إسقاط طائرة في صعدة وإصابة اخرى في العاصمة صنعاء ، انجازان نوعيان ومهمان كلاهما يكمل الأخر في لحظة فارقة ومنعطف مفصلي على طريق تغيير معركة الجو لصالح الجيش اليمني واللجان الشعبية، ووضع حد لتفوق سلاح لطالما اتكأ عليه العدو بارتكاب المزيد من جرائم القتل والتدمير بحق الشعب اليمني على مدى ما يقارب ثلاث سنوات .
جهود جبارة بذلتها الدفاعات الجوية الفنية والتكتيكية في تطوير الدفاعات الجوية منذ عامين عاكفةً الى جانب ذلك على تطوير وتوسعة الطاقة الانتاجية لخطوط انتاج صواريخ أرض جو محلية الصنع ، وأثمرت هذه الحهود في سماء محافظة صعدة وآتت أكلها في ظروف معقدة زماناً ومكاناً والنتيجة إسقاط طائرة سعودية من طراز “تورنيدو” ، الامر الذي اربك حسابات العدوان واجبر ناطقه العسكري على تكرار أسطوانة الخلل الفني المشروخة كوسيلة لتبرير الحدث والتقليل من تداعيات هزيمة لا شك في أن مفاعيلها تتجاوز قصر الرياض.
بعد ثلاث سنوات من الصمود اليمني وبالتزامن مع توجه السعودية لشراء القبة الحديدة الاسرائيلية للدفاع عن اراضيها ضد صواريخ اليمن البالستية ، ينهض الشعب اليمني كالمارد مجدداً ليصنع المعجزة التي تذهل العالم تباعاً.
شعبٌ محاصرٌ ، وموارده منعدمة كلياً ، يظهر للعالم فجأة بقدرات صاروخية وعسكرية نوعية مطورة محلياً بأيادي يمنية ، ومفاجأة تلو أختها تسبب صدمة لدول تحالف العدوان التي تمتلك فضاءً واسعاً من الحرية ولا تخضع لأي حصار او ازمات سيولة نقدية ، وتدفعها برغم ما تمتلكه من امكانات هائلة الى التوجه صوب اسرائيل وامريكا لاستجداء النصر مجدداً من هناك ضد شعب يمني مسحوق ، والبحث عن منظومات صاروخية عالمية لتشتريها دولة نظام آل سعود التي تسخر كل ثرواتها ونفطها لإثراء واشنطن وتل أبيب ولا توجه شيئاً من طاقتها الى بناء الداخل وتنمية شعبها وشعوب المنطقة.
الإنجاز الآخر الذي لا يقل اهمية عن اسقاط الطائرات هو ان كل المعطيات تشير الى ان المعادلة في الجو على وشك ان تتغير ووعود قيادة الثورة يجب ان يأخذها العدو على محمل الجد فهناك كفاءات يمنية تعمل بكل جدارة واقتدار على تطوير قدراتها ودفاعاتها لإحداث تحولات مرتقبة في موازين القوى على صعيد الداخل اليمني والاقليمي.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قد كشف في مناسبة اسبوع الشهيد في فبراير 2017، عن مفاجئة جديدة ستحول مجرى الحرب، تمثلت تلك المفاجأة في تطوير الدفاع الجوي التي ستترك تاثيرها وفاعليتها على كل المستويات وهذا ما نشهده اليوم في ارض الواقع.
وكما تشير المعلومات العسكرية ان الجيش واللجان الشعبية تمكنوا من تصنيع وتطوير صواريخ خاصة تقوم بإنزال الطائرات الحربية عبر رادارات ونظام دفاع جوي ارض- جو قصير ومتوسط المدى تشبه “راجمة “بانتسير-إس1″ الروسي” و ” منظومة فيربا”.
وقد أكدت مصادر عسكرية أنه تم اصلاح وتطوير منصات سام-2 و3 وسام-6 وصواريخ كتفية سام-7 وصواريخ ايجلا و قاذف صاروخ م/ ط “إيغلا-إس” المحمول على الكتف.
وكما يرى المراقبون، فان حرب اليمن بعد استهداف عواصم العدوان “الرياض وابوظبي” واسقاط طائراتهم، سوف يدخل في مساره الجديد، إما سنشهد حضور المزيد من الدبلوماسيين للتوسط مع حكومة الانقاذ في صنعاء لوقف الحرب، او تطور ارتفاع وتيرة الغارات على المحافظات اليمنية واطلاق المزيد من الصواريخ الباليستية اليمنية على مدن ومواقع استراتيجية في عواصم دول العدوان.
هذا السيناريو الجديد الذي يسقط مقاتلات التحالف العربي الغربي في اليمن رسم خارطة جديدة من شأنها تغيير موازين القوى، ولم تأتي وتتحقق هذه الاستراتيجية إلا من خلال التطور في الصناعات الدفاعية والهجومية على ايدي الشعب اليمني الصامد.
يذكر أنه ومنذ بدء العدوان في مارس 2015 قبل اسقاط هاتين الطائرتين، تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من اسقاط 5 طائرات حربية و 12 طائرة من نوع اباتشي وطائرات تجسس ابرزها طائرة “إم كيو” الأمريكية، لكن بعد اليوم سوف نشهد اسقاط المزيد من هذه المقاتلات، خصوصاً بعد ان اصبحت هذه التكنولوجية في قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
ورغم اعتراف بعض الضباط في قيادة التحالف بتطور الدفاعات الجوية اليمنية إلا أن التصريحات الرسمية التي تصدر عنهم تتمسك بـ “الخلل الفني” كسبب دائم لإسقاط طائراتهم في الاجواء اليمنية، كما ظلوا يصفون الصواريخ الباليستية بالمقذوفات والنيازك حتى وقد وصلت الى مراكز حكمهم في الرياض وابو ظبي.