انقلاب إماراتي جديد في العمق الاستراتيجي للسعودية
متابعات تقرير // وكالة الصحافة اليمنية // يعود العنف مجدداً إلى حضرموت، المحافظة التي كانت السعودية تعتقد أنها طوت صفحتها، لكن هذه المرة تستخدم الإمارات خنجراً سعودياً، بعدما استهلكت كافة الأوراق. في وادي حضرموت اغتال مجهولون مجنداً تابعا لما يسمى بالشرطة الجوية، بالتزامن مع تفجر ثورة فجأة في الساحل. عشرات الشبان يقطعون الشوارع بما فيها […]
متابعات تقرير // وكالة الصحافة اليمنية //
يعود العنف مجدداً إلى حضرموت، المحافظة التي كانت السعودية تعتقد أنها طوت صفحتها، لكن هذه المرة تستخدم الإمارات خنجراً سعودياً، بعدما استهلكت كافة الأوراق.
في وادي حضرموت اغتال مجهولون مجنداً تابعا لما يسمى بالشرطة الجوية، بالتزامن مع تفجر ثورة فجأة في الساحل.
عشرات الشبان يقطعون الشوارع بما فيها الخط الدولي في المكلا، ويشتبكون مع قوات عسكرية حاولت فتح تلك الشوارع.
تبدو شعارات هؤلاء مطلبية، فهم ينددون بانقطاع الكهرباء وانعدام الوقود، لكنها سياسيا كانت نتاجاً لإعلان “بن حبريش” الانقلاب على “حكومة هادي”، باجتماع واسع ضم قيادات السلطة المحلية والشخصيات الاجتماعية وشيوخ القبائل ومفكرين وعلماء .. كان هذا الاجتماع الطارئ، كما يقول بن حبريش، لمناقشة ملفات الخدمات والأمن في وادي وصحراء حضرموت، واتخاذ خطوات تصعيدية.
بن حبريش في كافة خطاباته، بما فيه الخطاب الأخير يوم الاحد والذي استمر لأكثر من نصف ساعة، عن التحريض على هادي وحكومته.. كشف عن تلاعبهم بالخدمات ونهب ثروات المحافظة النفطية ونشر الفوضى والعنف .. كما اتهمهم بمحاولة إضعاف قوات_النخبة التي شكلها الانتقالي بدعم إماراتي، وتمكنت السعودية من ضمها إلى وزارة داخلية هادي.
.
لم يخفِ بن حبريش هوية خصومه هذه المرة، فذكر منفذ_الوديعة، في إشارة لهاشم الأحمر الذي يسيطر عليه، وكذا سلطة مارب، في إشارة إلى علي محسن الأحمر، نائب هادي، متهماً إياهم بقطع إمدادات الوقود والكهرباء، مع أن حضرموت تدار ذاتياً، وبمحطاتها التي يفوق إنتاجها احتياجات المحافظة.
لا هَمّ لـ”بن حبريش” في احتياجات المواطن، الذي قضى الأشهر الماضية يقسم ساعات يومه بين المبيت في الشارع والمنزل، نظراً لحجم الانقطاع المتكرر للكهرباء، وباعتراف بن حبريش نفسه، فكل ما يهمه الآن إجبار سلطة مارب على استئناف تزويده بقاطرة من المازوت، توقفت مؤخراً مع ربط فرع المركزي بالمركز في عدن.
تؤكد ذلك الصحافية لميس الحميدي، التي علقت عليه بمنشور تتهمه بالوقوف وراء منعها من نشر تقارير إعلامية عن التلوث البيئي في سواحل حضرموت. هو، بحسب ناشطين، لديه رصيد من الخلافات مع مسئولي شركة_بترومسيلة، التي هاجمها وقال إنها تبيع الوقود في السوق_السوداء، وطالب بمنحه حق إدارتها إلى جانب الملف الأمني في مناطق وادي وصحراء حضرموت، وهو بذلك يطالب هادي رسمياً بإخراج قوات ما يسمى المنطقة العسكرية الأولى، التي تدير الملف منذ عقود.
هذه ليست مطالب حقوقية، وإن اتخذ من معاناة الناس كمدخل؛ هو الآن في مهمة لإسقاط وادي وصحراء حضرموت لصالح الإمارات، التي أعلنها صراحة بأنه سيقف معها، مثلما وقفت معه متجاهلاً بذلك سخاء السعودية في دعمه لتشكيل فصيل مسلح في الوادي، أطلق عليه كتيبةالحضارم وتعداده الآن بالآلاف.
هذا الاجتماع الذي عقد الاثنين، جاء بعد أيام على لقاء جمع عيدروس_الزبيدي، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، في عدن ببن حبريش وأعضاء من مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل.
كان بن حبريش في زيارة لحكومة هادي في عدن، لكن كل الصور المتداولة لزيارته إلى عدن تكشف أن اللقاء الوحيد له كان مع رئيس الانتقالي فقط..
نسق ضباط_إماراتيون لهذا اللقاء، وفقا لتقارير إعلامية ، فالإمارات التي أعلنت انسحابها لا تزال تتحرك سراً، وتحاول رد الصاع السعودي، الذي أجهض أحلامها في اليمن من سقطرى حتى الساحل الغربي، بصاعين.
سيمثل بن حبريش مادة مناسبة لطعن الرياض، فهو وقبل كل شيء يحمل الجنسية السعودية، ويدير فصيلاً مسلحاً يتسلم راتبه بالريال السعودي، وفوق هذا كله كانت السعودية تراهن عليه مستقبلاً، لفرض أجندتها في المناطق الحدودية في حضرموت، والتي تغري أبوظبي بمخزونها النفطي، الذي تقول الاستخبارات الامريكية، في أحدث تقارير نشرتها قناة روسيا اليوم، إنها تعد البحيرة الأكبر في المنطقة.
حتى وقت قريب كانت الإمارات قد غسلت يدها من حضرموت، وسط أنباء تتحدث عن توجهها نحو إغلاق مطار_الريان- قاعدتها العسكرية الوحيدة- وتسليمها للسلطة المحلية لتشغيله كمطار مدني، لكن تحركات بن حبريش الأخيرة تشير إلى أن أبوظبي لا تزال تعلق آمالاً عليه، خصوصاً بعد فشل الانتقالي الذي أعلن رئيسه التعبئة للسيطرة على الهضبة النفطية، وقاومته قوى حضرموت بما فيها بن حبريش، والذي يبدو أنه يحاول استدرار دعم الإمارات للعمل لمصلحتها، بدلاً عن الانتقالي، الذي يرفض الحضارم أي تواجد له على تراب مملكتهم العتيقة.
تقرير // وكالة عدن الإخبارية