تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
تحاول السعودية تعزيز موقفها العسكري على أراضيها الجنوبية، لمواجهة توغل القوات اليمنية المتواصل جنوب المملكة.
فقد اعلنت الرياض اليوم الأربعاء ارسال قوات إضافية إلى منطقة نجران، التي تعد أكبر المناطق السعودية المتاخمة لليمن.
وكانت السعودية قد اتخذت سابقاً مجموعة من الإجراءات بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية في وجه الهجمات اليمنية المتواصلة جنوب المملكة، حيث قامت الرياض في يوليو العام الماضي بتشكيل ألوية من ابناء مناطق جيزان، نجران، عسير، لأول مرة متجاوزة بذلك المحظورات التي كانت متبعة عند الأسرة الحاكمة السعودية، حول تجنيد أبناء المناطق الحدودية مع اليمن نظراً لمخاوف عنصرية ومذهبية ضد ابناء تلك المناطق.
بينما أصدر الملك السعودي في سبتمبر الماضي قراراً بالعفو عن العسكريين الذين فروا من الخدمة في الحد الجنوبي مع اليمن، واعفائهم من تسديد القروض التي اخذوها على ذمة رواتبهم، الأمر الذي وصفه مراقبون بأنه “سابقة” لم يحدث أن قام بها أحد ملوك السعودية من قبل، حيث كان نظام الحكم السعودي يظهر قسوة بالغة بحق العسكريين، وقد اعتبر البعض قرار “العفو” حينها أنه يأتي بمثابة “تملق” للعسكريين من أجل لبقاء والدفاع عن نظام الحكم السعودي، خصوصاً أن السلطات سجلت اعلى نسبة فرار للعسكريين من المعارك في المعارك التي تشهدها المناطق السعودية على الحدود مع اليمن.
ورغم أن النظام السعودي استعان للدفاع عن اراضيه، بألاف المرتزقة من اليمن والسودان إلى جانب القوات الأمريكية التي اعلنت عنها واشنطن في ابريل الماضي، والقوات البريطانية التي سقط منها 12 عسكرياً في مواجهات مع الجيش اليمني في فبراير المنصرم، إلا أن ذلك لم يجدي نفعاً، حيث تتنامى هجمات القوات اليمنية يوماً بعد أخرمسجلة توغلات أكثر عمقاً داخل المملكة.
ويرى عدد من المراقبين العسكريين أن اضطرار السعودية اليوم إلى تعزيز قواتها في نجران، يكشف أن مأزق المملكة في مناطقها الحدودية مع اليمن، يزداد اتساعاً، وهو مأزق لا يمكن حله من خلال ارسال المزيد من الجنود إلى محارق الموت في المعارك مع القوات اليمنية.