في صنعاء القديمة.. مآذن للايجار .. والأوقاف تشارك في تدمير التاريخ..
الأوقاف تؤجر مئذنة في صنعاء القديمة..!!
استطلاع – خاص //وكالة الصحافة اليمنية//
عن ألق وجمال وروعة صنعاء القديمة يتحدثون كثيرا وبصنعاء التاريخ والحضارة يفاخرون لكن أحدا لا يتحدث ولا يهتم بما تعانيه المدينة العتيقة من آلام وأوجاع.
وزارة الأوقاف التي كان يفترض بها الاسهام بفاعلية في حماية مساجد ومآذن ومنازل صنعاء القديمة أقدمت سواء بصورة مباشرة أو من خلال أشخاص وموظفين لديها بممارسة فعل يتجاوز ما يقوم به الاشخاص العاديون من عبث، حيث قامت بشق جسد مئذنة مسجد “عقيل” في قلب مدينة صنعاء القديمة والذي يقع تحت إشرافها المباشر، وتحويل قاعدة المئذنة إلى محل تجاري قامت بتأجيره لأحد تجار الأقمشة.
صنعاء القديمة.. تحفة الانسان وإرثه التاريخي الأزلي تعاني اليوم كثيرا ومنازلها وحتى مآذنها تتوجع وتئن بصوت عال يملأ أزقتها ضجيجا ويسكن الأعين صداه، لكن أحدا لا يسمعها أو يهتم لما تعانيه من آلام، أو يبادر لتضميد جراحها التي تنزف على مسمع ومرأى من الجميع كل يوم وكل لحظة.. جراح تزداد عمقا وتتوغل في جسد وقلب التاريخ.
” وكالة الصحافة اليمنية ” خلال تجوالها في أزقة وأسواق صنعاء القديمة فوجئت بالكثير من الجراح التي استهدفت جسد المدينة العتيقة وحولت مبانيها التاريخية إلى أشبه ما يكون بجذوع أشجار اللبان التي تنهال عليها معاول وأزاميل المتاجرين بما يفرزه نزيفها الذي يفقدها الحياة وينتهي بها في محارق الأيام.
عبث حكومي
العبث الذي طالما تحدثنا عنه وناشدنا الجهات ذات العلاقة بوضع حد له لم يعد يتوقف عند حدود المخالفات التي يقوم بها الاشخاص العاديون بل وصل لدرجة قيام جهات حكومية مسؤولة – يفترض بها حماية صنعاء القديمة – إلى ممارسة العبث تحت مبررات واهية ودونما وعي أو إدراك للعواقب السلبية المترتبة على ما تفعله، ولا تدرك أنها تمنح بمثل هذا الفعل العبثي المشروعية وتدعو سكان صنعاء لتقليدها والمضي في توسيع الاسواق التجارية على حساب المنازل التاريخية التي ستتهاوى أمام حمى المال.
قبح الفعل استهدف قامة المئذنة وأفقدها جمالها وبهاءها وأخفى معالمها عن عيون المارة وزوار المدينة وما تشاهدونه في الصور التي تم التقاطها يكفي لنقل المشهد الذي أصبح عليه حال المئذنة والمكان يشكل عام.