الإمارات تقفل باب علاقاتها مع السلطة الفلسطينية وتفتحه أمام “إسرائيل”
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية// تمر العلاقات بين دولة الإمارات والفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص السلطة في رام الله بالضفة الغربية، بأسوأ مراحلها وأعقدها، حتى وصلت لحد القطيعة والتوتر المتصاعد، وذلك على خلفية المواقف التي تتخذها أبوظبي تجاه القضية الفلسطينية. التطبيع العلني مع “إسرائيل”، وتبنِّي سياسة الضغط لقبول الإملاءات الأمريكية ومن بينها “صفقة القرن”، واحتضان النائب محمد […]
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
تمر العلاقات بين دولة الإمارات والفلسطينيين، وعلى وجه الخصوص السلطة في رام الله بالضفة الغربية، بأسوأ مراحلها وأعقدها، حتى وصلت لحد القطيعة والتوتر المتصاعد، وذلك على خلفية المواقف التي تتخذها أبوظبي تجاه القضية الفلسطينية.
التطبيع العلني مع “إسرائيل”، وتبنِّي سياسة الضغط لقبول الإملاءات الأمريكية ومن بينها “صفقة القرن”، واحتضان النائب محمد دحلان، وتهديد الجالية الفلسطينية بالملاحقة والاعتقال، والعلاقات بصفقات مشبوهة داخل مدينة القدس، جميعها أسباب دفعت الفلسطينيين إلى رفع الكارت الأحمر في وجه الدور الإماراتي.
ولعل آخر وأبرز المواقف التي أظهرت بوضوحٍ حجم التوتر في العلاقات بين أبوظبي ورام الله، التصريحات التي صدرت عن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، حين تجاوَز الأعراف الدبلوماسية وأنكر معرفة أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، قائلاً: إنه “لم يسمع به من قبل”، في إجابة عن سؤال لقناة تلفزيونية فرنسية حول مطالبة الأخير للفلسطينيين بفتح قنوات للتواصل بين العرب و”إسرائيل”.
ويجمع سياسيون ومحللون على أن الإمارات قد اتخذت الطريق المعاكس لتطلعات وطموحات الفلسطينيين في التخلص من الاحتلال والذهاب نحو الدولة والحرية، وأن الخطوات التي تتخذها ضد قضيتهم -سواء كانت سرية أو علنية- عمقت الخلافات القائمة، وصعَّدت من حدة التوتر، بحسب ما صرحوا به لـ”الخليج أونلاين”.
مواقف أوصلت للقطيعة
عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، يحيى رباح، أقر بوجود توتر بين السلطة ودول عربية من بينها الإمارات، وقال: “علاقات السلطة الفلسطينية مع بعض الدول العربية شهدت توتراً خلال الفترة الأخيرة، بسبب ما يجري للقضية الفلسطينية من مخططات تستهدفها”.
وانتقد رباح خلال حديثه لـ”الخليج أونلاين”، ما سماه “التهافت” العربي على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، من خلال الزيارات الرسمية للمسؤولين الإسرائيليين للدول العربية، وكان آخرها زيارة وزير خارجية الاحتلال للإمارات، معتبراً ذلك “تجاوزاً يضر بالقضية الفلسطينية وخيانة لها”.
واعتبر القيادي بـ”فتح”، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، تطوُّر علاقات دول عربية مع “إسرائيل” بهذا الشكل الذي وصفه بـ”الفاضح”، مؤشراً سلبياً خطيراً على التوجه العربي الجديد في المنطقة، مشيراً إلى أن السُّلطة كانت لها ردود فعل واحتجاجات على تلك المواقف، وأن التطبيع والعلاقات المفتوحة مع الاحتلال كانا سبباً في هذا التوتر القائم.
وأوضح أن الدول العربية مطالَبة بدعم الفلسطينيين، وتوفير شبكة أمان مالية لهم لمواجهة الاحتلال، وليس
استقبال قادته على أراضيها وإقامة الاتفاقيات معه، وشرعنة وجوده من خلال باب التطبيع.
