تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
بعد أن قتلته وسائل إعلام التحالف عشرات المرات، أعاده اليوم ناطق التحالف العقيد تركي المالكي إلى واجهة الإتهامات الجوفاء مجدداً.
المالكي الذي أقترفت بلده، قائدة تحالف العدوان على اليمن، جرائم حرب وإبادة هي الأفضع في تاريخ الحروب الحديثة، ظهر اليوم ليمارس مهمته في الكذب والتمادي فيه، فقام بتحميل رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي مسئولية عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة.
يبدو أن التعاطي المرن لمحمد علي الحوثي مع الأحداث السياسية الساخنة في اليمن، قد حرك غيرة قادة التحالف والموالين له، كونه يفاجأ العالم باستمرار بمقترحات تخدم السلام داخل بلده، السلام الذي يحفظ لليمنيين كرامتهم.
خصوم رئيس اللجنة الثورية العليا تؤذيهم مبادراته المتكررة الهادفة للسلام، ومع كل مبادرة يطلقها الحوثي أو تصريح تحمله صفحته في “تويتر”، يشتعلون غيضاً، ويحولون غيضهم إلى قصف جوي “مسعور” يذهب العشرات من اليمنيين المدنيين الإبرياء ضحايا له.
ردات فعل التحالف وقادته والموالين له إزاء مبادرات “الحوثي” الداعية للسلام، تثبت أنهم عاجزين عن مجاراته في ذات التوجه المحمود، وأنهم جاءوا لتحقيق أهدافهم “الخبيثة” في اليمن من قتل وتدمير واحتلال ونهب..وجميعها أهدافاً لا يمكن أن توضع في خانة موازية للسلام، السلام الذي لا يمل “لحوثي” من الحديث عنه والتأكيد على أنه خيار مشروط بالحفاظ على الكرامة، واحترام السيادة.
في 31 يناير الفائت، نشر محمد علي الحوثي تغريدة مشبعة بالمصداقية على “تويتر” قال فيها:”نحن مع العودة لطاولة الحوار وتشكيل لجنة مصالحة وطنيه والاحتكام لصندوق الانتخابات لانتخاب رئيس وبرلمان يمثل كل القوى باليمن ووضع ضمانات دولية ببدء إعادة الإعمار ومنع أي اعتداء من دول اجنبية على اليمن وجبر الضرر وإعلان عفو عام وإطلاق المعتقلين لكل طرف ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاء”.
التغريدة،أعلاه، قدمت بإيجاز رؤية للسلام العادل والمصالحة الوطنية والعفو العام وتبادل إطلاق المعتقلين وجميعها تُعد بمثابة خارطة طريق من شأنها نقل الفرقاء اليمنيين إلى مرحلة بناء اليمن الجديد دون تدخل أجنبي “سافر” أو اعتداء “همجي”.
بإمكان أي مسئول أممي، أو حقوقي التفتيش في صفحة “الحوثي” على “تويتر” وفي خطاباته “الجماهيرية”، وتقييمها بإنصاف، سيجدها ممتلئة بمبادرات سلام، وبين سطورها ثمة إنسانية غير متكلفة.. وسيعثر على رجل يجيد “الدبلوماسية” ببساطة وصدق.
بالمقابل، يريد قادة التحالف فرض معايير دخيلة على “الوطنية” و”السيادة”، معايير تجعله باسطاً نفوذه الاحتلالي الاستغلالي في بلد صاحب تاريخ عريق جداً.. ومعايير تنتزع “اليمن” إما بمال ملوث، أو بتدمير حاقد سكب غله -وما يزال – على أجساد أطفال غضة صواريخاً وقنابل محرمة دولياً ومقاتلات لاحقت أوليئك الأطفال حتى إلى مدارسهم.
واليوم يحاول المالكي ناطق التحالف التغطية على مؤامراتهم في اليمن وجرائمهم بحق شعبه التي أصبحت مكشوفة للعالم بأكمله، وقد استجمع هذا المالكي بغضه وكذبه ليُحمل “محمد علي الحوثي” مسئولية عرقلة تنفيذ وقف إطلاق النار في الحديدة.. ولكن هل ما يزال هناك من يصدق “المالكي”؟ وهل ثمة حقيقة واحدة قدمها فعلاً خليفة “العسيري” الذي كافأه بن سلمان بتحميله مسئولية قتل جمال خاشقجي بطريقة وحشية؟.. ألم تثبت تقارير الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات حقوقية وإنسانية كالهيومين رايتس والعفو الدولية، فضلاً عن كبريات الصحف العالمية أن المالكي ،ومن قبله العسيري، كاذب ببجاحة؟!.
بالمقابل ،هل كان كاذباً كلام الحوثي عن الأوضاع الإنسانية في اليمن؟!.. فماذا عن تقارير الأمم المتحدة بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن التي أظهرت في عديد تقارير لها حجم الكارثة التي يعاني منها الشعب اليمني بسبب العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن في إطار تحالف عربي ودعم لوجستي أمريكي أصبح معلوم للجميع؟.
سيواصل المالكي تبريره غير المقنع لكل جريمة جديدة ترتكبها قوات التحالف ومرتزقته، وسيسعى إلى مغالطة العالم، وحجب حقيقة الظلم الذي تتعرض له اليمن أرضاً وإنساناً بغربل “بن سلمان”.. وسيستمر الحوثي في التمسك بالسلام المشرف، ولن تتوقف مبادراته للمصالحة الوطنية الشاملة والعادلة.. وثمة فرق شاسع بين غايتن الأولى “انتهازية بشعة” لن تتحقق للمالكي أبداً.. والثانية وطنية خالصة ستتحقق للحوثي ولو بعد حين.