارمة وبأسرع وقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وأكدت الإحاطة توقف صرف الرواتب بالفعل لمعظم العاملين في القطاع العام، وكانت هذه الرواتب مصدر الدخل الوحيد للعديد من العائلات اليمنية.
وحذر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة من أن عدم صرف الرواتب بأسرع وقت ممكن فإن المزيد من اليمنيين سيواجهون الفقر المدقع ويضطرون إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية بشكل أساسي للبقاء على قيد الحياة.
هذا وكان معين شريم نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، قد وصل صباح أمس السبت إلى العاصمة صنعاء، قادماً من مقر عمله في العاصمة الأردنية عمان بهدف الإلتقاء بقيادة المجلس السياسي الأعلى والحكومة بهدف مناقشة وصول المساعدات الإنسانية والبحث عن خارطة سلام جديدة.