تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
يبدو أن “شرعية” هادي باتت على بعد خطوات من فقدان الاعتراف الدولي، بعد أن فقدت شرعية الداخل.
حيث يلاحظ أن الانهيارات التي تعاني منها حكومة هادي تكبر يوماً بعد أخر لتشكل عبئاً ثقيلاً على المجتمع الدولي .
فبعد أعوام طويلة من الاستعداد لجمع أعضاء البرلمان الموالين للتحالف داخل اليمن، بهدف تحسين صورة حكومة “هادي” أمام العالم، اتضح أن كل مالدى المكونات التابعة للتحالف، ليست أكثر من كومة كبيرة من الفوضى بين قوى “الشرعية” المتصارعة .
وبدلاً من أن تأخذ “الشرعية” فلاش سريع لصورة تتباهي بها أمام العالم، ازدادت الصورة قتامة، مما دفع المراقبين للتساؤل كم تستطيع حكومة هادي أن تخادع العالم بأوهام “الشرعية”.
ورغم أن الاجتماع ضم اقل من 80 نائباً موالياً للتحالف، حصلوا على اموال باهظة لإضفاء رتوش تجمل دور التحالف، إلا أن كل تلك الأموال لم تتمكن من ايجاد الانسجام بين تيارات يمزقها الصراع، فقد احتفظ الجميع بأجنداتهم العدائية ضد بعضهم البعض، فالأعضاء التابعين لحزب الاصلاح يعتقدون أن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى اضعاف دور الحزب داخل مكونات الشرعية، لصالح السعوديين والاماراتيين، وهناك نواب مؤيدون للانفصال، ونواب شماليون يحتفظون بنزعة جهوية لا يرغبون بالتنازل عنها، وأخرون يتبعون الإمارات، ولا يرغبون أن يمضي مثل هذا الاجتماع خوفاً من أن يؤدي إلى تقوية “فزاعة” هادي، وفي خضم هذه الكومة من التناقضات، هناك قيادة مسلوبة الإرادة تتمثل بـ”هادي” الذي ترفض كل الأطراف المجازفة بمنحه بالثقة، فهو لم يتمكن حتى من اقناع التحالف السماح له بالعودة إلى عدن، ولو “شكلياً” بما ينسجم مع القانون الدولي الذي يتطلب أن تمارس الحكومة التي تعرضت لـ”الانقلاب” لصلاحياتها على جزء من اقاليم الدولة حتى يستمر الاعتراف الدولي بها.
وبالانتقال من صالة الاجتماع، إلى الشارع، نجد أن محاولات السعوديين لجمع اعضاء البرلمان الموالين لها، أشعلت غضباً شعبياً عارماً، فالتجارب العالقة في أذهان المواطنين عن تواجد “الشرعية”، تؤكد أنه أينما حلت حكومة “هادي” يتواجد المزيد من الصراعات والفوضى، بين الفصائل المتناحرة، ولا يوجد تعبير عن مدى الرفض لـ”شرعية” هادي أكثر من الموقف الشعبي المتصاعد في سيئون ضد حكومة “هادي”، والذي توافد المواطنون من مختلف المحافظات المحتلة للتعبير عنه بالمظاهرات والاعتصامات.
بينما يعتقد بعض السياسيين أن كل ماحدث في جمع اعضاء البرلمان الموالين للتحالف، كان هدفه إرسال قوات سعودية لاحتلال سيئون، إذ لا يمكن قبول مسألة أن حكومة “الشرعية” لا تمتلك بعد خمسة اعوام قوات لحماية صالة صغيرة، حتى يتم الاستعانة بالسعوديين !، وأي دليل على خيبة شرعية هادي أكثر من ذلك.