بالصور: برنامج الغذاء العالمي يوزع ديدان وحشرات ومئات الأطنان من السموم للنازحين في صنعاء
بالصور: برنامج الغذاء العالمي يوزع ديدان وحشرات ومئات الأطنان من السموم للنازحين في صنعاء
صنعاء/ تقرير خاص- عبدالقادر عثمان// وكالة الصحافة اليمنية//
ليست دول تحالف العدوان وحدها التي لا تضع وزناً او قيمة لحياة المواطن اليمني ، وتقوم باستهداف الاطفال والنساء في مجازر وحشية يرتكبها طيران التحالف يومياً بمحتلف المناطق اليمنية.. فدعاة الانسانية ممثلون بمنظمات تابعة للأمم المتحدة يمارسون أبشع أنواع القتل والامتهان لكرامة الانسان اليمني تحت عناوين حقوقية وانسانية تحمل في باطنها الوحشية والازدراء لحياة كل طفل يمني وصحته وحاجته الملحة حتى الى لقمة العيش.
ها هو برنامج الغذاء العالمي الذي منحه اليمنيون ثقة كبيرة لتقديم المعونات الى اطفالهم ونسائهم وابنائهم المنكوبين ، نازحين ، ومتضررين من حرب امريكا الملعونة على الشعب اليمني ، يخون ثقة اليمنيين ويغتال الآلاف من أطفالهم ونسائهم، بذات اليد العقربائية التي يقدم بها الى المواطن اليمني المسحوق كيس الدقيق وعلبة التونا وجونية الأرز.
في فضيحة جديدة تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء ، خرج اليوم الى العلن حقيقة الجريمة المرعبة التي يرتكبها برنامج الغذاء العالمي بحق الشعب اليمني ، إذ أعلنت السلطات الرسمية المعنية في صنعاء أن مخازن الغذاء التابعة للبرنامج في مدرستي بغداد (شارع بغداد ) والمعتصم (شارع كلية الشرطة) تحتويان كميات كبيرة من الاغذية التالفة وغير صالحة للاستخدام البشري..
وكالة الصحافة اليمنية تلقت اتصالاً هاتفياً من إحدى الجهات المسؤولة في صنعاء يدعوها الى زيارة المدرستين ، وتصوير محتويات مخازن الغذاء العالمي التي وصلت مؤخراً الى اليمن كمساعدات للاطفال والنساء ومئات آلاف الجائعين ، وأن هذه الكميات الغذائية منتهية الصلاحية وتأكلها عشرات آلاف الديدان .
القتل الساحر ، والصامت ، لأطفال اليمن مصدره مخازن المواد الغذائية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في (صنعاء) ، توالت فضائحها وهي تتكشف للشعب اليمني بانها مخازن سموم قاتلة يبثها في اوساط اليمنيين كوكبة من دعاة الانسانية العالميين تحت عناوين وديعة حيناً مساعدات وحيناً اغاثات ..
في مخازن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وسط العاصمة اليمنية صنعاء تواجد مراسل وكالة الصحافة اليمنية ، هناك تتكدس كميات كبيرة من أكياس الدقيق والسكر والبقوليات ،بعضها غير صالحة للاستخدام الآدمي، ويتقاسم وزنها كم هائل من الديدان المنتنة، والبعض الآخر لم تصل إليه الديدان والحشرات التي نهشت تلك الكميات من المواد الغذائية التي يوزعها برنامج الغذائي العالمي على الشعب اليمني المنكوب ، كمساعدات هي أساساً حالة من الغش والخداع والتعمد والاصرار على نهب أموال المساعدات المقدمة من المانحين لليمن ، ومنح اليمنيين نسبة بسيطة جداً من تلك الاموال يتم بها شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية التالفة والمهينة للبشرية.
هيئة المقاييس وضمان الجودة في العاصمة صنعاء أكدت في رسالة لها أن المواد الغذائية التي تحتضنها عدد من المخازن التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في مدرستي بغداد والمعتصم بالعاصمة صنعاء هي مواد تالفة.
كارثة صحية
“وتتجاوز الكميات التالفة في مخزنين فقط للبرنامج (ألف كيس من فول الصويا، وأربعة آلاف كيس من الدقيق، عبوة الكيس الواحد 50 كيلوجرام، أي ما يعادل 200 طن من الدقيق، وقرابة أربعة آلاف كيس من السكر)”، حسب ما قال مدير عم الشؤون القانونية في الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية – عبدالكريم الشامي – لـ “وكالة الصحافة اليمنية”.
