المصدر الأول لاخبار اليمن

أطماع السعودية في اليمن ..وشماعة هادي..!

خاص // وكالة الصحافة اليمنية // في العقد الأول من القرن الـ21 طرحت المملكة العربية السعودية على النظام السابق برئاسة علي عبدالله صالح، إنشاء قناة لمد أنبوب نفط وتأمين نقل صادرتها النفطية عبر محافظتي حضرموت والمهرة اليمنيتين، على أن تشتري المنطقة والأرض اليمنية التي سيتم فيها إنشاء القناة وتُمد فيها الأنبوب، لنقل النفط السعودي كحل […]

خاص // وكالة الصحافة اليمنية //


في العقد الأول من القرن الـ21 طرحت المملكة العربية السعودية على النظام السابق برئاسة علي عبدالله صالح، إنشاء قناة لمد أنبوب نفط وتأمين نقل صادرتها النفطية عبر محافظتي حضرموت والمهرة اليمنيتين، على أن تشتري المنطقة والأرض اليمنية التي سيتم فيها إنشاء القناة وتُمد فيها الأنبوب، لنقل النفط السعودي كحل بديل في حال تعثرت صادراتها من العبور من مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران، العدو الاستراتيجي كما تراها السعودية.

 

رواغ النظام السابق في ذلك الوقت في علمية البيع وقال للسعودية الأرض يمنية والسيادة يمنية ونحن سنقوم بالتأمين وعليكم التمويل فقط أما البيع لأرض يمنية أو تأجيرها فهذا لن يحدث وانزعجت السعودية من هذا الرد لكن حلمها ظل حاضراً وبقوة.

 

 الفرصة المواتية

اليوم ترى السعودية في اليمن الذي مزقته الحرب وهي الطرف الرئيس في عدوانها، فرصة مواتية لإنشاء هذه القناة ومد أنبوب لنقل نفطها عبر الأراضي اليمنية بالقوة، بحجة دعم شرعية هادي ، وهو الهدف الذي تدخلت من أجله دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات واميركا، لكنه تغير تماماً بعد أن كشفت طول مدة الحرب عن الأطماع السعودية والإماراتية في اليمن من خلال السيطرة على الموانئ الاستراتيجية اليمنية ومنابع الثروة النفطية وإبقائها تحت سطرتها عبر قواتها ومليشيا تدعمها حتى ضد شماعة هادي  التي يقول التحالف أنه جاء لمساندتها.

 

يرى مراقبون أن بلوغ السعودية لهذا الهدف لن يتم بوجود جيش يمني موحد تحت قيادة موحدة لذا عملت منذ وقت مبكر وعبر حليفتها الرئيسية الإمارات إلى إنشاء قوات مليشاوية خارج سيطرة حكومة هادي  تتحكم السعودية والإمارات بتوجهاتها وتحركاتها لتظل مهددة لهذه الحكومة.

 

كما عملت الرياض في المقابل  مؤخرا على تفتيت  ميليشيا الشرعية التي شكلتها لمواجهة الجيش واللجان الشعبية بقيادة انصار الله ، المتهمة بتلقي الدعم من إيران، وعبر إضعاف القوات التي تتواجد في كل من حضرموت والمهرة لصالح المليشيا المدعومة من الإمارات بتوجيه ورضا السعودية، وكثفت وسائل الإعلام المدعومة من الإمارات والسعودية، من حملتها لتشويه صورة القوات اليمنية المنتشرة في حضرموت والمهرة واعتبرها أنها “احتلال شمالي للجنوب” وتحت هذه الذريعة دفعت السعودية والإمارات بقوات عسكرية كبيرة جردت حتى السلطة المحلية والأمنية من قراراتها في تعيين وعزل أي مسؤول يمني في هاتين المحافظتين اليمنيتين.

 

حرب كلامية بين أميركا وإيران قابله تحرك سعودي..

 

 مؤخراً دعت وزارة الخارجية الأميركية إيران إلى إبقاء مضيقي هرمز وباب المندب مفتوحين، وذلك بعد يوم من مطالبة الولايات المتحدة مشتري النفط الإيراني بوقف شراء الخام من إيران، التي كررت تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي..

 

ورداً على هذا التهديد قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكي “نطالب إيران وجميع الدول باحترام حرية تدفق الطاقة والتجارة وحرية الملاحة” في المضيقين.

 

وفي الوقت الذي يتم التصعيد بين واشنطن وطهران بحرب كلامية، تشهد محافظة المهرة اليمنية تحركا سعودياً من خلال نقل ترسانة عسكرية كبيرة بما فيها صواريخ ومختلف الأسلحة الثقيلة و تحويل مطار الغيضة بمحافظة المهرة لمهام عسكرية للسعودية مع تعتيم إعلامي شديد، الأمر يعزز حقيقة المساعي السعودية لاستغلال ضعف كل المكونات اليمنية بما فيها حكومة هادي  الذي بات غير قادر على اتخاذ أي قرار يحفظ شيء من السيادة اليمنية أما المصالح السعودية التي ترى في التمدد جنوباً للبلوغ إلى بحر العرب هدفاً استراتيجياً قديماً كبديل لمضيق هرمز.

 

 وتعمل على هذا الهدف منذ عقود، وتعتبر استمرار الحرب وتمزيق اليمن وقواه الحية بما فيها التي تعادي إيران أمر مهم لاستكمال مخططها.

