أبدى وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان قلق بلاده من نشر تركيا منظومة الدفاع الروسية “إس 400”.
موقف شاناهان جاء في اجتماع ضمه ونظيره التركي خلوصي أكار في البنتاغون، حيث أعلن الأخير أن نشر أنظمة “إس- 400” سيبدأ في تركيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019. وتمّ خلال الاجتماع الاتفاق على مواصلة التعاون لتحقيق الاستقرار والأمن شمال شرق سوريا.
وأعلن البنتاغون أن مباحثات شاناهان وأكار جددت تأكيد أهمية العلاقة الدفاعية الثنائية، وأن النقاش تناول مجموعة من القضايا منها قلق واشنطن من احتمال شراء أنقرة منظومة صواريخ “إس 400” ، وأضاف البنتاغون أن الجانبين الأميركي والتركي اتفقا على مواصلة التعاون لتحقيق الاستقرار والأمن في شمال شرق سوريا.
وكانت شركة “روس أوبورون إكسبورت” الروسية قد أعلنت في 21 آب/ أغسطس 2018 أن روسيا ستبدأ توريد منظومة “أس – 400” إلى تركيا عام 2019.
ووقعت وتركيا، في كانون الأول/ ديسمبر عام 2017، اتفاقية بشأن قرض لتوريد منظومة الدفاع الجوي “أس – 400” حيث ستشتري أنقرة بطاريتين من هذه المنظومة، يشغلها موظفون أتراك.كما توّصل الطرفان إلى اتفاق بشأن التعاون التكنولوجي في هذا المجال، لتطوير إنتاج أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية في تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد هذا الأسبوع اعتزام بلاده المُضي قُدُماً في اتفاقها مع روسيا لشراء نظام “أس – 400″، متهماً الولايات المتحدة بـ”بالتحايل على أنقرة بغية إقناعها بالتخلي عن هذه الصفقة ، مشدداً على أن التراجع عنها “أمر غير وارد.”
وبحسب مصادر تركية مطلعة على الصفقة، فإن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ناشد أردوغان التخلي عن الصفقة المبرمة مع روسيا من أجل الحصول على صواريخ “باتريوت” سطح- جو الأميركية.
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تحدث سابقاً عن حثّه للجانب التركي على عدم شراء نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي، معتبراً أن امتلاك تركيا لهذه النظام يتسبّب بظهور المشاكل بينها وبين حلف شمال الأطلسي.
فيما رأى الخبير في الشؤون التركية محمد نور الدين أن واشنطن تضغط على أنقرة اقتصادياً من خلال ضرب الليرة التركية من أجل وقف صفقة أس – 400 مع روسيا.
وقال المحلل السياسي التركي سيركان دميرتاش لوكالة أنباء “شينخوا” الصينية: “لقد توترت المحادثات بين الحليفين (أميركا وتركيا) بسبب عدم تلبية صواريخ باتريوت للمتطلبات التركية”. وأوضح أن المطلب التركي بخصوص “العرض الأميركي كان لا يقتصر فقط على شراء نظامها، إذ أنه تضمن أيضاً الإنتاج المشترك ونقل التكنولوجيا وميزة السعر وفترة التسليم.”
وقد هددت واشنطن مراراً بفرض عقوبات على أنقرة في إطار قانون (مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات) المعروف اختصارا باسم “قانون كاتسا” – إذا اشترت تركيا أنظمة “إس-400” الروسية. كما حذرت الولايات المتحدة من أنها ستمنع تسليم مقاتلاتها الشبح “إف-35” إلى تركيا إذا أصرّت الأخيرة على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي.
وتنظر دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى شراء تركيا لنظام الدفاع الروسي بشك، حيث يُعتقد أن الصفقة لا تتماشى مع الأنظمة التي يعتمد عليها الحلف.
وتأتي خطة تركيا لشراء بطاريات (إس-400) بتكلفة تبلغ 2.5 مليار دولار، وسط تقارب تركي-روسي خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يمثل مصدر قلق لدول الناتو، ولا سيما الولايات المتحدة