تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
في حين يتنافس هادي والإمارات على تهريب الأموال ، ويشدد التحالف حصاره الخانق.. السعودية تعلن للمرة الرابعة عن وضع وديعة بملياري دولار في “المركزي اليمني”، يبدو أنها مجرد إبرة تخديريه لا أكثر.
ومنذ يومين ووسائل الإعلام السعودية وأخرى يمنية موالية لها، تُكثر الحديث عن “مكرمة” بن سلمان ولي العهد السعودي، التي استجداها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي.
وقالت قناتي “الحدث” و”العربية” السعوديتان أن محمد بن سلمان قد وافق على طلب “هادي” لإنقاذ تدهور العملة اليمنية، والاقتصاد اليمني من الانهيار التام.. معتبرة ذلك انجازاً عظيماً، ومِنة تطوق أعناق اليمنيين.
وأعلنت السعودية أمس عن وديعة جديدة في البنك المركزي اليمني في عدن بقيمة ملياري دولار، وذلك عقب تصاعد الغضب الشعبي من تدهور سعر صرف الريال وما تسبب به من ارتفاع كبير جداً في الأسعار.
وكان رئيس حكومة عدن الدكتور أحمد عبيد بن دغر قد دعا أيضاً “التحالف” إلى إنقاذ الريال اليمني، بعد أن وصل الدولار الواحد إلى 522 ريال يمني ،مما أنعكس بصورة مخيفة على أسعار المواد الغذائية التي شهدت زيادة وصلت إلى 100%.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك سلمان أصدر توجيهات بإيداع مبلغ ملياري دولار كوديعة في حساب البنك المركزي اليمني، ليصبح مجموع ما تم تقديمه كودائع 3 مليارات دولار.
مشيرة أن ذلك يأتي في إطار تعزيز الوضع المالي والاقتصادي في الجمهورية اليمنية، لاسيما سعر صرف الريال اليمني، مما سينعكس إيجاباً على الأحوال المعيشية للمواطنين اليمنيين.
على إثر تلك الأنباء عاودت بعض مصارف في عدن عملها بعد أن كانت قد اغلقت يوم الثلاثاء الفائت، ترافق ذلك مع تراجع طفيف في سعر الدولار، وفي حال صدقت الوعود السعودية فمن المتوقع أن يشهد هبوطاً متسارعاً في الأيام المقبلة .
وكانت العديد من شركات الصرافة في عدن أعلنت الثلاثاء الفائت توقفها عن العمل، في مسعى للضغط على حكومة هادي، ودفعها إلى إيجاد معالجة للتدهور المريع في سعر العملة المحلية، والذي لم يتجاوز في عزّ الحرب، إبان فترة قيادة المحافظ السابق، عوض بن همام، للبنك المركزي، 230 ريالاً للدولار الواحد.
محللون اقتصاديون قالوا لوكالة الصحافة اليمنية أن الوديعة أن صدقت السعودية فيها، لن تغيير كثيراً في الوضع الاقتصادي للبلد، وأن سعر صرف العملة سيشهد تحسناً بسيطاً جداً لا يرقى إلى ما كانت عليه قبل عامين.
مؤكدين أن فساد هادي وحكومة بن دغر يمثل عائقاً كبيراً أمام أي تحسن اقتصادي، فضلاً عن أدوار الإمارات المشبوهة وسياسة السعودية التجويعية، أنهم السبب الرئيسي في وصول العملة والاقتصاد اليمني إلى مرحلة تدهور كارثية.
وقبل يومين اعترفت عصابة تم القبض عليها في عدن أنها تابعة للشيخ السلفي ونائب المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك وتقوم بالتلاعب بالعملة.
وقد تدخل بن بريك سريعاً لتدارك فضيحته، مستغلاً نفوذه المستمد من قوات الحزام الأمني المدعوم إماراتياً واستطاع فعلاً الافراج عن أفراد عصابته المكونة من 6 أشخاص بحجة أن 7.5مليار التي وجدت بحوزة العصابة تخص مرتبات الحزام الأمني.
هذا وكانت الإمارات اتجهت في الآونة الأخيرة نحو سحب العملة الاجنبية من السوق المحلي في الاسواق اليمنية بهدف ضرب القيمة الشرائية للعملة الوطنية اليمنية في الشمال والجنوب.
وقالت صحيفة الجنوب اليوم الالكترونية أن الدور الإماراتي في ما تعرضت له ازمة العملة المحلية خلال الايام الفائتة قد أنكشف ،حيث ضخت مليارات الريالات من العملة التي صادرتها قبل عدة اشهر من ميناء عدن، وهي عباره عن شحنه مالية مكونه من عدة حاويات اموال مطبوعة في روسيا حاول هادي تهريبها عبر سفينه حاويات بعد أن شكت من اعاقة أبو ظبي عملية نقل تسع شحنات مالية جواً.
لافتة إلى أن عملية تهريب الاموال التي تمت من قبل حكومة هادي عبر سفينه حاويات انكشفت في أخر لحظاتها عندما حاولت احدى تلك الحاويات الدخول إلى قصر المعاشيق على الرغم من خروجها من ميناء الحاويات على أساس إنها محمله بملابس مستوردة وعندما اتجهت نحو المعاشيق تم القبض عليها ليتضح إنها تحمل اموال مهربة ، فتم مصادرة تلك الاموال والحاويات الاخرى لصالح الإمارات.
