تقرير//وكالة الصحافة اليمنية//
حذرت صحيفة تاغس أنتسايغر السويسرية من انهيار اليمن بعد ارتفاع حدة الصراع العسكري في المناطق الجنوبية، وقالت أن الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين حكومة الرئيس المستقيل هادي والمجلس الانتقالي المطالب بالانفصال قد تدفع فعلاً الى تقسيم اليمن الذي تم توحيده عام 1990م.
وأكدت الصحيفة بأن الأحداث الساخنة في عدن تضع وحدة التحالف العسكري بين السعودية والامارات على محك الاختبار، إذ أنه في الوقت الذي تحاول السعودية هزيمة أنصار الله في الشمال عبر الضربات الجوية برغم التكلفة البشرية الباهضة للضحايا من المدنيين، تحاول الامارات مواجهة تمدد سلطات صنعاء عبر تجنيد وتمويل مليشيات جنوبية بمن فيهم الانفصالية، وهؤلاء الانفصاليين يشكلون خطراً حقيقياً على حكومة الرئيس المسقتيل عبدربه منصور هادي.
الصحيفة أوضحت أن بذور النزاع نشبت بعد إقالة الرئيس المسقتيل هادي محافظ عدن “عيدروس الزبيدي” من منصبه، ما دفع الأخير إلى تشكيل مجلس انتقالي في الجنوب في مايو 2017م. وطالب عيدروس، الذي يتهم حكومة هادي بالفساد، في نهاية المطاف بإقالة رئيس الوزراء أحمد بن دغر وإعادة تشكيل مجلس الوزراء، الذي أرسل بدوره قوة لقمع الإحتجاجات الحاشدة التي طالبت مؤخراً بالتغيير الوزاري. ويبدو أن المفاوضات جارية لنقل مجلس الوزراء إلى المملكة العربية السعودية.
وقالت الصحيفة التي تصدر في مدينة زيورخ السويسرية باللغة الألمانية “وفقا للدبلوماسيين الغربيين، فإن الإمارات العربية المتحدة أصبحت منذ عامين جزءا من المشكلة وليس الحل في اليمن. فالإماراتيون يعتبرون هادي غير كفء وفاسدا. من جهة أخرى تعمل أبو ظبي على فرض أجندتها وتعزيز نفوذها في جنوب اليمن. حيث قامت القوات الإماراتية بتشكيل الميليشيات واستولت الشركات الإماراتية على الموانئ ومرافق النفط والغاز وغيرها من المرافق الإستراتيجية. وقد انتقد هادي هذه السياسات واصفا إياها “بسلوك المستعمر”. ومنذ ذلك الحين، أصبح الموقف الرسمي الإماراتي يقول صراحة أن اليمنيين لديهم كل الحق في تقرير مستقبل بلادهم وأنهم لا يعارضون انفصال الجنوب”.
في معرض شرحها لصراع المصالح القائم بين الرياض وأبو ظبي، قالت الصحيفة : “أما المملكة العربية السعودية من جهتها فتريد الحفاظ على وحدة اليمن وفقا لموقفها الرسمي. ومن هنا يتكشف سر تمسك الرياض بهادي، رغم عدم رضاها الكامل به، فتنحيته عن منصبه لن يؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الوضع، حيث ترفع الرياض راية استعادة السلطة لمن تعتبره الرئيس الشرعي وحكومته في حربها ضد الحوثيين في الشمال”. في مقابل ذلك، تشعر الإمارات بالقلق من سعى الرئيس المستقيل هادي في الرياض إلى التعاون مع حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها الإمارات العدو الأكثر خطورة. من ناحية أخرى، ترى الرياض في الحوثيين، الذي تعتبرهم من أتباع إيران، الخطر الحقيقي، حسب الصحيفة.
واختتمت الصحيفة بالقول “الباب ما يزال مفتوحا على كل الإحتمالات الآن في اليمن، حيث تتحدث القوى المختلفة عن عدة سيناريوهات، من بينها مفاوضات جديدة لتشكيل نظام فدرالي وعن حكومة تجمع شخصيات من الشمال والجنوب، فيما يطالب المجلس الإنتقالي باستقلال الجنوب. يأتي هذا في الوقت الذي تمنع فيه القوات السعودية اقتحام القصر ومقر الحكومة الإنتقالية في عدن”.