ليل المفسبكين وصباحات الحياة .. مشاهدات على كورنيش السائلة في صنعاء
خاص //وكالة الصحافة اليمنية// في مواسم الأمطار تتحول سائلة صنعاء إلى مادة رئيسية وبيئة خصبة للتناولات الصحافية في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك، تويتر، يوتيوب، واتس أب، تليجرام….” وغيرها من الوسائط المليئة بعشاق الإثارة والباحثين عن التناقضات. في ماراثون العالم الافتراضي يتسابق الصحافيون الافتراضيون “المفسبكون” على فبركة ونشر الأخبار السلبية وتتحول نعمة […]
خاص //وكالة الصحافة اليمنية//
في مواسم الأمطار تتحول سائلة صنعاء إلى مادة رئيسية وبيئة خصبة للتناولات الصحافية في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك، تويتر، يوتيوب، واتس أب، تليجرام….” وغيرها من الوسائط المليئة بعشاق الإثارة والباحثين عن التناقضات.
في ماراثون العالم الافتراضي يتسابق الصحافيون الافتراضيون “المفسبكون” على فبركة ونشر الأخبار السلبية وتتحول نعمة الرحمة المتمثلة في الأمطار إلى نقمة وكارثة تهدد مدينة صنعاء وساكنيها، كما يحلو لهم تصويرها.
الكل يبحث عن الإثارة ومن أجل الإثارة يتسابقون في نشر الأخبار والصور ومقاطع الفيديو وخاصة الأخبار المتعلقة بسيارات أدخلها غباء سائقيها في مواجهة غير متكافئة مع السيول المتدفقة في حلبة السائلة، ورغم أن مثل هذه الأخبار تظل في حكم النادر إلا أن حمى البحث عن السلبيات يجعل منها ظاهرة سائدة ينعدم معها إيجاد أي نوع من الإيجابيات.
“وكالة الصحافة اليمنية” وقبيل شروق الشمس بعد يوم مطير تحولت فيه سائلة صنعاء إلى أشبه بنهر عظيم وشهدت ليلته طوفانا في وسائل التواصل الاجتماعي يجتاح صنعاء، قامت بجولة صباحية لتفقد الأضرار التي أحدثها طوفان ليل المفسبكين لكن ما شاهدناه ودونته الكاميرا كان مختلفا تماما عما قيل ويقال.
سبات المفسبكين
كعادتهم كل يوم ينام المفسبكين وسكان عالم الوهم الافتراضي في اللحظة التي تستيقظ فيها الحياة، ولأن الصبح قريب كما هو عهدنا بالحياة، لم تدم فبركات مساء المفسبكين طويلا وسرعان ما تلاشى زيف ما ملأوا به العالم ضجيجا عند بزوغ شمس الحقيقة التي لا تخلف منتظريها الموعد.
صائدوا السيول
ما تبقى من عنفوان سيل الأمس وجدناه كمسافر فاته قطار القافلة ويسير بخطى متثاقلة على بلاط السائلة الحجري الذي نصب المزارعون عليه فخاخا لإصطياد السيل وتوجيهه لري مزارعهم على جانبي السائلة التي حرمت من السيول بعد تنفيذ المشروع السائلة.
شواهد الحياة
على ضفتي السائلة تقف الكثير من الشواهد التي تؤكد أن لا شيء يمكنه ايقاف مسيرة الحياة، وفي هذا المكان وفي نفس الوقت الذي كان هواة ومحبي الإثارة يلتقطون صورا لسيارات تتقاذفها مياه السيول ويرسمون مشهدا مأساويا خال المأساة، كانت الكثير من السواعد تعمل بجد وترسم لوحة الغد وتشكل الملامح الأجمل لما سيكون عليه وجه المكان في ضفتي السائلة، اللتين تتحولان إلى كورنيش فريد يقع على علو أكثر من 3000 متر عن سطح البحر.
الغارقون في البهجة
في مكان آخر من السائلة وتحديدا في صنعاء القديمة وفي الوقت الذي كان فيه البعض يبحثون عن مشاهد سلبية تشبع فضولهم وحاجتهم في تصيد الأخطاء وأسقاطها واستغلالها لتسجيل موقف سياسي، وقف حشد من الناس للاستمتاع برؤية التدفق المهيب للسيول وجمال المنظر الذي ازداد روعة واتساعا بتفاعل الشباب المغامرون الذين فاجئوا الجميع عندما حولوا جسر المشاة في السائلة إلى منصة للقفز لركوب قطار السيل السريع والتعبير عن إبتهاجهم ورسم لوحة فرح بألوان المطر… وكن جميلا ترى الوجود جميلا
للأسف مثل هذه اللقطات الرائعة لم تجد متابعة وإهتتماما في وسائط التواصل الاجتماعي لأنها لا تلبي جاجة الباحثين والمهتمين بنقل السلبيات..!!