مشيرة إلى أن الإمارات حاولت سحب الدولار من السوق خلال الايام الفائتة بتسريب تلك الأموال عبر خلاياها في صنعاء وعدن لشراء الدولار كون قيادات إماراتية سعودية أتضح أنها تعمل في مجال تهريب المشتقات النفطية والمتاجرة غير مشروعة في عدد من السلع والمنتجات في الجنوب.
ولا تكمن المشكلة في السعودية والإمارات فهما دولتان تقودان عدواناً غاشماً وحصاراً خانقاً على الشعب اليمني، وفي ذات الوقت تقومان بنهب ثروته وتدمير بنيته التحتية واحتلال أراضيه، ويعملان بحقد على انهاك الشعب اليمني كي يموت جوعاً، ثم تستخدمان أساليب خبيثة ناعمة، كدعم العملة اليمنية من خلال ودائع 2 مليار دولار التي تقول السعودية أنها اودعت في البنك المركزي في عدن.
فيما الحقيقة أن أبوظبي والرياض كثفت في الفترات الماضية من الضغط الاقتصادي في الداخل اليمني عن طريق تشديد الحصار الاقتصادي ومنع دخول المساعدات الانسانية والمواد الغذائية والوقود الى الموانئ اليمنية، بعد ان قام بإيقاف جميع التحويلات المالية من الخارج الى الداخل، كل ذلك من اجل اشعال الاسعار للمواد الغذائية والمشتقات النفطية، لتضيق الخناق على الشعب اليمني في لقمة عيشه.
غير أن الملامة الأكبر تقع على هادي وبن دغر وقائمة العملاء الذين يسبحون بحمد دول العدوان في خنق وتجويع الشعب اليمني بلا استثناء. .فالوضع الاقتصادي في الأراضي الجنوبية التي تحتلها قوات العدوان ليست أفضل من الشمالية فيما يحسب للأخيرة انضباط الوضع الأمني داخلها.
وفقط، في وسائل الإعلام، تقدم السعودية والإمارات نفسيهما منقذتان للشعب اليمني، وهما “كمن يصفعك ثم يطبطب على رأسك”، كما أن رائحة فساد هادي وبن دغر وحكومته فاحت بصورة مقرفة.. وأولئك مجمعتين هم أعداء اليمنيين الحقيقيين، فكيف نصدق أنهم سينقذون اقتصاداً هم وراء انهياره ؟ّ.
وتكشف تصريحات سابقة ومتناقضة لرئيس مجلس إدارة البنك المركزي في عدن منصر القعيطي مدى الاستخفاف بالشعب اليمني. .ففي تعليق له على وديعة سعودية إلى اليمن يوم الأحد 12نوفمبر 2017 قال القعيطي:”أن وضع وديعة مالية قدرها 2 مليار دولار لصالح البنك المركزي اليمني لدعم استقرار سعر صرف العملة الوطنية سيحقق استقرار في المدن والمحافظات”.
مؤكداً أن – الوديعة السعودية التي تم الحديث عنها في شهر نوفمبر الفائت – ستسهم بشكل كبير في الحد من تدهور سعر الريال اليمني وستدعم مركز العملة الوطنية في أسواق الصرف الأجنبي.
القعيطي الذي وصف تلك الوديعة السعودية بفاتحة خير وبداية لسلسلة من الإجراءات والمساعدات الاقتصادية، التي ستعيد الحياة إلى طبيعتها بوتيرة عاجلة، وبداية أيضاً لإنعاش وتعافي الاقتصاد اليمني.
إلا أن ما حدث كان العكس، فبعد شهرين على الوديعة الأولى، لم تشهد اليمن أي خير ولا أي مساعدات اقتصادية، فقد واصل “التحالف” حصاره الخانق على اليمن ومنع دخول حتى المساعدات العلاجية، فيما شهد الاقتصاد انهياراً مرعباً، وتدهوراً متسارعاً للعملة.
القعيطي الذي رحب قبل أٌقل من 3 أشهر تتناقض مع تصريحاته الحادة التي أطلقها على “تحالف العدوان” في أغسطس الفائت، حيث اتهمها في بيان رسمي بإلغاء تصاريح لعدد 13 رحلة كان مقرراً لها النزول في عدن وتوريدها إلى خزائن البنك المركزي دون مبرر. .معرباً عن استغرابه واستيائه البالغ العراقيل التي تضعها قوات التحالف لإعاقة البنك عن القيام بوظائفه وواجباته القانونية في توفير
السيولة المناسبة والملائمة للاقتصاد اليمني.
ومؤكداً إلى أن عراقيل التحالف تسبب للاقتصاد اليمني اختناقات خطيرة في توفير السيولة اللازمة وتلقي تبعاتها السلبية على الجهاز المصرفي والاقتصاد اليمني عموماً.
تصريحان متناقضان لمحافظ البنك المركزي في عدن، يكشفان حالة التخبط والمغالطات التي تستخدمها من تسمي نفسها بسلطة شرعية تكيل المديح باستمرار لقيادة تحالف العدوان.. ولأن “الشرعية” و”التحالف” يلتقيان في مخطط تدمير اليمن وقتل شعبه يكفي فقط أن نذكر بأن الوديعة السعودية الجديدة لن تكون أفضل من سابقاتها، فخلال العام الفائت أعلنت الرياض 3 مرات – ويوم أمس كان الإعلان الرابع -أنها ستضع 2 مليار دولار في خزينة المركزي اليمني،. .لكن الحقيقة أنه لا يمكن لفاسد أن يضع حداً لفساده، ولا يمكن لقاتل غادر أن يلملم جراحات ضحيته.