تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية //
52 شهرا منذ أعلن التحالف الذي تقوده السعودية الحرب على اليمن وفرضه حصارا ظالما وغير مبرر على الشعب اليمني، تؤكد نتائجه أن التحالف يستخدمه كسلاح ووسيله لتجويع وقتل اليمنيين.
وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها الكثير من المنظمات الدولية من حجم الكارثة الانسانية التي ستسببها الحرب ويصنعها الحصار الذي يفرضه التحالف على الشعب اليمني إلا أن مثل هذه التحذيرات قوبلت بتعنت ولا مبالاة من قبل دول التحالف وفي مقدمتها السعودية والامارات اللتين تقودان وتديران الحرب على اليمن واليمنيين.
الحصار الذي يفرضه التحالف لم يتوقف عند حدود وطال كل شيء بما في ذلك قطاعات الصحة العامة وتجارة الأدوية الأمر الذي خلف كارثة صحية وإنسانية لم يشهد لها العالم مثيل.
وقد تسبب الحصار الجوي والبحري في نقص الدواء بشكل كبير وأدى إلى تدهور الوضع الصحي بشكل خطير وضاعف معاناة المواطن اليمني.
الوضع الصحي الناجم عن الحرب والحصار لم يعد خافيا ولم تخلو تقارير المنظمات الدولية والإنسانية عن ذكره ومطالبتها بسرعة التدخل الأممي لوضع حد له والضغط على دول التحالف للسماح دخول الأدوية والمستلزمات الطبية لتتمكن السلطات في صنعاء من معالجة المشكلة التي يعاني منها اليمنيين منذ ما يزيد على أربع سنوات.
منظمة الصحة العالمية حذرت من أنّ اليمن “يشهد أسوأ أزمة انسانية في العالم”، وأنّ الوضع يزداد صعوبةً عاماً بعد عام.
وأعلنت المنظمة أنه في نهاية عام 2018 إن 45% من المرافق الصحية في اليمن خارجة عن الخدمة، وأن 16.6 مليون شخص يفتقر إلى خدمات المياه والصرف الصحي، فيما يفتقر 16.4 مليون شخص إلى الرعاية الصحية الكافية، ويعاني 17.8 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.
وبدورها قالت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية أن60 ألف مريض يعانون بسبب انعدام الدعامات والصمامات وأجهزة القسطرة مشيرة إلى أن انعدام الدعامات وأجهزة القسطرة القلبية في عموم المحافظات أصبح يهدد حياة الآلاف من مرضى القلب.
وكشف تقرير صادر عن الوزارة عدم وجود جهاز قسطرة قلبية بعد تعطل الجهاز الوحيد لدى مستشفى الثورة العام بصنعاء، مشيراً إلى انعدام أي جهاز تشخيص أو تركيب دعامات قلبية حتى الآن.
كما كشف التقرير عدم وجود جهاز إشعاعي واحد في اليمن للقيام بمهمة التشخيص لمرضى السرطان في المناطق التي استهدفها التحالف بقنابل إشعاعية ، مبيناً أن عدد مرضى السرطان المسجلين بمركز الأورام بأمانة العاصمة وأربع محافظات في الفترة من عام 2015 حتى 24 ديسمبر 2018م بلغ أكثر من 108 آلاف حالة، فيما وصل عدد مرضى الفشل الكلوي إلى ثمانية آلاف حالة.
وأوضح التقرير أن 97 بالمائة من المعدات والأجهزة الطبية خرجت عن الخدمة بعد تجاوزها العمر الافتراضي وتعذر توفير الصيانة لها، نتيجة للحصار وعدم السماح باستيراد الحديث منها .
وأشار التقرير إلى أن 60 بالمائة من المرافق الصحية توقفت خدماتها نتيجة الحصار والاستهداف المباشر وغير المباشر من قبل التحالف.. فيما بلغ عدد المنشآت والمرافق الصحية الحكومية والخاصة المتضررة 425 منشاة منها 288 دمرت كلياً فضلاً عن تدمير منشآت ومقار طبية تابعة لمنظمات دولية.
وبين أن عدد المرضى والجرحى الذين هم بحاجة ماسة للسفر للخارج لتلقي العلاج 230 ألف حالة، توفيت منها 32 ألف حالة.. مشيرا إلى أن نسبة الكادر الطبي الأجنبي الذي غادر اليمن جراء العدوان 95 بالمائة وهو ما سبب عجزاً في الكوادر.
وحمل التقرير دول التحالف والأمم المتحدة مسؤولية وفاة المرضى نتيجة استمرار الحصار الذي منع دخول الأدوية والأجهزة والمعدات الخاصة بمرضى السرطان والفشل الكلوي والأمراض المزمنة الأخرى، إلى جانب استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي.