تحليل خاص: // وكالة الصحافة اليمنية//
إذا أردنا عقد مقارنة سريعة نستعرض فيها بإيجاز مآلات الأطراف والدول التي شاركت بالعدوان على اليمن، وكيف انقلب السحر علىالسحر، سنجد أن العدالة الإلهية تدخلت واقتصت للشعب اليمني وأطفاله.
وبالعودة أربع سنوات للوراء، وتحديداً في الأيام الأولى للعدوان، كان حلفاء الحرب على اليمن يظهرون في الفضائيات منتفخي الأوداج،يتكلمون بغطرسة عن انتصارهم في حربهم في بضعة أيام قليلة.
ذاك قبل أربعة أعوام، أما الآن فقد تغير الوضع تماماً، وهاهم المتحالفون ضد الشعب اليمني يسقطون في شر أعمالهم واحداً تلو الآخربصورة لافتة.
واليوم، اقتلع الشعب السوداني عمر البشير من كرسي الرئاسة، بعد ثورة شعبية نادت قبل أربعة أشهر بإسقاط الرئيس الذي أغرقالسودان بالفساد والديوان طيلة 30 عاماً.
وقع البشير في قبضة جيشه الذي حرك ألويته العسكرية صوب اليمن آمراً إياها بقتل اليمنيين تحت مبرر مذهبي اتخذه غطاءً للمتاجرةبأرواح جنوده والشعب اليمني على حد سواء بعد وعود سعودية إماراتية – لم تتحقق – بدعم اقتصاد السودان المنهار،خاتمة سيئة للبشير الذي ظن أنه قادر على خداع السعودية والإمارات والتلاعب بهم من خلال تقديم بضعة آلاف من جنده وقوداً لحربهمالعدوانية على اليمن، غير أنه استفاق متأخراً ليجد نفسه متحجزاً تحت الإقامة الجبرية، وقد كان أول المهللين لنهايته الكارثية إعلام الرياض وأبوظبي.
أجبر البشير بعض ألويته العسكرية الذهاب إلى محارق الموت في اليمن محولاً قادتها وجنودها إلى مرتزقة يقاتلون بدلاً عن الجيشالسعودي والإماراتي ويُقتلون في معاركهم الخاسرة على أيدي الجيش اليمني المسنود باللجان الشعبية، مثلما قُتلوا غدراً برصاص طائراتالأباتشي الإماراتية في مدينتي المخا والخوخة الواقعتين في الساحل الغربي اليمني.
محارق الموت تلك لابد أن يدفع ثمنها البشير.. والأفعال المشينة التي اقترفها مرتزقة الجيش السوداني في بعض مديريات الساحلالغربي ستقوده إلى محاكمة عسكرية بتهمة تلطيخ سمعة الجيش السوداني وارتكابه لجرائم حرب في اليمن فضلاً عن تهم عديدة، سيكون رأسالبشير “الرخيص” مقابلاً لها.
“المهانة” التي تذوقها البشير اليوم، سبقه إليها أحمد العسيري ناطق قوات تحالف العدوان على اليمن، الذي حمله ولي العهدالسعودي محمد بن سلمان مسئولية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
بن سلمان قائد الحرب على اليمن ومعه محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، هما أيضاً في طريقهما إلى دفع ثمن جرائمهما في اليمن.. وقدتعرض بن سلمان لهزة عنيفة – تعد كبروفة لما هو أسوء- لم يكن يتوقعها تمثلت بفضيحته في جريمة اغتيال خاشقجي بطريقة بشعة وغي.ر مسبوقة.
وما ينتظر البشير من مصير سوداوي داخلياً ودولياً عبر المحكمة الدولية التي حذرت اليوم أي دولة من أيواء البشير، ذات المصيرسيواجه بالتأكيد محمد بن سلمان ومحمد بن زائد وهادي وكل من شارك في العدوان الظالم على اليمن وأوغل في قتل اليمنيين، وإن غداً لناظره قريب.