لندن: وكالة الصحافة اليمنية//
اعتبرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية أنّ المملكة المتحدة باتت في مأزق دبلوماسي؛ بسبب احتجازها سفينة إيرانية محملة بالنفط قبالة جبل طارق.
وأشارت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، إلى أن المسؤولين البريطانيين يقولون: إن “الهدف من العملية هو تهدئة الوضع وعدم دفعه باتجاه التصعيد بين واشنطن وطهران”.
غير أن العديد من المراقبين يعتقدون أن بريطانيا وضعت نفسها في مأزق دبلوماسي مع إيران، خاصة أن طهران هددت باستهداف مماثل للسفن البريطانية.
وكان جوزيف بوريل، القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني في مدريد، قد قال في تصريح صحفي: إن “بلادي تدرس الموضوع وتنظر في كيفية تأثير هذا الحادث على السيادة الإسبانية”.
ومع ذلك فإن إسبانيا أقرت بأن احتجاز السفينة يأتي استجابة وامتثالاً للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.
لندن سعت منذ اندلاع الأزمة بين واشنطن وطهران إلى المحافظة على علاقاتها مع إيران؛ كمحاولة لإنقاذ الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
كما أنّ بريطانيا وفرنسا وألمانيا كانت قد وضعت آلية للدفع للشركات لمواصلة التداول مع إيران في مواجهة العقوبات الأمريكية التي تتجاوز الحدود الإقليمية.
بدورها أرسلت بريطانيا أيضاً وزيراً إلى إيران، هو آندرو موريسون، من وزارة الخارجية والكومنولث، وهي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تفعل ذلك منذ أن أدت الهجمات على ناقلات النفط في الخليج وإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من قبل إيران إلى تصعيد المواجهة بين واشنطن وطهران.
ويدرك المسؤولون البريطانيون والفرنسيون والألمان أن الحرب الاقتصادية الأمريكية على إيران، التي تهدف إلى وقف مبيعات النفط، المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد، لها تأثير مدمر للغاية.
حيث انخفضت الصادرات إلى 200 ألف برميل في اليوم، مع تقديرات أوروبية بأن إيران بحاجة إلى بيع ما بين 600 إلى 700 ألف برميل للحفاظ على الاقتصاد واقفاً على قدميه.
الادعاء الإسباني قال بأن البريطانيين اتخذوا إجراءات ضد سفينة النفط الإيرانية بناء على طلب الأمريكيين، ومع ذلك تصر لندن على أنها تصرفت بعد تلقي معلومات من حكومة جبل طارق.
وأظهرت بيانات من قائمة “لويدز”، موقع الشحن المتخصص، أن الناقلة بدأت رحلتها من إيران باتجاه أفريقيا، قبل دخول المياه الإقليمية لجبل طارق، ولم تأخذ طريقاً أسرع بكثير إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس.
وتبلغ المسافة من إيران إلى سوريا في جولة حول أفريقيا نحو 23300 كيلومتر، مقارنة بـ6.600 كيلومتر فقط عبر البحر الأحمر والسويس.
أحد الأسباب التي قيلت عن الرحلة الطويلة هو أن الناقلة النفطية الإيرانية كانت ثقيلة جداً بحيث لا يمكن المرور عبر قناة السويس.
وفي إيران هدد محسن رضائي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، باستهداف ناقلات النفط البريطانية رداً على عملية الاستيلاء على السفينة الإيرانية، وهو تصريح يُنظر إليه على أنه مخصص للاستهلاك المحلي.
ولا يُعتقد أن إيران قد تُقدم على خطوات تصعيدية ضد بريطانيا، ولكن هناك خشية من أن يؤدي هذا الحادث إلى زيادة حجم التوترات بين واشنطن وطهران وليس العكس، وهو ما تجلى في الترحيب الأمريكي بهذه الخطوة.
(ترجمة خاصة بالخليج أون لاين)