تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
دعت ناشطات سعوديات إلى إسقاط نظام القبيلة في المملكة؛ بسبب عاداتها وتقاليدها وعدم تمتع النساء بحقوقهن فيها، في واحد من أجرأ المطالب النسوية في البلاد.
وتصدر وسم “#سعوديات_نطلب_اسقاط_القبيله” أعلى اهتمامات التغريد في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، الذي يستخدمه ملايين السعوديين على مدار اليوم.
وأثار الوسم الجديد انقساماً بين المغردين السعوديين وتبايناً في الآراء بين مؤيد للدعوة ومعارض لها.
ويعتبر مناصرو الدعوة أن السعوديات حصلن على إسقاط الولاية بشكل قانوني، وقبل ذلك على حق قيادة السيارة، ولكن قيود القبيلة تمنع أغلبهن من الاستفادة من القوانين الجديدة ومشاركتهن في الحياة العامة.
وقالت إحدى المغردات السعوديات: “أتمنى صراحة. أول هاشتاغ أتفق معه”.
في حين علقت أخرى بأنه “حتى لو أسقطوها أهالينا حيبقوا متخلفين، بس هذي المرة بدون قبيلة”.
كما تمنت إحدى السعوديات أن تسقط قائلة : “يا ليت تسقط محد مستفيد منها غير العيال (الشباب)”.
ونشرت ناشطة سعودية مقطعاً مصوراً لشاعرة سعودية (لم يُذكر اسمها) تهاجم فيها القبيلة بقصيدة شعرية قائلة فيها: “ويح القبيلة.. كيف تفسد أرواحنا؟ كيف تسرق أعمارنا؟ كيف تقسم أحلامنا كالغنيمة؟”.
في المقابل هاجم آخرون الدعوة بشكل كبير معتبرينها غير واقعية، وهجوماً على المملكة من الخارج، أو من قبل مجنّسات (رغم أنّ التجنيس في المملكة نادر جداً، ويطول زوجات الأمراء وزوجات رجال الأعمال الكبار).
الناشط السعودي سليمان الزهراني اعتبر أنّه يجب أن يكون “تجريم (الفكر النسوي) مطلب كل فتاة واعية وكل إنسان طبيعي. النسوية فكر إرهابي بغطاء فكري لا تختلف أبداً عن داعش”.
في الوقت الذي زعمت فيه مغردة سعودية أنّ من عمل على الوسم “مجنسات ما هن سعوديات، السعوديات يفتخرن في قبيلتهن وأصلهن وفصلهن”.
ويستند نظام الحكم في السعودية على الولاء القبلي؛ لقبيلة “آل سعود” في الحكم السياسي، وقبيلة “آل الشيخ”
في الحكم الديني، وتستمد القبيلتان شرعيتهما الوجودية من هذا النظام، ما يعني أنّ الدعوة لإسقاط القبيلة يصل إلى مطلب إسقاط النظام الحاكم في البلاد.
وفي بداية أغسطس الجاري، أعلنت السعودية إقرار تعديلات على نظام وثائق السفر ونظام الأحوال المدنية تتيح للمرأة استخراج جواز السفر دون اشتراط موافقة ولي أمرها، عكس ما كان معمولاً به في السابق.
ومنذ صعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تعيش المملكة تغيراً جذرياً في المجتمع، حيث يقود انفتاحاً أثار جدلاً واسعاً في أوساط السعوديين، حيث سُمح للمرأة بقيادة السيارة، وفُتحت دور السينما، وأقيمت حفلات غنائية وراقصة ومهرجانات في عدة مناطق، وأخيراً أُسقط نظام الولاية عن المرأة.
وعلى الجانب الآخر امتلأت السجون بكل من دعا إلى تلك التعديلات، حيث اعتقل مئات النشطاء والناشطات، إضافة إلى أبرز دعاة المملكة، وعذبوا بطرق مهينة ووحشية؛ ما أثار انتقادات واسعة للسلطات السعودية من قبل منظمات دولية وحقوقية عالمية.
(الخليج أون لاين)