المصدر الأول لاخبار اليمن

إلى أقدس بقاع الأرض .. حضر المطبعون وغابت القدس..!!

تحليل خاص// وكالة الصحافة اليمنية // إن لم تكن قضايا الأمة حاضرة في وجدان القادة العرب والمسلمين وتمتلك من القدسية ما يجعلها في صدارة الاهتمام فلا معنى لأي قمة يتم عقدها. ومهما حاول الداعون إليها والمشاركون فيها تجميلها بقدسية المكان فلا جدوى من عقدها ولن تنتصر لقضايا الأمة حتى لو تم عقدها في ظلال شجرة […]

تحليل خاص// وكالة الصحافة اليمنية //

إن لم تكن قضايا الأمة حاضرة في وجدان القادة العرب والمسلمين وتمتلك من القدسية ما يجعلها في صدارة الاهتمام فلا معنى لأي قمة يتم عقدها.

ومهما حاول الداعون إليها والمشاركون فيها تجميلها بقدسية المكان فلا جدوى من عقدها ولن تنتصر لقضايا الأمة حتى لو تم عقدها في ظلال شجرة سدرة المنتهى.

 

اليوم وفي ظل ما تشهده الساحة العربية والإسلامية من أحداث وتباينات واختلافات وخلافات لم تتوقف عند حدود القطيعة ووصلت لدرجات عالية من الإستهداف المباشر وغير المباشر تحولت معها الأمة إلى كيانات متصارعة ومتحاربة، ترفع المملكة العربية السعودية أعلام الدول العربية والإسلامية وتحاول من خلال عقد ثلاث قمم في أقدس بقاع الأرض تحت عنوان عريض وشعار “توحيد الأمة” إيصال رسالة مفادها أنها الأكثر حرصا بتوحيد الأمة وتبني قضاياها..!!

 

ورغم أن الشعار يبدو لافتا ومثيرا ويشكل في مضمونة حلما عربيا وإسلاميا إلا ان ما تشهده مكة المكرمة وما يدور وتتم مناقشاته في ثلاث قاعات تتوزع فيها الأمة إلى ثلاث مجموعات متباينة يثبت وهمية وزيف الشعار الذي لو كان حقيقيا لما احتاج توحيد الأمة لعقد ثلاث قمم لا يشبه بعضها بعضا.

 

وهنا يبرز السؤال: كيف ستتوحد الأمة اليوم في ظل وجود قمة عربية خاصة بالدول العربية وقمة خليجية خاصة ومغلقة على دول الخليج وقمة إسلامية مفتوحة لكل الدول الإسلامية يستثنى منها من لا يدور في فلك أصحاب مشاريع الوهم العربي والإسلامي الذي تتبناه السعودية وترفع شعاره اليوم.؟!!

 

كيف يمكن للأمة التي تمزقها الصراعات والخلافات والسياسات والتوجهات البعيدة عن قضايا الأمة التي تباع في المزاد السياسي ويتم التنازل عنها لإرضاء أعداء الأمة دون اعتبار لما تمثله في ضمير ووجدان الشعوب العربية والإسلامية، أن تتوحد ..؟!!

 

وكيف تتوحد الأمة في مكة في الوقت الذي تغيب فيه القدس في يومها العالمي، ويتنصل فيه قادة الأمة عن قضايا الأمة ويجتمعون لمناقشة الكثير من الأجندات والسيناريوهات التي تستهدف الأمة سياسيا واقتصاديا وعسكريا..؟!!

 

قد يتوحد قادة الأمتين العربية والإسلامية ويلتقوا حول مائدة العشاء لكن القدس وفلسطين وقضايا الأمة تظل غائبة كعهدها في كل القمم، هذا إن لم تكن هي الوجبة التي يجتمعون ويتشاركون تمزيقها والتنازل عن قدسيتها في أقدس بقاع الأرض.

قد يعجبك ايضا