كما انتقد السفير الفلسطيني السابق، والقيادي في “فتح”، عبد الله عبد الله، في تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، ما سماه “لهث” بعض الدول العربية خلف التطبيع العلني مع “إسرائيل”، مؤكداً أن كل هذه المظاهر التي تجري في العواصم العربية تضر بالقضية والمشروع الوطني الفلسطيني.
وقال: “التطبيع بكل أشكاله يُدينه الفلسطينيون ويرفضونه جملةً وتفصيلاً، وعلى الشعوب العربية التحرك فعلياً لمواجهة هذا الخطر الذي بدأ يسلكه حكام بعض الدول العربية”.
وهاجم مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والدولية، نبيل شعث، الإمارات حين أعلنت “إسرائيل” عن مشاركتها في معرض “إكسبو الدولي 2020″، المقررة إقامته في مدينة دبي، واعتبر ذلك تطبيعاً يشكّل “خطأ فادحاً” في حق القضية الفلسطينية، والموقفين العربي والإسلامي.
وخلال الفترة الأخيرة حاولت أصوات إعلامية وأكاديمية إماراتية الترويج للتطبيع ودعم “صفقة القرن” بقوة، واتهمت هذه الأصواتُ الفلسطينيين الرافضين للتطبيع بأنهم يصدرون مواقف “عنترية” لن تفيد القضية، في ظل هجوم مكثف ومستمر يقوده دحلان على قيادة السلطة و”فتح”، وسط اتهامات بالفساد والفشل ومطالبات بالرحيل.
ووصل الخلاف الفلسطيني-الإماراتي إلى حد مقاطعة السلطة للجنة الوطنية للتكافل الاجتماعي، وهي هيئة تتلقى دعمها بالكامل من الإمارات، وتضم ممثلين عن القوى الفلسطينية كافة، باستثناء “فتح”، لأن هذه اللجنة يشرف على عملها وتنسيقها دحلان.
ومنذ سنوات أوقفت الإمارات كل مساعداتها المقدمة للسلطة، بعد أن احتلت المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً للسلطة، بقيمة ملياري دولار.
أدوار مشبوهة
الإمارات أظهرت وجهها الحقيقي تجاه قضية فلسطين، بتعاونها مع المحتل من أجل تغييب هذه القضية، بخلاف توقعات ومصالح ومخططات الفلسطينيين في الدولة والحرية وإنهاء الاحتلال”، يقول كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل عام 1948.
ويوضح الخطيب لـ”الخليج أونلاين”، أن للإمارات أدواراً مشبوهة في الساحة الفلسطينية، أبرزها علاقتها بتعميق الخلافات الداخلية، وكذلك حماية الشخصيات المرفوضة كدحلان ودعمه لتنفيذ مشاريعها الخطيرة في المنطقة، وكذلك الصفقات التي تجريها في شراء العقارات بمدينة القدس وبيعها للاحتلال.
وذكر أن من ضمن الأدوار التي تتبناها الإمارات، وينفذها دحلان، الضغط على الفلسطينيين بكل الطرق من أجل قبول بـ”صفقة القرن” التي تستهدف القضية، مشيراً إلى أن هذه الأدوار كانت دافعاً للأزمة الحاصلة والإعلان الصريح عن رفض دورها ورفع الكارت الأحمر في وجهها.
وخلال الشهور الأخيرة تصدَّرت الإمارات، برفقة السعودية، المشهد في العلاقات مع “إسرائيل”، واستضافت أبوظبي عديداً من المسؤولين الإسرائيليين، على رأسهم وزير الخارجية “يسرائيل كاتس” نهاية يونيو الماضي، كما سبقته إلى أبوظبي في أكتوبر الماضي، وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف، وسط استياء فلسطيني وعربي.
وغير السُّلطة و”فتح” تمر علاقات الإمارات مع “حماس” وبقية الفصائل بحالة من التوتر وتشوبها كثير من الخلافات والاتهامات المتبادلة، عكس العلاقات المتطورة والمتصاعدة الجارية مع “تل أبيب”.