خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
أخذ الصراع المتصاعد بين ميليشيا حزب الإصلاح وجماعة “أبو العباس”، منحى مفزع من التطورات التي لحقت بأبناء تعز، وتحولت المدينة “الحالمة” على إثره إلى “كابوس” مخيف يداهم الناس ليلاً ونهاراً.
لقد أصبح الموت هو وجبة الصباح التي يستيقظ البعض لتناولها باكراً ومن فاته وجع الصباح التحق به ألم الليل وأطراف النهار، نيران لا تنقطع، طيران يحلق بجنون، ورجال يبطشون بما يقابلهم وإن كان طفلاً أو شيخاً أو أمراة، بل واصبح جيران الأمس أعداء اليوم.
نجيب ناجي حنش شاب متدين، يعرفه سكان حارته ومعظم الحواري المجاورة، لا شأن له بالإصلاح ولا علاقة تجمعه بأبي العباس، يملك في الحياة مهنته التي ورثها عن والده ” صاحب بسطة فواكه” لطالما كانت معظم ثمارها سبيلاً للفقراء وللمرضى ممن يرتادون المستشفى الجمهوري بتعز كونها تستند على سورها.
نجيب الذي انتقل إلى ربه شهيداً يوم أمس، كعادته فرغ من أداء صلاة الفجر في المسجد الذي يلتصق بمنزلهم، فتح دكانه بحثاً عن رزق البكور بعد أن أغلق بسطته التي توقف عن العمل فيها بعد أن بسط المتقاتلون على “الحارة” وحولوها إلى ميدان قتال وهدفاً للقنص والقصف العشوائي .
لم يكن أول زبائن نجيب سوى “الموت” فقد وصل إليه طقم ميليشيا الإصلاح الذين يرون في “لحيته” نموا نوويا يرعبهم وطالبوه بالذهاب معهم وتحت إصرارهم قابله الشاب بالرفض ببسالة، فما كان منهم سوى أن أطلقوا عليه النار بدمٍ بارد ورحلوا..
شاءت إرادة الله أن لا يموت في دكانه فقد هرع شباب من الحارة وأسعفوه إلى المستشفى الجمهوري لعلهم يحتفظون بروحه الطيبة التي ألفوها ، وما أن باشر الأطباء بعلاجه وتركيب “المغذيات” له في كلتا يديه، لم ترد الميليشا أن تنتهي القصة ولو ببصيص أمل لأهله ومحبيه، لقد داهموا المستشفى وأخذوه بغيبوبته ومغذياته، بكل وحشية قاموا بتصفيته ورميه في ممر السيول التي تعودوا أن يلقوا فيها جثث القتلى دون رحمة.