 

 وفي سياق هذه الجهود السعودية نشرت صحيفة عكاظ السعودية في الـ 19 من إبريل 2016م تقريراً حول استكمال الخطوات الإجرائية لدراسة مشروع القناة البحرية التي تربط الخليج الفارسي ببحر العرب والتي سيطلق عليها إسم «قناة سلمان». ووصفت الصحيفة في تقريرها المشروع بأنه سيكون القناة المائية الأكبر في تاريخ القنوات المائية الصناعية في العالم حيث يبلغ طول القناة 1000كيلومتر منها 600كيلومتر داخل الأراضي السعودية وحوالي 400كيلو متر ضمن الأراضي اليمنية.

 

ولفتت مصادر إلى أن مشروع مد الأنبوب النفطي جاء بعد زيارة السفير السعودي لدى اليمن المشرف العام على البرنامج السعودي لإعادة الأعمار في اليمن، محمد آل جابر، إلى محافظة المهرة مطلع يونيو 2018م. إلى جانب الدفع بقوات سعودية إلى المهرة تحاول المملكة كسب المزيد من السكان المحليين من خلال وعدهم بمشاريع إعادة الإعمار مثل الآبار ومحطة المياه والمدارس والمستشفيات والتي ستنفذها الهيئة السعودية للتنمية والإعمار، في حين قوبلت العديد من هذه المشاريع بالترحيب وحسنت نوعية الحياة العامة لكثير من سكان المهرة وما زالت نسبة كبيرة من السكان تشعر بالقلق إزاء أهداف التحالف السعودي على المدى الطويل.

 

 أطماع سعودية ورفض مجتمعي..

 

 وأثار البناء السعودي احتجاجات شعبية طوال عام 2018 وحتى اليوم، من قبل السكان المحليين، مما يعتبرونه احتلالاً سعودياً لمنطقة سلمية تاريخياً في البلاد، وتزايدت الاحتجاجات في أغسطس 2018م. بعد أن كشفت وثيقة مسربة عن نية المملكة العربية السعودية لبناء خط أنابيب نفط يحمل النفط من المملكة العربية السعودية إلى ساحل المهرة، مما يتيح الوصول المباشر إلى المحيط.

 

إلاّ أن هناك رفض وحراك مجتمعي من أبناء محافظة المهرة ضد التحركات والتعزيزات العسكرية السعودية وسبق أن دعا العميد علي سالم الحريزي وكيلُ محافظة المهرة اليمنية السابق إلى عدم التوقيع على أي اتفاقيات مع السعودية، أو السماح لها بمد أنبوب نفط في الأراضي اليمنية.

 

 وأكد الحريزي، وهو زعيم قبلي ومسؤول محلي سابق يقود حركة احتجاجات محلية ضد التواجد السعودي المنتهك للسيادة في اليمن، أكد إن التحالف السعودي الإماراتي لم يأت لدعم الشرعية، بل لتدمير اليمن واحتلال أراضيه.

 

 منذ العام المنصرم وتحت مبرّر «مكافحة الإرهاب والتهريب»، عزّزت السعودية قواتها في المهرة بالمئات من الجنود والمدرعات الحديثة، بالتزامن مع بدئها بإنشاء أنبوب نفط يمتد من العمق السعودي في شرورة حتى سواحل المهرة.

 

أطماع قديمة متجددة..

مصادر محلية في المهرة أكدت وجود مساعٍ سعودية “محمومة” في أوساط قبائل منطقة الخراخير، الواقعة على التماس مع شرورة السعودية.

 

 وبيّنت المصادر أن الرياض تقوم بشراء ولاءات في تلك المنطقة، في حين تضطر أحياناً إلى توزيع «تابعيات تجنيس من الدرجة الرابعة» لمواطنين في القرى القريبة من منفذ الخراخير البري. يقول الخبير النفطي اليمني عبد الواحد العوبلي إن “أطماع السعودية في السيطرة على المهرة (ثاني كبرى محافظات اليمن بمساحة 93 ألف كيلومتر مربع) ليست وليدة اللحظة، ولكنها بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي، إذ حاولت المملكة مد أنبوب نفط في العام 1994″، ويضيف العوبلي أن محاولة الرياض حينها لم تنجح.

 

ويوجد في محافظة المهرة منفذان حدوديان مع سلطنة عمان وهما صرفيت وشحن، كما تحتضن المحافظة أطول شريط ساحلي باليمن يمتد على مسافة 560 كيلومترا، ولديها ميناء نشطون. ويضيف العوبلي أن السعودية تهدف من خلال مد أنبوب النفط عبر المهرة إلى ضمان خط إضافي لتصدير نفطها، إذا قامت إيران بتضييق الخناق عليها في الخليج العربي، وتحاول أن تجد لها خطا بديلا.

 

يرى كثير من المراقبين أن بقاء “هادي” صامتاً تجاه هذه التحركات السعودية وسع من شهية الأخيرة وجعلها تسارع في عسكرة محافظة المهرة بقواتها، التي كان بداية تواجدها مجموعة من الضباط وثلاثة أطقم رافقت وصول قوة تم تدريبها في السعودية، إلاّ أن هذه القوة تم تعزيزها بقوات كبيرة منذ تعيين المحافظ راجح باكريت في السابع والعشرين من نوفمبر 2017م، بهدف تحقيق هدفها الاستراتيجي في إنشاء قناة ومد أنبوب النفط.

 

#المهرة بوست

قد يعجبك ايضا