مستشرق إسرائيلي: السعودية تكثف حواراتها مع المسيحيين واليهود
مستشرق إسرائيلي: السعودية تكثف حواراتها مع المسيحيين واليهود
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
قال المستشرق الإسرائيلي مردخاي كيدار إن “النقاش الجاري في أوساط المثقفين السعوديين داخل المملكة يزيد في الآونة الأخيرة من الحديث عن الحوار مع الآخر (المسيحي واليهودي)، باعتباره أحد مظاهر التسامح الإسلامي، لكن ذلك يخفي إشارات واضحة إلى الاتصالات القائمة بين السعودية وإسرائيل، وهؤلاء المثقفون ينظرون إليها بإيجابية في ظل الخوف السعودي من إيران”.
وأضاف كيدار في مقاله على موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، أن “التهديد الإيراني يوحد بين السعوديين والإسرائيليين، والجانبان يتشاركان معا في الخشية من النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، مع أن دعوة هؤلاء المثقفين السعوديين للحوار مع الآخر تصطدم بالأفكار الوهابية التي تقوم على أساسها المملكة، وتدعو لعدم إجراء أي تقارب مع الآخر الديني، كي لا يتم التشويش على المسلمين في أفكارهم ومعتقداتهم”.
وأشار كيدار أستاذ الدراسات الشرق أوسطية بالجامعات الإسرائيلية، إلى أن “السعودية تخوض صراع البقاء أمام ما تعتبره الكراهية الفارسية القادمة من إيران، بزيادة أحاديث الناطقين باسم المملكة عن إجراء اتصالات مع الأمريكيين والإسرائيليين، الذين يعتبرون (آخر) من الناحية الدينية، وقد تجلت مؤخرا في زيارة البابا فرانسيسكو إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكشفت عن الكثير مما قد يقال عن طبيعة تعامل المسلمين مع الآخر والمختلف”.
وأوضح أن “المسلمين ما زالوا حتى الآن موجودين في وضعية الضعيف من الناحية الثقافية، المرتبطين بالآخر المسيحي واليهودي في كل ما يتعلق بشؤون حياتهم، بدءا بالملابس التي يرتدونها على أجسادهم، مرورا بالأدوية التي يتناولونها، والهواتف المحمولة التي يغردون عبرها على تويتر، وسيواصلون لعشرات السنين القادمة البقاء في حاجة هذا الغرب”.
وأكد كيدار، عضو الهيئة الأكاديمية لمجلس السياسات الدولية، والباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية بجامعة بار-إيلان، أن “المثقفين السعوديين المقربين من المملكة يطالبون بفتح المزيد من قنوات التواصل مع الكنيسة الكاثوليكية التي ينتمي إليها قرابة 1.2 مليار نسمة حول الكرة الأرضية، ولديها تأثير كبير من خلال الفاتيكان، ولدى البابا صلاحيات روحية واسعة عليهم رغم حالة العلمانية المتفشية في أوساط المسيحيين”.
كيدار يعود بالتاريخ إلى الوراء بالقول إن “السعودية رأت أهمية هذا الحوار مع الفاتيكان منذ عقود طويلة، بدأت عام 1972 زمن الملك الراحل فيصل، حيث عقد في الرياض في العام ذاته سيمينار لعدد من علماء الشريعة الإسلامية، ومنهم: محمد الحركان، راشد بن حنين، محمد بن جبير، عبد العزيز المسند.. بحضور عدد من كبار العلماء المسيحيين ووفد أوروبي ترأسه ماك برايد”.
وأضاف أن “العام 1974 شهد استقبال الملك فيصل لمبعوث البابا بولوس السادس، وحمل دعوة للعلماء السعوديين لزيارة الفاتيكان، وتمت الزيارة بالفعل برئاسة الشيح محمد الحركان وزير القضاء آنذاك، الذي التقى مع البابا ومجلس الكنائس العالمي، كما دعا الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز لإجراء حوار بين الأديان، وكان الملك السعودي الأول الذي زار الفاتيكان، والتقى البابا بانديكتس السادس عشر”.