القاهرة: وكالة الصحافة اليمنية//
عبر مئات الحجاج المصريين عن استيائهم من حالات النصب والاحتيال التي راحوا ضحيتها بعدما أصدرت لهم وكالات سفر محلية تأشيرات حضور “فعاليات” بدل تأشيرة أداء مناسك الحج هذا العام.
الحاج سمير عبر عن صدمته بعد تأكده أنه لن يستطيع أن يحج هذا العام، لكونه أحد الأشخاص الذين صدرت لهم تأشيرة “فعالية”، التي أوقفت كل من السلطات المصرية والسعودية سفر حامليها مؤخراً، وقال: “ليس لي غير الله يعوضني خيراً”.
وكانت صحيفة “اليوم السابع” المصرية قد نقلت، قبل السبت الماضي، عن مصادر حكومية، تأكيدها عودة نحو 300 شخص من السعودية، بعد أن رفضت السلطات هناك دخولهم بتأشيرات “الفعالية” كحجاج.
ويقسم الحاج سمير، بحسب ما ذكرت “الجزيرة نت” يوم الاثنين، بأنه لم يكن يعلم أن تأشيرته غير مخصصة للحج، ويحمّل سمسار تأشيرات، “صابر”، مسؤولية “استغفاله” وخمسة آخرين من أبناء قريته، واستغلاله بساطتهم وأميتهم ليقنعهم بأن لديه القدرة على توفير فرصة حج لهم بتكاليف معقولة.
وأصدرت السلطات السعودية مطلع العام الجاري تأشيرات خاصة لحضور الفعاليات الفنية التي تنظمها هيئة الترفيه داخل الأراضي السعودية، وهي الفعاليات التي تتعرض لانتقادات واسعة بسبب مخالفتها طبيعة المجتمع السعودي المحافظ، فضلاً عن قرب بعضها من الأراضي المقدسة.
لكن التأشيرة تلك استغلها البعض لأداء مناسك العمرة، وحاول آخرون استخدامها في الحج، نظراً لسرعة إصدارها.
ويضيف الحاج سمير: “دفعنا الكثير، لكن أقل من غيرنا والإجراءات كانت سريعة”، وهو الأمر الذي دفعهم إلى المسارعة في استيفاء ما يطلبه الأستاذ صابر من أوراق وتكاليف مادية، قبل أن يكتشف الأمر أخيراً، ويتبين أن ما صدرت لهم ما هي إلا “تأشيرة فعالية” لن تحقق حلمهم بالحج.
ويشير الحاج سمير إلى أن من احتال عليهم كأنه “فص ملح وداب”، وذلك في تعبير محلي يشير إلى اختفائه، كما تنكرت لهم الدولة، وقال ممثلوها إن “القانون لا يحمي المغفلين”.
ولم يكن الحاج سمير وحده من تعرض لهذه “الصدمة”، فقد سبقه المئات ممّن أعادتهم السلطات السعودية بعد وصولهم إلى أراضيها بسبب دخولهم بتأشيرة “فعالية”، فضلاً عن آخرين منعتهم سلطات مطار القاهرة الدولي من السفر بهذه التأشيرة، بعد إبلاغ السلطات السعودية شركات الطيران بوقف العمل بهذه التأشيرة خلال موسم الحج.
وتُمكن تأشيرة “فعالية” الراغبين في حضور الفعاليات الترفيهية التي بدأت تقام في المملكة مؤخراً، على أن يتم إصدار التأشيرة خلال 24 ساعة من تسلم جواز السفر.
مدير منظمة السلام الدولية لحماية حقوق الإنسان، علاء عبد المنصف، لفت خلال حديثه مع “الجزيرة نت” إلى المفارقة بين سهولة الحصول تأشيرة الفعاليات وصعوبة تأشيرة الحج.
وأضاف أن منهجية النظام السعودي التي اتبعها مؤخراً في تسهيل إجراءات صدور تأشيرات لحضور فعاليات وأنشطة ترفيهية، في مقابل صعوبة تلك الإجراءات أمام الراغبين في أداء المناسك؛ أمر يستلزم التوقف والاستنكار.
(الخليج أون لاين)