ترجمة خاصة// وكالة الصحافة اليمنية//
أكد المحلل السياسي والكاتب المتخصص في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط، ديفيد ويرنغ، إن “الحرب على اليمن حرب بريطانيا في المقام الاول” وأنها “ما كانت تبدأ من دون الدور البريطاني فيها”. مدينا بريطانيا بأنها “ساعدت في خلق أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.
وفي مقالة له نشرتها صحيفة الغاردين البريطانية الاربعاء، تحت عنوان “يمكن لبريطانيا أن توقف الحرب في اليمن خلال أيام. لكنها لا تفعل ذلك”، قال ويرنغ: “تدعي حكومة المملكة المتحدة أنها ليست طرفًا في الحرب ، لكن هذا أمر مخادع بشكل صارخ”.
وأضاف: “تعد بريطانيا عاملاً حاسمًا في تمكين حملة القصف السعودية التي تتميز بـ ‘هجمات واسعة النطاق ومنهجية’ على أهداف مدنية، على حد تعبير محققي الأمم المتحدة، مع سلسلة من الفظائع بما في ذلك حالات جرائم الحرب المحتملة”.
وتابع الكاتب البريطاني ديفيد ويرنغ: “قد لا تكون بريطانيا مقاتلًا رسميًا (على الرغم من أن هناك الآن تقارير عن وجود قوات خاصة بريطانية تعمل على الأرض)، إلا أنها مشارك وملحق لا غنى عنه”.
وأردف قائلا: “إذا كان الدعم البريطاني يجعل العنف السعودي ممكنًا، فهذا العنف هو العنف البريطاني أيضًا، مما يجعل المملكة المتحدة مسؤولة بشكل كبير عن كلفتها البشرية”.
الكاتب البريطاني ويرنغ استعرض جانبا من نتائج الحرب على اليمن قائلا: “دعونا نتذكر مدى المذبحة التي ساعدت بريطانيا في تحقيقها: يقدر عدد القتلى في اليمن بحوالي 60،000 يمني ، معظمهم من قصف التحالف السعودي الإماراتي”.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، أدت الأزمة الإنسانية التي من صنع الإنسان والتي نتجت في المقام الأول عن الحصار الذي فرضه التحالف إلى وفاة ما يقرب من 85000 طفل رضيع بسبب الجوع أو الأمراض التي يمكن الوقاية منها. وتحذر الأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص معرضون للخطر في ما قد يصبح أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام”.
وفي إثبات محورية دور بريطانيا في الحرب على اليمن، لفت الكاتب البريطاني ديفيد ويرنغ إلى فيلم وثائقي عرضته القناة الرابعة ليلة الاثنين بعنوان “الحرب الخفية لبريطانيا”.
وقال: “كشف الفيلم الوثائقي للقناة الرابعة، ليلة الاثنين “الحرب الخفية” في بريطانيا، عن عمق تورط المملكة المتحدة في تفجير المملكة العربية السعودية لليمن”.
وتابع: “أكدت شهادة العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم ما قلته مع مراقبين خبراء آخرين منذ فترة: أن واشنطن ولندن كان بإمكانهما سحب الحملة السعودية في أي وقت خلال السنوات الأربع الماضية”.
وعرج ويرنغ إلى دور بريطانيا في تسليح تحالف الحرب على اليمن وقال: “بموجب صفقة أسلحة موقعة من قبل حكومة حزب العمال الجديد، زودت بريطانيا السعوديين بأسطول من الطائرات العسكرية ‘تايفون’ وكذلك الإمداد المستمر من الذخيرة والمكونات والتدريب والدعم التقني اللازم للحفاظ على هذه الطائرات العاملة. وهذا يخلق درجة عالية من الاعتماد السعودي على الدعم البريطاني المستمر”.
وأضاف: “أخبر فني بريطاني سابق، تمركز في المملكة العربية السعودية حتى وقت قريب ، القناة الرابعة أنه إذا تم سحب هذا الدعم، فلن تكون هناك طائرة في السماء خلال سبعة إلى 14 يومًا”.
ويرنغ تابع في مقالته قائلا: “صرح ضابط سابق في سلاح الجو السعودي بشكل قاطع أن مواطنيه ‘لا يمكنهم إبقاء الإعصار في الهواء بدون البريطانيين’، وأنه على الرغم من أن الطائرات التي توفرها الولايات المتحدة تلعب أيضًا دورًا لا غنى عنه، فإن الإعصار البريطاني مهم للغاية لدرجة أنه ‘بدون إعصار سيوقفون الحرب’ “.
ورأى الكاتب البريطاني ديفيد ويرنغ أن “هذا ينطبق على العنف الداخلي المنظم في دول الخليج العربية”. وقال : “تنشر صحيفة الجارديان حصرياً هذا الأسبوع تقارير عن التحقيقات السعودية الداخلية التي تم تسريبها في تعذيب السجناء السياسيين، مما يدل مرة أخرى على أن الحديث عن ‘الإصلاح’ في عهد ولي العهد محمد بن سلمان هو مجرد دعاية، حيث يخفي تكثيف شديد للقمع”.
وأضاف: “في ضوء هذه الكشفات الأخيرة، من المغري بالنسبة لنا أن نتحدث عن الممارسات ‘البربرية’ لمملكة ‘القرون الوسطى’، وربما تعارض ذلك مع ‘القيم الغربية’. لكن المملكة العربية السعودية ليست في جزء صغير منها نتاج حداثة خاصة بنا، وهي دولة عمرها أقل من 100 عام، تأسست في شكلها الحالي بدعم حاسم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”.
وتابع : “طوال القرن العشرين وحتى القرن الحادي والعشرين ، خلال العقود الحاسمة لتشكيل الدولة مع ترسيخ الملوك الخليجيين لحكمهم ، زودت واشنطن ولندن الأنظمة بالضمانات الأمنية والأسلحة والتدريب لقواتها الأمنية”.
وانعكاسا لهذه السياسية البريطانية يرى ويرنغ أن “هذا مكن السعوديين وزملاءهم من العائلة المالكة من السجن وتعذيب المنشقين، وسحق جميع المنافسين وإغلاق أي إمكانية للتغيير السياسي، وكان ذلك مؤخرًا في البحرين في عام 2011. وكان هذا العنف دائمًا مركزًا للقوة الغربية في العالم. لقد تصرف ملوك الخليج كمتعاقدين من الباطن لدينا”.