ويشير الإعلامي مختار الفقيه إلى أن العديد “من مدراء مدارس العاصمة صنعاء ومحافظة تعز وعدد من أعضاء المجالس المحلية في الحديدة وإب والمحويت أبلغوا عن وجود ديدان صغيرة في المواد الإغاثية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي يتم توزيعها للأهالي، مطالبين في الوقت ذاته بسحب الكميات من مراكز التوزيع التابعة للبرنامج”، وأضاف الفقيه قائلا: “هذه الأغذية لا تزيد الوضع الحالي لليمنيين إلا سوءً خاصة أن هناك عشرات الآلاف من الأسر بأمس الحاجة إلى هذه المساعدات لأن الحرب سلبتها مصدر عيشها وبالتالي فإن اعتمادها بشكل كبير على هذه الأغذية قد يضطرها إلى استخدامها حتى مع عدم صلاحيتها وهو ما يهدد بكارثة صحية خطيرة يكون ضحاياها الشريحة الواسعة من المجتمع”.
غير صالح للبشر
وقال الدكتور محمد الأصبحي – مدير الصحة التربوية في مكتب الأشغال بأمانة العاصمة – لـ “وكالة الصحافة اليمنية”: “تلقينا بلاغات من قبل مدراء مراكز توزيع الإغاثة بوجود تسوس في بعض المواد كالبازاليا الخضراء (الصويا) والدقيق، فقمنا بالنزول مع النيابة والهيئة اليمنية للمقاييس ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل”، مؤكدا أنهم قاموا بتفتيش المخزن الذي تم الإبلاغ عنه ليجدوا كميات كبيرة من المواد الغذائية التالفة ومنها البازاليا التي تعج أكياسها بالحشرات.
وأشار الأصبحي إلى أنهم قاموا بتحريز الكميات الموجودة في المخزن بحضور النيابة، وأضاف “أبلغنا النيابة في حينها بالتحفظ على هذه المواد وعدم السماح بتوزيعها؛ لمخالفتها شروط الجودة وعدم صلاحيتها للاستعمال البشري”، مؤكدا أن مثل هذه الأغذية “لا تحل المشكلة بالحل في الضغط على التحالف لإيقاف الحرب، وتقديم مساعدات إغاثية صالحة لا يترتب عليها أي مضاعفات صحية، لأن هذه المساعدات تؤثر على صحة المستهلكين خاصة النازحين الذين تفتك بهم الأمراض”.
من جانبه يقول المختص في التفتيش الغذائي بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة – محمد الشريحي – لـ “وكالة الصحافة اليمنية”: “سيتم إبلاغ البرنامج بالتحفظ على هذه الكميات التي تمكنا من فحصها وتصنيفها غير صالحة للاستخدام، وبالتالي يجب إتلافها في أماكن مخصصة”، وأضاف الشريحي قائلا: “بالنسبة للسكر والدقيق في المخزنين فقد تم أخذ عينات لفحصها وسنعلن نتائج الفحص خلال الأيام المقبلة، واحتمالية تلفها كبير جدا لوجودها بالقرب من البازاليا التالفة وهذا ربما تلف نتيجة التخزين لفترة طويلة دون الاهتمام بالحفاظ على الجو الصحي للمكان”.
رفع سقف المساعدات
وكان برنامج الغذاء العالمي قد صرح أواخر العام 2018 بأن سقف المساعدات الإنسانية في اليمن سيبلغ في العام 2019 الجاري 14 مليون حالة إنسانية، أي ضعف العدد للعام المنصرم، وأن نحو ثمانية ملايين يمني مهددون بسوء التغذية خاصة الأطفال والشيوخ، بعد بلوغ عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين ماتوا بسبب سوء التغذية نحو 80 ألف طفل.
وتزداد معاناة اليمنيين في ظل استمرار الحرب والحصار اللذين تسببا في النزوح وتشريد الآلاف وانقطاع فرص العمل وانهيار العملة المحلية، فيما تستمر المنظمات المعنية بحماية حقوق الإنسان بالتنديد فقط وتقديم المساعدات الغذائية والصحية التالفة بحسب الوثائق المتوفرة في مختبرات فحص عينات تلك المساعدات.